آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-01:42ص

ملفات وتحقيقات


درة شبوة (غيل السعيدي).. مناطق مختنقة بأشجار الهرب.!! فهل هنالك منقذ ؟! (استطلاع)

الأربعاء - 29 يوليه 2020 - 04:23 م بتوقيت عدن

درة شبوة (غيل السعيدي).. مناطق مختنقة بأشجار الهرب.!! فهل هنالك منقذ ؟! (استطلاع)

استطلاع / مختار بامرحول:

يقع غيل السعيدي بمحافظة شبوة مديرية الروضة، وهو عبارة عن مناطق جبلية متعددة مترابطة ومترامية الاطراف، تمتد على ضفاف وادي حبان ، بعضها يقع مابين منحدرات جبلية، وبعضها تقع على ضفاف الوادي، وأخرى تقع على مرتفعات عالية، وهو يشمل المناطق التالية: الصفاة، والصر، والمشباب، والمشراحه، والرديحة، والمعافر، وجول مسحة، والخسيفة، والنبوة، وكرب، ودبونة، والعادية والقرن..

كما يشمل أيضا منطقة (غرير)، التي تعتبر اكبر مناطق الغيل والمنطقة الوحيدة التي تقع على خط الاسفلت العام.

تبهرك مناطق(غيل السعيدي)، بإطلالاتها الجذابة وبمناظرها الخلابة وبصورها البديعة، كما تبهرك بامتداد اراضيها الخضيرة، التي تمتد طولا مع امتداد الوادي ، فمناطقه تتمتع بالعديد من الحقول الزراعية التي يكسوها الاخضرار، والمفعمة بروح الحياة النابضة.

تشتهر مناطق (غيل السعيدي) عن غيرها من المناطق المجاورة، بينابيعها الجارية (عيون الماء) التي تنبع من سطح الارض والتي حولت طبيعة اراضيها، الى مروج خضراء لتجعل من غيل السعيدي (كدرة شبوة)،في الجمال والروعة ،فمياهه تجري وتنساب في الوادي على مدار السنة.

تشتهر مناطق غيل السعيدي بالأعداد الهائلة لأشجار المانجو، والذي يغطي أحتياجات اسواق المناطق المجاورة، وأيضا الاسواق العامة (كسوق عزان وسوق حبان، وسوق عاصمة المحافظة عتق) كما يشتهر  بأشجار النخيل وأشجار الليمون وزراعة الحبوب كالذرة والمسيبلي (الدخن) والكنب وغيرة، ويشتهر ايضا بزراعة البقوليات التي  تغطي هي الأخرى احتياجات الأسواق العامة.

تعتمد مناطق (غيل السعيد)،في تسقية محاصيلها الزراعية بالدرجة الكبيرة، على ينابيعها المائية الجارية المتعددة، والتي تنبع من أعماق الوادي، لتجري وتنساب طولا لتسقي الزرع والضرع.

ومع ذلك كلة ومع روعة وسحر وجمال مناطق(غيل السعيدي)، ومع انتاجها الزراعي الوفير.

الا ان تلك المناطق تشكو وتعاني حاليا من ألانتشار الواسع (لشجرة الهرب) التي اصبحت مشكلة كبرى يعاني منها ابناء مناطق(غيل السعيدي) والتي ادت الى شحة المياه الجارية، والى اضرارا أخرى.

ففي جولة استطلاعية لتلك المناطق التقينا بالشخصية المعروفة: سالم مذيب بن مسلم، احد ابناء منطقة الرديحة..

واثناء تجوالنا كانت هنالك دردشة قصيرة فقد سألناه عن شجرة الهرب؟ ومانجم عنها من معاناة؟

فقال: في البداية ونيابة عن ابناء مناطق غيل السعيدي، اقدم لكم شكرهم الجزيل، وامتنانهم العظيم، لزيارتكم الطيبة، اما بالنسبة لما يتعلق بمعاناتنا فنحن نشكو ونعاني فعلا من شحة في المياه الجارية، وخاصة للحقول الزراعية في اسفل الوادي، والسبب يعود  لشجرة (الهرب)، وذلك نتيجة انتشارها الواسع الممتد طوال الوادي، فمثلما ترون أمامكم فقد احتلت هذه الشجرة مساحات شاسعة من الوادي، ادت الى أضرار عديدة ، فقد تسببت في شحة مياه الينابيع الجارية نتيجة احتجازها لكميات كبيرة من المياه مابين أغصانها ونتيجة امتصاصها لكميات أخرى فأصبحت مياه الينابيع الجارية، لاتصل الى الحقول الزراعية كالسابق، وبخاصة الواقعة في اسفل الوادي مما اداء الى انخفاض الانتاج الزراعي، وتصلب اعداد كبيرة من اشجار النخيل، والامر الأخر ان نتيجة احتجازها للكميات الهائلة من المياه، اداء الى برك ومستنقعات مائية راكدة، واصبحت اوكار آمنه لحشرات الذباب والبعوض، التي تنقل العديد من الأمراض المعدية.

لم تقتصر اضرار شجرة(الهرب)، عند هدا فحسب_ هكذا قال_ ثم واصل حديثه: ان هنالك   مشكلة كبرى، تنذر عن كارثة بشرية، ان لم يتم معالجتها وتدارك امرها، فنتيجة انتشارها وتطاولها في الوادي، فقد وصل  ارتفاع منسوب تربة الوادي الى(5_3أمبار)، مما يشير في حال نزول سيول كبيرة، الى انجراف عدد من المنازل التي تشرف على الوادي مباشرة..

فأن كان ارتفاع التربة(5_3 أمتار) في مدة لم تتجاوز(15عام) فما بالنا بمرور 15عام أخرى فقط؟!

توقف سالم بن مسلم عن الحديث ثم اخذنا نسير، واثناء توقفه عن حديثه بداء لنا واضحا بأنه يريد ان يتذكر شيئا ما وان هنالك مايدور في ذهنه ومابعد توقفه قال:

_في عام2013م تقريبا، او في عام 2012م، حقيقة لا أذكر بالضبط_ هكذا قال سالم_، ثم واصل حديثه بالقول: تم انزال وسيلة الجرافة الشيول (بالدوزر)، من قبل المجلس المحلي لجرف هذه الشجرة ولكن من غير جدوى فقد عجز الشيول من اقتلاعها فتوقف عن العمل ولم تعد هنالك محاولة أخرى.

سألناه: ما سبب عجزه في نظرك؟

اجاب: هما سببان لا ثالث لهما فالأول هو نتيجة تطاولها وكثافتها خاصة وان العمل كان من قبل شيول (بالدوزر) واحد فقط،  والسبب الثاني هو نتيجة ما تحتها من مياه، فقد جعلت من التربة بأن تكون رخوة لم يستطيع الشيول التوغل الى أغلب الاماكن، ولم يستطيع التحكم بموقعة الثابت، الذي يمكنه من العمل.

 

بحرية ثابتة، فقد كان الشيول يغوص في التربة، اثناء محاولة التقدم.

ثم سألناه بسرعة، ماهي الحلول من وجهة نظرك؟ وماهي مطالبكم الأخيرة بهذا الشأن؟

اجاب: في الواقع، نحن ندرك حجم الاهمال من قبل السلطة، ومع ذلك وحتى لا يتهمنا احد بعدم المطالبة والمناشدة، يسعدني جدا وعبر المنبر الإعلامي صحيفة (عدن الغد )، ان اقف واتحدث عن مطالبنا وعن معاناتنا لما توليه هذا الصحيفة، من اهتمام بالغ لقضايا وهموم المواطن، في جميع المحافظات.

. فنحن  نطالب الجهات ذات المسؤولية، بوضع حلول سريعة وفوريه متمثلة باقامة حواجز للقرى المهددة لاجتياحات السيول، وكذلك للاراضي الزراعية المهدد، والتي قد جرف جزء منها حاليا، وكذلك حماية اشجار النخيل والمانجو، التي تتكاثر على جانبي الوادي.

ونحن بحاجة الى دراسة تصوير شاملة، عن الخطة التي سيتم من خلالها، الاقتلاع التام لهذه الشجرة، والتخلص منها، ومن اضرارها، التي اقلقتنا كثيرا كثيرا.

 

ختامها:

هكذا هو حال درة شبوة (غيل السعيدي)، وهكذا هو حال حقولها الزراعية، مابعد الاهمال من قبل السلطة، لتظل مناطق مختنقة وحقول زراعية مكتومة الانفاس، بما تسمى(شجرة الهرب)،ولا يسعها، الا ان، تتنفس رويدا رويدا.

والسؤال الذي يفرض نفسه، وتلتف حولة العديد من علامات الاستفهام هو: الى متى ستظل مناطق(غيل السعيدي)؟ على هكذا حال؟ وهل هناك من منقذ؟!