آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-11:03ص

ملفات وتحقيقات


الأعمال الإنسانية العُمانية في اليمن.. سخاء لا يضاهى وعطاء لا ينضب

الأربعاء - 29 يوليه 2020 - 08:24 م بتوقيت عدن

الأعمال الإنسانية العُمانية في اليمن.. سخاء لا يضاهى وعطاء لا ينضب

عدن (عدن الغد) خاص:

كتب / صديق الطيار

 

حرصت سلطنة عُمان منذ فجر عهد النهضة أن تساهم في تقديم مساعدات متنوعة وبشكل سنوي لمحافظات اليمن عامة والمحافظات المجاورة لها (المهرة وحضرموت وسقطرى) خاصة.. فلا ينكر الدور الإنساني الرائد لسلطنة عمان في اليمن إلا جاحد.

ويُعرف عن السلطنة أنها دائما تشكل نموذجا ﻳﺤﺘﺬﻯ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ سواء في اليمن أو في غيرها من الدول التي تشهد أزمات أو حروب وصراعات أو نكبات، وتتفوق على غيرها من الدول في الجانب الإغاثي والإنساني البحت ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺍﻧﺤﻴﺎﺯﺍﺕ لطرف معين دون غيره، لتثبت أن ﺟﻬﻮﺩها ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ دون انتظار أي مقابل كما تفعل بعض الدول للأسف الشديد.

كان الحضور العماني في اليمن بالنسبة للجانب الإنساني والإغاثي والتعاون وحسن الجوار في قائمة أولويات السلطنة، الأمر الذي جعلها تتبوأ منزلة عالية في أوساط المجتمع اليمني عامة وفي المجتمع المهري والسقطري والحضرمي على وجه الخصوص بحكم قرب تلك المحافظات منها جغرافياً، وذلك عبر ذراعها الإنسانية ممثلة بالهيئة العمانية للأعمال الخيرية التي تعد الواجهة الرسمية للمشاريع الإنسانية التي تقدمها السلطنة حول العالم.

وكثفت السلطنة أعمالها الإغاثية في اليمن منذ بدء الحرب 2015 لإنقاذ الشعب اليمني من الانزلاق في الأمراض والجوع، بتسيير القوافل المتوالية إلى محافظات ومدن اليمن المحملة بالمساعدات الغذائية والإيوائية إلى جانب الأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية الضرورية، بالإضافة إلى رفد المستشفيات والمراكز الصحية بسيارات الإسعاف والمولدات الكهربائية والمشتقات النفطية لضمان استمرار عملها في ظل ما تمر به البلاد من أزمات إنسانية هي الأسوأ في العالم بحسب تقارير المنظمات الإنسانية العالمية بسبب الحرب المشتعلة منذ نحو ست سنوات.

ولم تكتفِ سلطنة عُمان بما تقدمه بسخاء لليمن من مساعدات إنسانية للتخفيف من وطأة الحرب المفروضة على الشعب اليمني، بل جعلت منافذها البرية المتنفس الوحيد لليمنيين بسبب ما تعرض له اليمنيون خلال سنوات الحرب من حصار خانق على كافة منافذ اليمن، حيث تشهد المنطقة الحدودية الرابطة بين سلطنة عمان واليمن من جهة الشرق حركة تجارية نشطة، كنتيجة للتسهيلات التي تقدمها السلطات العمانية للتجار اليمنيين لإدخال مختلف البضائع التجارية إلى بلادهم.

حيث يقول مستثمرون يمنيون - بحسب تقارير صحفية سابقة - إنهم وجدوا في المناطق الحرة العمانية بيئة خصبة للاستثمار، وأثنوا على السلطات العمانية على التسهيلات التي تقدمها للمستثمرين اليمنيين.

ولم تقتصر المنافذ الحدودية بين اليمن وسلطنة عمان على دخول البضائع التجارية وإنما أيضا كانت طريقا مفتوحا لعبور آلاف اليمنيين شهريا من المرضى والطلاب والمغتربين.

وعبر مواطنون يمنيون عن امتنانهم وشكرهم الجزيل لسلطنة عمان لما تقدمه من أعمال ومساعدات إنسانية وإغاثية وخدمات تنموية خالصة في بلادهم دون انتظار أي مقابل ودون أن يكون لها مخططات هيمنة أو غيرها من الأطماع كغيرها من الدول الأخرى التي ظهرت نواياها الحقيقية في اليمن.

مؤكدين - في أحاديث صحفية - أن سلطنة عمان هي الجارة الوفية والحضن الدافئ لأبناء اليمن عامة والمهرة وسقطرى وحضرموت خاصة.. مشيرين إلى أن السلطنة هي الدولة الوحيدة التي فتحت معابرها ومنافذها لليمنيين للعبور إلى دول العالم بعد الحصار الذي فُرض عليهم بسبب الحرب الجائرة.

وقالوا إن السلطنة تعتبر مثالا رائعا للأخوة في الدين والعروبة وحسن الجوار.

ووفقا لما ذكره مصدر مسئول في الهيئة العمانية للأعمال الخيرية، ذراع السلطنة الإنسانية، في تصريح صحفي سابق، فإن الأعمال الإنسانية المستمرة التي تنفذها سلطنة عمان في اليمن تسير وفق برامج ثابتة مع استحداث برامج أخرى نظراً للأزمة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون جراء استمرار الحرب في البلاد.

وأكد أن مساعدات السلطنة لليمن تتم عبر برامج ثابتة تتمثل في برنامج إعادة ترميم وبناء المنازل وبرنامج حفر آبار مياه الشرب وبرنامج كفالة الأيتام وإفطار الصائم والذي يوزع قبل شهر رمضان من كل عام.

وأضاف المصدر، في تصريحه عن نشاط السلطنة في تقديم المساعدات للمتضررين في اليمن، أن هناك عدة برامج أخرى للمساعدات تستحدث خلال الفترات الخاصة الطارئة مثل الظروف المتعددة والصعبة التي يعيشها اليمنيون خلال الفترة الحالية.

وأوضح المصدر في الهيئة العمانية للأعمال الخيرية أن السلطنة تنفذ أيضاً برنامجا للمساعدات الإنسانية الطارئة في اليمن يسير وفق محورين أساسيين، يتمثل الأول في تولي الهيئة العمانية بنفسها إدارة وتسيير وتنفيذ البرنامج الأول في المحافظات الثلاث المجاورة (المهرة وحضرموت وجزيرة سقطرى)، ويشمل مساعدة النازحين من مناطق الحرب إلى المحافظات الثلاث وأيضاً مساعدة السكان المقيمين في تلك المحافظات.. مبيّنا أن المساعدات تشمل الغذاء والدواء ولوازم الإيواء، مؤكدا أن السلطنة ستواصل تقديم المساعدات للأشقاء اليمنيين المحتاجين في المحافظات الثلاث إلى أن تستقر الأمور فيها.

وأضاف المصدر أن السلطنة تقدم مساعدات وتسهيلات لوجستية للأشقاء اليمنيين عبر حدودها من وإلى اليمن، وتشمل تلك المساعدات تسهيلات المرور، حيث يمر عبر منافذ الحدود العمانية مئات الأشخاص يومياً من الاتجاهين وتقديم الضيافة في منافذ الحدود.

واستطرد المصدر حديثه بأن المحور الثاني من برنامج المساعدات الطارئة في اليمن يتمثل في تقديم المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة في وسط وشمال وغرب اليمن.

وأوضح أن السلطنة خصصت موازنة خاصة لمساعدة اليمنيين بالدواء والغذاء ولوازم الإيواء عبر المنظمات الدولية كاللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمفوضية العليا لشئون اللاجئين، والمنظمات الدولية الأخرى التي تعمل في تقديم الخدمة والمساعدة الإنسانية لليمنيين في تلك المناطق.

وفيما يخص أزمة جائحة "كورونا" التي ضربت اليمن مؤخرا سارعت سلطنة عمان - كعادتها - إلى مساعدة اليمنيين لتجاوز هذا المحنة التي تضاف لما يعانونه من أزمات حياتية بسبب الحرب، حيث كان للسلطنة دور بارز وجوهري في التخفيف عن اليمن من وطأة فيروس كورونا بإرسالها المساعدات الطبية بشكل عاجل، كان آخرها منتصف الشهر الجاري بإرسالها (١٠٧٥) كرتونا من المساعدات الطبية إلى محافظة عدن لمكتب الصحة ومستشفى الجمهورية، والمقدمة عبر الجمعية الخيرية الحضرمية.

وتضمنت تلك المساعدات الطبية العمانية المقدمة لمحافظة عدن مواد متنوعة للحماية الطبية للطواقم الطبية بمستشفيات ومراكز ومجمعات عدن الصحية تم توزيعها لاحقا لستة مراكز ومستشفيات، هي: مركز الحجر بمستشفى الجمهورية، ومركز الأمل ومستشفى الوحدة، ومستشفى الأمراض النفسية، ومستشفى ٢٢ مايو، ومركز الشعب للولادة.

كما تم توزيع تلك المساعدات الطبية العمانية على عشرين مجمعا من المجمعات الصحية، هي: الميدان، القطيع، والمعلا والتواهي، والروضة، وخورمكسر، والعريش، والمنصورة، وحاشد وكابوتا، والقاهرة، والشيخ عثمان والممدارة، ودار سعد، والبساتين واللحوم، والبريقة، ومدينة الشعب.

وشملت المساعدات الطبية المقدمة من سلطنة عمان الشقيقة ٢٠ كرتون كمامات شاملة للوجه، و ١٠٠ كرتون كمامات للعمليات، و ١٠٠ كرتون قفازات خاصة بالعمليات، و ٥ كراتين كفراول لباس العمليات أبيض، و٨٠ كرتون اوفراول للعمليات أصفر، و ٥ كراتين كفراول شفاف، و ٢٠٠ كرتون معقمات فرح، و١٠ كراتين اغطية للارجل واليدين، و٥ كراتين اغطية الرأس، و ٥٠٠ كرتون قفازات فحص، و ٣٠ كرتون كمامات طبي ٦٠٠٠، و ٢٠ كرتون طبي آخر.

في أواخر العام الماضي 2019 اختارت ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺼﻠﻴﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ سلطنة عمان مكانا ﻻﻧﻌﻘﺎﺩ ﺣﻠﻘﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻘﺪ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ليكون ذلك دليلا كافيا أن السلطنة نموذج ﻳﺤﺘﺬﻯ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﺧﺼﻮﺻًﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺟﺎﺀ ﺍﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺱ ﻓﻲ ﺇﺣﻼﻝ ﺍﻟﺴﻼﻡ..

ﻭﺗﻨﺒﻊ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﻬﺎﺩﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺿﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺗﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺃﺳﺲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻹﻏﺎﺛﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺩﻭﻥ ﺗﻤﺘﻊ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺑﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﻀﺎﻣﻨﺔ ﻟﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﺤﻘﻴﻬﺎ.