آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-11:23ص

ملفات وتحقيقات


لا ندافع عن سلبيات وأخطاء التجربة، وقد كان لها ككل تجربة سياسية بشرية أخطاءها، وعثراتها، وسلبياتها، .. علي ناصر محمد يتحدث عن تجربة ماقبل الوحدة

الأحد - 12 يوليه 2020 - 11:32 ص بتوقيت عدن

لا ندافع عن سلبيات وأخطاء التجربة، وقد كان لها ككل تجربة سياسية بشرية أخطاءها، وعثراتها، وسلبياتها، .. علي ناصر محمد يتحدث عن تجربة ماقبل الوحدة

(عدن الغد)خاص:

متابعة وترتيب / الخضر عبدالله :

"عدن الغد " تنفرد بنشر مذكرات ( ذاكرة وطن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية 1967-1990) للرئيس علي ناصر محمد : الحلقة ( الأولى )

تنفرد ( عدن الغد ) بصحيفتها الورقية وموقعها اللالكتروني بنشر أبرز وأهم المذكرات االتي سبق لــ" عدن الغد " أن قامت بنشر ها ( ذاكرة وطن - والطريق إلى عدن - القطار .. رحلة إلى الغرب- وعدن التاريخ والحضارة  ) للرئيس علي ناصر محمد .

وفي هذه المرة ستقوم " عدن الغد " بنشر مذكرات جديدة من حياته ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية 1967-1990 ) .

وتعد هذه المذكرات الجزء الخامس  من محطات وتاريخ الرئيس الأسبق علي ناصر محمد رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية .

حيث يذكر لنا في مذكراته  عن  وقائع وأحداث وتغيرات  المت  بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من عام (67- 90م )  حيث يقول الرئيس ناصر :" لا شك في أنّ قارئ هذه المذكرات سيجد نفسه مشدوداً إلى الماضي ومستغرقاً فيه، وربما تولّد لديه انطباع قوي بأنّ تجربة اليمن الديمقراطية لم تكن سوى صراعات عنيفة من أجل السلطة أو في سبيلها، وأنّ صفحات هذه التجربة لا تحمل ما يمكن الاعتزاز به، فضلاً عن أنْ ليس في تقديمها ما يمكن الاستفادة منه والتعويل عليه أو التفاؤل به... بقية التفاصيل من المذكرات  نسردها في أثناء السطور  وإليكم  ما جاء فيها ..


كنا في صحيفة وموقع ( عدن الغد ) الغراء قد سبق وأن نشرنا من محطات ومذكرات تاريخية للرئيس الأسبق / لعلي ناصر محمد , جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. وفي هذه المحطات الجديدة يتحدثنا سيادة عن اوضاع مرت بها جنوب اليمن  من عام ( 67- 90م ) ويقول في استهلالة مقدمة هذه المذكرات :" لا شك في أنّ قارئ هذه المذكرات سيجد نفسه مشدوداً إلى الماضي ومستغرقاً فيه، وربما تولّد لديه انطباع قوي بأنّ تجربة اليمن الديمقراطية لم تكن سوى صراعات عنيفة من أجل السلطة أو في سبيلها، وأنّ صفحات هذه التجربة لا تحمل ما يمكن الاعتزاز به، فضلاً عن أنْ ليس في تقديمها ما يمكن الاستفادة منه والتعويل عليه أو التفاؤل به.

تاريخ وتجربة شعب

ويستطرد بالقول :" لكنّ هذا الشعور سرعان ما يزول، خاصة لدى القارئ المتبصّر. فليس الماضي وحده هو ما جذبني إلى كتابة هذه المذكرات، بل التاريخ بثرائه الواسع، باعتباره تاريخاً وتجربةً لشعب، وتجربتي ليست إلا جزءاً يسيراً من هذه التجربة التي لم أُقدم على كتابتها تحت أسر اجترار الذكريات، بما فيها من حنين ومسرّة وحسرة، بقدر ما أردتُ أن يكون الإطلال على الماضي كشفاً للتجربة بإيجابياتها وسلبياتها، حسناتها ومساوئها، واستخلاصاً للدروس والعبر من كل ما جرى، ووضع كل شيء في مكانه الصحيح من التاريخ، بعد أن أصبحت التجربة برمّتها في ذمّة التاريخ وملكاً له. وبهذا المنطق، لم تكن التجربة كلها صراعات وسلبيات، وإن كانت قد وقعت في محظور الصراع، لكن ما من تجربة سلطة في العالم كله، وخاصة في العالم الثالث، تخلو من هذا الصراع، وإن اختلفت الوسائل والأساليب التي يُحسَم فيها هذا الصراع.

تشويه التاريخ

ويسترسل قائلاُ :" لذلك فإنني لا أتفق مع أولئك الذين ينتقدون التجربة ويحاكمونها بظروف اليوم، بهدف إدانتها بالمطلق، وتصفية تاريخها وإرثها الوطني، وتصفية إيجابياتها، ورموزها الوطنية، إما جلداً للذات، أو لغرض آخر في نفس يعقوب..‍! ولا مع البعض الذين يحاولون تفصيل التاريخ على مقاساتهم وأدوارهم بعيداً عن التجرد بهدف تشويه تاريخ التجربة.

لا ندافع عن سلبيات سياسية

ويردف في الكلام :" ونحن هنا لا ندافع عن سلبيات وأخطاء التجربة، وقد كان لها ككل تجربة سياسية بشرية أخطاءها، وعثراتها، وسلبياتها، بدليل أنني في هذه المذكرات، فنّدت هذه الأخطاء وانتقدتها إلى درجة القسوة أحياناً، حين أحس أنها تستحق ذلك..

وبقدر ما نقدر أولئك المنتقدين للتجربة، الذين لهم رأي مختلف فيها عن رأينا، إلا أننا لسنا مع بعض أولئك الذين تنكروا للتجربة، ولتاريخها، بل ولتاريخهم وتجربتهم، وتنصلوا منها ومن كل شيء يربطهم بها من موقع البحث والهروب الى مصالحهم الذاتية والأنانية والانتهازية، والذين يريدون ارتداء قناع آخر غير قناعهم بالأمس إرضاءً لبعض القوى التي أصبح المال والنفوذ بيدها اليوم لكي تحوز رضاهم. هؤلاء إمّا أنهم لم يكونوا صادقين بالأمس. أو أنهم ليسوا صادقين اليوم.. أو أنهم لم يكونوا صادقين في الحالتين.. فهم قادرون على الدوام على تحويل بنادقهم من الكتف الأيسر، إلى الكتف الأيمن، والعكس. وقطعاً لست ضد الحديث عن الأخطاء ونقد سلبيات التجربة، ولكني لست مع التنكر للتاريخ..

لقد مررت بظروف قاسية

وعن الظروف التي مر بها سيادته يقول :" لقد مررت بظروف مماثلة، أو ربما بأقسى من الظروف التي يمر بها اليوم بعض المنتقدين، لا بل المتنكرين للتجربة، ولكن هذا لم يجعلني ألعن التجربة وأتنكر لتاريخها الذي أنا جزء منه، كما فعل ويفعل البعض، وإذا كان جلد الذات أمراً نافعاً لجهة الاستفادة من اخطاء الماضي وتصحيح مسار الحاضر فإنه امر ليس بنافع عندما يكون لإرضاء الآخرين أو التشبه بهم.

أحداث يناير 86 و سيل من الشتائم  

وحول تعرضه لأعنف الشائم  من قبل خصومه قال :" لقد تعرضت بعد أحداث يناير 1986م لسيل من الشتائم التي صبها خصومي فوق رأسي، ولكن هذا لم يدفعني إلى معاملتهم بالمثل، فلم أهاجم النظام ورموزه في عدن، ولم أهاجم الوحدة بعد اعلانها رغم أن لي ملاحظات علنية منشورة ومدونة في كتبي على بعض سلبيات النظام في صنعاء الذي استخدم كل وسائل التشهير للنيل من سمعتي وتاريخي وتاريخ التجربة في اليمن الديمقراطية وهو ذاته النظام الذي راق له طلب شريكه في الوحدة مغادرتي أرض الوطن كشرط لتحقيقها قبل أن يختلفا ويدخلا دوامة الصراع ليصلا مرحلة التسابق إلى استقطابي قبيل الحرب المشؤومة في 94م وهو ما سردته مفصلاً في جزء آخر من هذه المذكرات.

واختم حدثيه في هذه الحلقة قائلاً :" أن المرء إذا تنكر لقيمه ومبادئه ومواقفه وتاريخه أصبح مسخاً لا قيمة له، ويفقد احترامه لذاته، كما ويفقد احترام الآخرين له.. ( تابعونا للحديث بقية ).