آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-07:11م

ملفات وتحقيقات


لودر.. إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس تؤدي إلى كوارث في الأرواح أو إصابات لا تُشفى

الإثنين - 10 أغسطس 2020 - 04:43 م بتوقيت عدن

لودر.. إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس تؤدي إلى كوارث في الأرواح أو إصابات لا تُشفى

(عدن الغد)خاص:

 رصد / الخضر عبدالله

على الرغم من كل الظروف الصعبة التي يعيشها أبناء مختلف مديرية لودر ومناطقها نتيجة الأوضاع المأساوية التي تمر بها البلاد .. إلا أنك تجد أبناء هذه المناطق يبتسمون ويضحكون بل وتمتلئ القرى فيها بالوافدين لغرض الترويح عن النفس أو مشاركة فرحة زواج او مناسبة سنوية ,ولكن ثمة مشاكل كثيرة تحدث في هذه الأعراس أهمها إطلاق النار «الرصاص» بشكل عشوائي إلى الجو، الأمر الذي يؤدي إلى كوارث في الأرواح أو إصابات لا تُشفى ولا يمكن علاجها بسبب الرصاص الراجع!.

وتعتبر ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية بالرصاص والألعاب النارية في المناسبات والأعراس ظاهرة عشوائية وخطيرة لا تليق بالأعراف القبلية ومخلّة بالأمن والاستقرار وتزعج الجميع وهي عادة أو ظاهرة يمارسها أبناء لودر وضواحيها على حد سواء.. ولأهمية الموضوع وخطورته سلّطت "عدن الغد",, الضوء على هذه الظاهرة والتقت ببعض الجهات المسؤولة والمواطنين بلودر وخرجت بالحصيلة التالية :

اعتقاد خاطئ

ويعتقد مطلقو الرصاص في الهواء أن قيامهم بهذه الأعمال يُدخل البهجة والسرور إلى نفوسهم ونفوس أهل العرس، حيث اعتادوا على القيام بهذه الأعمال التي اعتبروها تراثاً من تراثنا الشعبي .

الجهات الأمنية والنوم العميق

ويقول العديد من المواطنين ممن التقتهم صحيفة ( عدن الغد ) :" إن الجهات الامنية بمديرية لودر لم تقم بواجبها المحتوم عليها بمحاسبة المروجين لهذه الظاهرة او منعهم رغم أن هذه الظاهرة غريبة على عادات وتقاليد لودر وضواحيها .

وطالب المواطنين الجهات الأمنية القيام بواجبها بمنع هذه الظاهرة المزعجة التي باتت تهدد امن وحياة الناس والذي ذهب ضحيتها العديد من الأرواح البريئة.

مدير عام لودر : إطلاق النار كارثة

وحول موضوع انتشار ظاهرة إطلاق النار بوتيرة عالية بمديرية لودر ومناطقها يقول مدير عام مدير لودر الأستاذ / علي عوض النخعي :" أنه في الآونة الاخيرة زادت وتيرة انتشار ظاهرة إطلاق النار الحي في الجو وخاصة في مناسبات الزواج .

ويردف :" بدورنا تم اللقاء بعدد من الشخصيات الاجتماعية والقبلية وخرجنا بنتيجة بمنع اطلاق الرصاص في الزواجات وجميع المناسبات , كما نناشد عبر صحيفة "عدن الغد : من جميع المواطنين,أن يمنعوا هذه الظاهرة المخيفة , التي بسببها تروع الساكنين وخوف الاطفال والنساء من الراجع وإزعاج المرضى والاخطر من كل هذا وذاك تحصل تصفية حسابات مع إطلاق رصاص الاعراس .

يتابع حديثه : " ومما ندعوا إليه هو أننا نقول باختصار وبوضوح لمن يقوموا أو يشجعوا هذه الظاهرة باعتبارها نوعا من التفاخر والمباهاة أو جزءا من التقاليد نقول لهم : هي ظاهرة مزعجة وسلبية وأيضا خطيرة وبدلا من صرف مبالغ كبيرة لشراء الرصاص وفروا هذه المبالغ أو سخروها لجانب آخر مفيد ونافع شاكرا لكم إتاحة هذه الفرصة للحديث عن هذا الموضوع الذي اعتبره موضوعا مهما وجب طرحه وتناوله واستعراض كل الجوانب المرتبطة به".

سلوك دخيل من ينقذ المواطنين منه

في البداية تحدث إلينا مدير الإعلام بلودر الأستاذ جهاد حفيظ حيث قال :" ظاهرة اطلاق النار في الأعراس هي سلوك دخيل على مجتمعنا الذي تشرب حبه النظام والقانون منذ عقود من الزمن وتأتي هذه الافة الدخيلة في هذا الوضع الذي نرى فيه كثير من بتمنطقون السلاح دون بصيرة أو تعقل مما تؤدي إلى كثير من الماسي والجراح التي تظل تلاحق المواطنين في أعراسهم .

ويضيف :" وبدلا من مشاركة الناس أفراحهم تحول ذلك الفرح إلى أتراح غائرة في نفوس البشر في الظاهرة بحاجة إلى اجراءات حاسمة من قبل الاجهزة الامنية ومساهمة الشخصيات الاجتماعية في توعية المجتمع بأثر تلك العادة التي تسببت في تصدع السلم الأهلي في المجتمع

طيش ورعونة

أما الأستاذ / صالح حسين مبروك مدير مجمع القاع التربوي - يقول ": كثرت في الآونة الأخيرة مظاهر إطلاق الرصاص تعبيرا عن الفرحة سواء بعودة حبيب أو عرس قريب ، وذلك مما يستوجب الفرح ولا شك ، لكن التعبير به لا ينبغي أن يكون بمظاهر تدل على الطيش والرعونة ، بل والتبذير والإسراف فضلا عن كونه سبب إزعاج وربما سببا لإصابة أو وفاة كما يحصل ذلك عند إطلاق الرصاص والأعيرة النارية في الأعراس" .

وأضاف : " و لا ينبغي أن تكون فرحة أحدنا سببا في ضرر الآخرين وإزعاجهم وتعاستهم فكم من مريض أزعجوه وشيخ أو طفل نائم فأيقظوه ومارّا فأصابوه" .

ويكمل ":أضف إلى ما فيه من إضاعة المال ، في وقت أحوج ما يكون إليه أهل العروس أو حتى الفقراء من الجيران ، ولا يخفى على كل أحد في بلدنا أين وصل الفقر بالناس ، وأخشى أن يكون ذلك الفعل من كفر النعمة التي سخرت في غير رضا الله تعالى, وكذلك مثل هذه الأفعال تدخل في أذية الآخرين التي نهى عنها ديننا الحنيف .

يهدد حياة الآلاف من المواطنين

ومن جهته يقول الإعلامي صالح العلواني :" إن ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية داخل مديرية لودر أمر خطير للغاية يهدد حياة الآلاف من المواطنين داخل المدينة والقرى المجاورة والقريبة من المدينة فالرصاص الراجع يمثل خطرا حقيقيا لكافة المواطنين خلال موسم الاعراس والمناسبات.

وعلى الرغم من المناشدات التي يطلقها الأهالي والمواطنين بين الحين والآخر لوقف هذه الظاهرة والتصدي لها بحزم وإيقاف هذا العبث إلا أن هذه الظاهرة لا تزال إلى اللحظة دون أي تحرك يذكر.

ومن جهة أخرى يقول المحامي القانوني الأخ/ طاهر ناصر الجنيدي: " أنا ضد ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية في الأفراح والمناسبات لأنها دخيلة على مجتمعنا , حتى استخدام تلك القنابل الصينية في الأعراس والتي صوت بعض هذه القنابل الصينية أكبر إزعاجا من القنابل القتالية الحقيقية! ، والمصيبة أن الفرحة واستخدام هذه القنابل لا يتم إلا آخر الليل والناس تنعم بالهدوء فتأتي أصوات هذه القنابل ككابوس يحرمهم راحتهم فما بالنا بالمرضى والأطفال ولو أردنا توضيح ما يحدث في الأعراس فإن هناك ناس ناقصين يعوضوا نقصهم بمثل هذه التصرفات التي تنم عن جهل وقلة ذوق وعدم احترام الآخرين.. يعني من الآخر ظاهرة مشينة جدا ولابد من إنهائها! "

ظاهرة شائعة ومنتشرة

ويتابع المحامي طاهر حديثه " إن هذه الظاهرة غير حضارية وسيئة جداً وبسببها راح الكثير من الأبرياء الذين لم ينعموا بحق الحياة في ديارهم آمنين مطمئنين , وإنها ظاهرة شائعة ومنتشرة على حد سواء في الأرياف والمدن .لكي نقضي عليها يجب أن نجفف مصادرها أو نوقف مصدرها . انتشار السلاح بالطريقة العشوائية كثّر من انتشارها وإذا أخذنا بالتوعية سيأخذ منا وقت طويل جداً ولن تأتي نتائجه الايجابية إلا وقد حصدت أرواح الكثير والكثير. لذا القضاء على مصادر تمويلها ومصادرة الأسلحة من قبل الدولة ولو عن طريق شرائها من ذلكم الأشخاص ستقلل إلى حد كبير من مخاطرها والسيطرة عليها , ونرجوا من الجميع أن يكون لديهم الإحساس بالمسؤولية قبل أن يقع الفأس في الرأس."

ظاهرة مزعجة تعكر صفو السكينة

ويقول الأستاذ. ناصر عوض موسى مدير مكتب التربية بلودر أبين : " ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية في الأفراح والمناسبات من الظواهر السلبية والمزعجة التي أصبحت اليوم منتشرة في مناطق ومحافظات ومدن كثيرة في أبين وإن جئت لتسأل المواطن البسيط هنا أو هناك حول هذه الظاهرة التي تنتشر كنوع من التفاخر سيجيبك هذا المواطن بصراحة أنها ظاهرة مزعجة تُعَكِّر صفو السكينة العامة وتثير الخوف عند الجميع وتحديداً النساء والأطفال" .

ويضيف :" وبكل تأكيد ربما تطرح أسئلة عن المعالجات والحلول باعتقادي أن المعالجات والحلول يجب أن تتم ضمن منظومة متكاملة في الإعلام والجانب الإعلامي مهم ومؤثر في التوعية إضافة إلى دور أئمة وخطباء المساجد والمنظمات المجتمعية والمحلية والشخصيات الاجتماعية وكل من له دور وتأثير وبكل تأكيد هناك جانب مهم جدا وهو حضور الاستتباب الأمني وهيبة الدولة المفقودة منذ سنوات وكل ما نأمله ونتمناه" .