آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-11:56م

أدب وثقافة


الشاب وثيق القاضي يكتب رسالة الى_فاتنة الموسيقى فايا يونان

السبت - 04 يوليه 2020 - 05:23 م بتوقيت عدن

الشاب وثيق القاضي يكتب رسالة الى_فاتنة الموسيقى فايا يونان

(عدن الغد) خاص:

 

كنت قد كتبت نص يتحدث عن واحدة من أُغنياتك التي جعلتني أعبر جميع الطرقات دون شعور إلى أن أوصلتني للمقبرة وهُناك خرج الموتى من قبورهم ينصتون للأغنية ويرقصون على صوت الموسيقى, كنت أؤمن كثيراً بأن النص الذي كتبته سيوصل إليكِ ستقرأينه وتبتسمين ثم تضغطين زر الإعجاب , لكن لم يحصل شيء مما ذكرت وهذا الشيء يقلقني جداً كوني واحداً من المعجبين بشخصيتك وجميع أُغنياتك

لا أدري لماذا تجاهلتي ذلك النص وأنا الذي كتبته بنبضات قلبي وليس بحروف الكيبورد واللغة ' هُنا أقف مُعاتباً لكِ ولا أنكر ذلك ' هكذا سأكون صريحاً معك لأن العاشق لا يكذب والمُحب لا يكتب حروف المثالية الزائفة , إن العاشق ينتزع الحروف والسطور من أعمق نقطة في القلب وليس من الأصابع والفم '

هُنا أتساءل لِمَ لا تضغطين زر الإعجاب على حروفي التي أخذت مني كثيراً من الوقت في لحظة كتابتها, هجرتُ الأحباب والأصحاب وذهبت بعيداً أكتب لكِ الحروف كي تبدوا جميلة كصوتك العذب
لكنكِ تجاهلتي ذلك النص وهذا الشيء يجعلني على وشك أن أكرهك,
نحنُ العُشاق نذوب بِـ لايك جميل تضغط عليه إصبع فاتنة مشهورة مثلك , يبث في قلوبنا كثيراً من الفرح والنشوة ويجعل شراهتنا ترتفع أكثر لكتابة نصوصنا للمشهورات

إنني ممتليء بالأسى ' موجوع ' مُكتئب إزاء فعلتك التي لم أكن أتوقعها ولا أظن بأنك ستتجاهلين ذلك النص المحشو بالمفردات اللغوية والكنايات والتشبيهات والمجازات , هل تعلمين بأنني شاب فقير الألم يتجول في جسدي كما لو أنه سائح ' ينتزع مني الفرح والسرور كما ينتزع ملك الموت أرواح البشر ' فقير ومريض لا يملك ورق النقود كي يذهب لـ مشفى يعرض حالته على الطبيب ' لهذا أريد منكِ أن تتقمصي دور الطبيب وتنقذيني من كل هذا الأسى والمرض بأصابع يديك .
طلبي رخيص يا Faia Younan - فايا يونان وأنتِ غالية وكريمة بنفس الوقت وأنا أعلم وأؤمن جيداً بأنك ستضغطين زر الإعجاب على هذا النص ' وأن لا تجعليني أندم على كل لحظة كتبت فيها حروفي ووجهتها إليك يا فاتنة

أنا شاب يمني يبلغ من العُمر سبعة أعوام من الحرب وعشر قذائف وعشرون صاروخ ومائة قُنبلة والف رصاصة واللفين وجع وأنهار من الدماء وبِحار من الدموع , يمني جسده ممتليء ببقايا قذائف الحرب يمني يكاد أن يختنق من رائحة البارود ' أنا يمني يا فايا يونان تائه مُشرد حزين ضايق ومكتئب .

تفزعني الطائرات ليلاً ثم أهرع صوب جهاز اللابتوب أفتحه بقوة ' أتسلل لأُغنياتك وأظل مُنصتاً لها كي تداويني من فزع الفجيعة '
أنظر إليك من أمام اللابتوب ثم أدخل إلى حيث أنتِ أشم رائحة عطرك وأداعب خصلات شعرك وأقبل سُلس عُنقك ' وأمسح التُراب من زُرقة فستانك' أنا يمني قلبي ممتليء بالحب بالشغف بالطرب بالأُغنيات بعزف الوتر وصوت الكمنجات ' أنا يمني من بلاد الحرب والدمار والشتات هيا داويني بِتعليق ثم لَملِمي بقايا جُثتي وإنقذيني من تحت الأنقاض بِمشاركة أو إتصال أو رسالة أو رنة أو بإعجاب أصابعك أي شيء من هذا الأهم أن تقرأين حروفي وتنطقين إسمي عبر فمك وأن يصل إلي قليلاً من ملامحك.

يمني أكتب إليكِ الآن من منزليٍ تُرابي مُظلم بدون ضوء
فقط في جواري بقايا شمعة تشتت من هزة الصواريخ ضوءها خافت
وعلى وشك أن تنطفيء لكنني أحاول جاهداً أن أكمل هذا النص قبل إنطفاء شمعتي ' وعليكِ أن تعلمي بأن هذا النص أول وأخر رسائلي إليك , سأنتظر بضعة أيام كي تنفذي طلبي ولو لم يحصل هذا سأقدمُ على الإنتحار من أعلى جبل ' وبعد إرتكاب الجريمة سيتداول الكثير من رواد صفحات التواصل الإجتماعي هذا النص وعندما يوصل إليك وتعلمين بأنني أقبلت على فعل الجريمة ستندمين وستدمع عينيك حينها لن يفيدك الندم ستظلين بقية عُمرك تعيشين وتأنيبك يؤلمك ولا أنكر بأن قدومي على إرتكاب الجريمة سيكون سبباً بإندثار مُستقبلك وتتهدم حياتك وتُهجر جميع أُغنياتك لأن الذنب ليس ذنبي إنما الذنب ذنبك وكِبريائك يا فايا يونان .

سأنتظر