آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-04:08م

ملفات وتحقيقات


مهاتير شبوة.. بين القبول والرفض

الإثنين - 13 يوليه 2020 - 04:58 م بتوقيت عدن

مهاتير شبوة.. بين القبول والرفض

(عدن الغد)خاص:

تقرير / عبدالله جاحب

محمد صالح بن عديو القميشي سياسي يمني عين محافظا لمحافظة شبوة بقرار
رئاسي من الرئيس هادي في 26 / من نوفمبر 2018 م، وصل بن عديو أو كما يحب
يطلق عليه مؤيدينة في الوسط الشبواني بـ(مهاتير) شبوة في ظروف ومرحلة
استثنائية محملة بالغيوم والسحاب الملبدة بالصعاب والعراقيل السياسية
والأمنية والاقتصادية.

جاء تعيين بن عديو في توقيت زمني عصيب، أوضاع متوترة، مشحونة بالمخاطر
السياسية والالغام الأمنية والمفخخات الاقتصادية في محافظة شبوة.

قسم بن عديو الشارع السياسي إلى أقسام متعددة، فمنهم من كان القبول
والرضا عنوانه، ومن كان الرفض سماته، وبقية فئة أخرى تراقب وتتابع
تحركات ونشاط الرجل على استحياء وصمت يملىء المكان.

اشعل المحافظ بن عديو الجدل في الوسط الشبواني بين مؤيدي ومعارضين، وأصبح
المحافظ حديث شبوة ورجالها الأول في النقد الإيجابي والسلبي.

وخطف المحافظ بن عديو الأنظار، وأضحى حديث الساعة في شبوة وخارجها بين
المحافظات الجنوبية المحررة، وشغل الفضاء السياسي وسماء الشارع الشبواني
بين الرفض والقبول في وتمدد وتوسع حتى أصبح حديث المشهد والساحة اليمنية
بحذافيرها.

وكشف السياسي اليمني الدكتور محمد جميح سر نجاح محافظ محافظة شبوة بقوله:
"إن بن عديو ليس لديه معجزات لكنه عقل يخطط، ويد نظيفة تعمل، وهذا السر
وراء نجاحه".

وأشار الدكتور جميح في تغريدة له إلى جهود بن عديو وإنجازاته وآخرها
افتتاح جسر السلام بتمويل من السلطة المحلية، وقال: "في زمن الحرب يفتتح
جسر السلام بطول 42 متراً وعرض 10 أمتار وارتفاع 14 مترا وبتكلفة بلغت
أكثر من 2.4 مليون دولار، بتمويل من السلطة المحلية بشبوة من حصتها من
مبيعات النفط".

بينما يصفه البعض الآخر بأنه أخفق وفشل في قيادية كرسي المحافظة ، وتعيش
المحافظة في عهده التوتر الأمني وانتشار وزيادة رقعة وعودة الثأر
والاغتيالات والقمع والاضطهاد.

ويظل المحافظ بن عديو حديث الساعة في شبوة فأي كفة ترجح وتميل لمهاتير
شبوة القبول الشعبي أم السخط والرفض بين دهاليز وأزقة اللعبة السياسية.

مشاريع واقعية يقابلها معارضة قوية!

ليس من السهل واليسر والبساطة أن تتربع على كرسي محافظة تقف على النفط
والغاز ويشتعل فيها الصراع والنزاع الداخلي والخارجي، وهذا كله يؤكد أنه
لن يكون هناك طريق مفروش بالورود وسجاد يصل بك إلى التنمية والإعمار.

استطاع بن عديو في ظرف قصير وفي أجواء محتقنة أن يحقق نسبة معقولة من
الأرقام والعقود التي تتحدث عن مشاريع في ربوع محافظة شبوة في مجالات
الصحة والكهرباء والطرقات.

وحرك المحافظ بن عديو الملف الخدمي والتنموي، وعمل على الاستفادة من
الثروات التي تهدر بشكل عبثي إلى مربع حضاري مختلف، فكانت أبرز مشاريع
الطرقات الجاري العمل فيها في محافظة شبوة من شهر يناير إلى شهر يوليو
2020 م على النحو التالي: (الخط الدائري المزدوج للعاصمة عتق جاري العمل،
تأهيل وترميم بردورات الشوارع عتق جاري العمل، ترميم وإصلاح طريق هدى -
الشريره لماطر، شق وسفلتة طريق الحجر - حورة، سفلتة طريق العرم – هدى،
سفلتة طريق باكبيرة الشعيب مديرية عتق، سفلتة الخط المزدوج مفرق باكبيرة
- البوابة الشمالية لمدينة عتق، سفلتة طريق نعضة - العبيلات بيحان، سفلتة
طريق بيحان - حطيب – مودية، سفلتة طريق جردان الطلح راس حفولة، سفلتة
طريق عياد خشم رميد مديرية عرماء، سفلتة طريق مرة حرشفان، مشروع رصيف
الحديقة والمسبح الخارجي، سفلتة شوارع الحديقة المركزية).

ولم يقتصر مشاريع بن عديو في المحافظة على الطرقات فكان للمشاريع
الكهرباء نصيب من تنمية وإعمار مهاتير شبوة، فكان أبرز مشاريع الكهرباء
من شهر يناير إلى يونيو 2020 بمحافظة شبوة وتوضيح ما تم إنجازه والذي
لازال قيد التنفيذ: (مشروع الكهرباء الغازية بدأ العمل في مسح خط
الأنبوب، تركيب إنارة الحديقة المركزية تم التنفيذ، توفير زيوت وفلترات
محطة كهرباء عتق تم التنفيذ، توريد اسلاك المنيوم AAAC مقطع 170MM بمسافة
300 كم تم التنفيذ، توريد محطة تحويل رفع 11\33KV بقدرة 15MVA تم
التنفيذ، توريد محول رفع بجهد 11\33KV بقدرة 15MVA تم التنفيذ، انشاء
محطة كهرباء عسيلان بقوة 8 ميقاوات تم توقيع العقد، انشاء خط ظغط عالي
بجهد 33KV من شركة العقلة الى كهربا عرما جاري التنفيذ، تركيب وصيانة
انارة مدينة عتق تم تتفيذ المرحلة الأولى، مشروع كهربا أمشب امكداه جاري
التنفيذ، مشروع كهرباء مرخة العليا المرحلة الأولى الهجر – العاقر جاري
التنفيذ، مشروع كهرباء ذهباء – مفرق مبلقة

تم توقيع العقد، مشروع كهربا منطقة الخبر وتحسين الشبكة الداخلية للضغط
العالي والمنخفض جاري التنفيذ، مشروع كهربا لقرية باصفاق وضواحيها تم
توقيع العقد، مشروع كهربا مناطق ال عياش ال عمر ال شنع ال حمران ال خرز
جاري التتفيذ، مشروع كهرباء منطقة أره تم توقيع العقد، مشروع كهرباء مرخة
السفلى جاري التنفيذ، مشروع كهرباء الطلح جاري التنفيذ، مشروع كهربا دهر
تم توقيع العقد).

كل ذلك العمل وتلك المشاريع قوبلت بردت فعل قوية من قبل البعض الذي وصف
كل ذلك بأنه حبر على ورق، ومشاريع لا تعرف إلا الورق والحبر والصور،
فكان العمل يقابلة معارضة وعمل عاكسي رافض لكل ما يقوم به بن عديو جملة
وتفصيلا.

وأكد عضو الجمعية الوطنية الجنوبية جمال بن عطاف، أن المجلس الانتقالي
الجنوبي سيزيح محافظ شبوة الإخواني المدعو محمد بن عديو من منصبه قريبا،
وكتب عبر تغريدة له: "قيادة الانتقالي هم من رشحوك لمنصب المحافظة وهم من
سيزيحونك منها قريبا بعد التآمر العظيم ضد أعظم منجز شبواني النخبة
الشبوانية واستبدالها بحكام من مأرب وبعد السماح للمعسكرات المدعومة من
تركيا وجعل شبوة جسر عبور للغزاة المضادين للتحالف فعن أي عمق عربي
تتحدث".

وفي السياق نفسه أكد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة لحج المحامي
رمزي الشعيبي أن القتل والاغتيالات في شبوة لم تحدث إلا في عهد محافظ
شبوة الإخواني المدعو محمد بن عديو، وكتب عبر تغريدة له: "في شبوة يقتل
الأبطال وخيرة الرجال لمجرد رأي يرفعونه، أو شعار جنوبي يصدحون به في وجه
عناصر الإرهاب الإخواني وهذا لم يحدث إلا في عهدك يا بن عديو، في شبوة
يعتقل الصحفي ويختطف الناشطين والمناوئين لتوجهكم الإرهابي وهذا أيضا لم
يحدث إلا في عهدك، سجل أيها التاريخ".

يقوم بن عديو باعتماد المشاريع وتوقيع العقود والعمل بالأرقام والمشاريع
على الأرض بينما يقابلة معارضة وعمل يسير عكس التيار، وصراع قوي يسعى إلى
سقوطة بين هذا وذاك لمن ستكون الغلبة في نهاية المطاف.

الإخوان لعنة تلاحق بن عديو

منذ تولي المحافظ محمد صالح بن وأطراف سياسية تتهمه، وكذا عدد من
الإعلاميين في محافظة شبوة وخارجها بالانتماء المطلق والصريح لحزب
الإصلاح اليمني (الإخوان المسلمين).

ويتهم بن عديو بأخونه المحافظة والزج أنصار الإخوان في مؤسسات ومرافق
الدولة، وتعيين عدد كبير من أعضاء الإخوان في مناصب عسكرية ومدنية، في
مؤسسة المحافظة الحكومية.

بينما ينفي المحافظ بن عديو ذلك الاتهام في من مناسبة وتعتبره اسطوانة
مشروخة لأبواق الانهزام والانكسار، وأدوات المشاريع الضيقة والمصالح
الخاصة.

ويؤكد بن عديو بأن شبوة هي حزبة، وأن اسطوانة الفشل لن توقف عجلة التنمية
والنهوض والإعمار عن الدوران.

وقال المحافظ بن عديو: "إن شبوة تمثل جزءا أصيلا من اليمن الكبير هكذا
كانت وستبقى على الدوام"، مشيرا في تغريدة إلى أن "شبوة تشق طريقها بثبات
في استعادة دورها ومكانتها كمحافظة محررة ومحورية رفضت الانقلاب
وقاومته"، مضيفا "كما ترفض أي خيار يناقض التوجه الوطني خيارها مع الدولة
وانحيازها لعمقها العربي الأصيل".

صراع النفط والغاز!!

يوجج صراع الوصول إلى آبار النفط والغاز في محافظة شبوة بين الأطراف
السياسية والعسكرية المتصارعة، ويزيد من حدة التركيز ولفت الأنظار صوب
المحافظة الغنية بالثروات النفطية والبحرية، ولا يقصر سيل اللعاب على
الأطراف الداخلية، بل يتمدد وتوسع حتى نحو الأطماع الخارجية.

فقد اضحت شبوة أحد مراكز صراع الثروة النفطية التي يركض ويهرول إليها
جهات عديدة من أجل كسب ود نفطها وغازها وجميع ثرواتها، فسباق الوصول
حقول الغاز والنفط جعل من المحافظ بن عديو في فوهة الواجهة وفي صفوف
المواجهة الأمامية وفي المقدمة، فسياسة بن عديو لم تتناسب وتتناغم
وتتوافق مع ايقاعات وأوتار النغمة الماضية، فقد عمل بن عديو على جعل حصة
للمحافظة من شحنات النفط والغاز التي تصدر وتخرج من سواحل بلحاف في
مديرية رضوم.

لا يقتصر الصراع والنزاع في شبوة على الجانب السياسي أو ينحصر بالجانب
العسكري وحسب، بل هي مركز الصراعات والنزاعات الاقليمية والدولية
النفطية عبر وكلاء معتمدون من ادوات الداخل.

من يقف خلف عمليات الاغتيال

محاولات تتكرر وبشكل دائم وبطريقة ووسائل وطرق متعددة وفي أكثر من مرة
يكتب للمحافظ محمد صالح بن عديو محافظ محافظة شبوة النجاة والسلامة، فقد
نجا من محاولات اغتيال كان آخرها بمدينة عتق مركز محافظة شبوة.

ونقلت وسائل إعلامية محلية عن مصادر أمنية بالمحافظة "أن أجهزة الأمن
اكتشفت عبوتين ناسفتين تم زرعها في أحد الطرق لاستهداف موكب المحافظ خلال
زيارة قام بها وسط مدينة عتق مركز محافظة شبوة".

ولفت المصدر إلى أن أجهزة الأمن قامت بعد اكتشاف العبوتين بإيقاف موكب
المحافظ حتى تمكنت الفرق الهندسية من إبطالها ونزع تلك العبوات من قبل
مرور الموكب.

ويتساءل الشارع الشبواني عن الأطراف التي تحاول التخلص من المحافظ، وتسعى
إلى اغتيالة مراراً وتكراراً وتحديد بعد سقوط المحافظة بأيدي القوات
الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا واقليميا التابعة للرئيس هادي، من
يسعى لاغتيال بن عديو.