آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-06:10ص

ملفات وتحقيقات


التوافق الجنوبي يتعثر مرة أخرى ولا حلول تلوح في الأفق

السبت - 04 أبريل 2020 - 06:20 م بتوقيت عدن

التوافق الجنوبي يتعثر مرة أخرى ولا حلول تلوح في الأفق

(عدن الغد)خاص:

تقرير/مجدي القاضي:

رغم ارتفاع نبرة الخطاب بين طرفي الاحتقان الشرعية والانتقالي في مناطق شقرة والساحل وتهديدات قيادات عسكرية باقتحام عدن التي تعد آخر معقل للمجلس الانتقالي فإن مسائل التوافق وتقريب وجهات النظر وردم الفجوة بين الطرفين مازالت تطرح بقوة على الطاولة رغم التعثر المستمر والعرقلة الدائمة.

يعتقد كثير من المتابعين للوضع في الجنوب ان عدم استقلالية القرار ووصاية اجندات اقليمية على الهرم القيادي الجنوبي تعد أكثر الأسباب وضوحا لعدم إنجاز أي صيغة توافقية تحقن الدماء وتوحيد جهود الأطراف السياسية الجنوبية أمام العالم والإقليم تمهيدا لأي تسوية سياسية قادمة.

بينما يرى البعض أن حجم الشرخ الذي يكتسب أحيانا طابعا منطقيا قد تزايد في غياب أي إرادة سياسية تتعالى على الصغائر في هذا الظرف الصعب.

في هذا الإطار كان المجلس الانتقالي الجنوبي قد جدد دعوته الخجولة لحوار جنوبي إلا أن الدعوة بقيت تراوح مكانها في ظل انتقادات قوية تعرض لها المجلس بعد اتهامه بعدم الجدية وانتقاء أطراف سياسية تعتبر من أنصار المجلس أساسا مما يفرغ الدعوة من مضمونها كما ان جزء من الانتقاد تمحور حول نوايا قيادات داخل المجلس بإغلاق الطريق على اطراف اخرى ولجان جنوبية تم تشكيلها لهذا الغرض وقطعت شوطا لاباس به في التشاور مع عدد من الأطراف من بينها المجلس الانتقالي ذاته.

شباب أبين يطلقون مبادرة للسلام والتهدئة في شقرة

اصدر عدد من شباب أبين عنهم القيادي حسين محمد القمع و الناشط سليم ملهم المحثوثي مبادرة للسلام والتهدئة في ابين بين طرفي الصراع وجاء ذلك في بلاغا" صحفي دعوا فيه إلى وقوف ابناء ابين بعيدا عن الصراعات السياسية والعمل على دعم المبادرة الهادفة للتهدئة حتى يتم تنفيذ بنود اتفاق الرياض.

وقامت حسب البلاغ بشرح لنشاطاتهم ولقاءاتهم بالعديد من القيادات الجنوبية المهتمة بالتهدئة و الوفاق الجنوبي من الجنوبيين او من ابناء ابين وشرح البلاغ الكثير من الملابسات التي حسب بلاغهم قد لا تساعد في الوصول للغاية من المبادرة بسببها والتي قامت بها ما تسمى هيئه التوافق الجنوبي التي يرأسها فخريا احمد عمر المرقشي عميد الاسرى الجنوبيين.

واكدوا فيه ضرورة اشتراط الحيادية لكل من يسعى لذلك حتى يكون التوسط مقبولا.

واكدوا على مطالبتهم لدول التحالف بتسريع تنفيذ اتفاق الرياض قبل أن يحدث أي انفجار للوضع العسكري المهدد لابين و كل الجنوب و ايضا يقوض وينسف إنجازات التحالف العربي تحديدا الرياض على رأسها اتفاقية الرياض.

كما طالبوا بسرعة تنفيذ مشروع التهدئة التي قدمها القيادي المهندس علي المصعبي رئيس لجنة الوفاق الجنوبي للتحالف العربي بالرياض بهذا الصدد وأيضا ما يخص الوفاق الجنوبي.

و تطرق بلاغهم الصحفي شرحا لعدة لقاءات قاموا بها بين بعض الشخصيات العسكرية والقبلية والسياسية المرتبطة بالأطراف..مؤكدين على ضرورة المشاركة في المبادرة من كل من القيادات التي يهمها سلامة ذات البين في أبين والجنوب. 

هيئة الوفاق لجنة أخرى تقدم رؤى متناقضة

بدورها قامت هيئة الوفاق بدور الوساطة مجددا إلا أن الهيئة مازالت تراوح مكانها حيث تقدم أطراف داخل الهيئة كثير من الأطروحات المتناقضة والبعيدة نسبيا عن الواقع مما استدعى اتهامها بالارتباط بدول خارجية تستهدف تأخير وعرقلة التوافق الجنوبي حيث يتم الاستشهاد بمنشورات وتصريحات تصدر عن الهيئة بين الفينة والاخرى كما ان أعضاء في الهيئة التقوا باللواء أحمد بن بريك القيادي في الانتقالي ودار حديث طويل عن طلبهم الدعم فيما تربط تقارير اخرى بين الهيئة وبين الشيخ هاني بن بريك الذي يصفه البعض بالتطرف مما أفشل كثير من محاولات الوفاق؟

لجنة الوفاق الجنوبي ..بصيص أمل وحرب شعواء 

تخوض لجنة الوفاق التي يرأسها المهندس علي المصعبي صراعا مريرا منذ سنوات مليئة بالجولات المكوكية والنشاط الدائب ويقدم المصعبي خطابا توافقيا يجعله قريبا من كل الأطراف. 

في هذا الصدد يطرح المصعبي رؤية تشكيل جبهة وطنية موحدة لتمثيل الجنوب وإنهاء مرحلة التباين والخلافات وهي نفس الرؤية التي طرحها السياسي الجنوبي المخضرم محمد حيدره مسدوس ولازال يواظب على تقديمها حتى اللحظة مع حسم بقاء كل مكون محتفظ بذاته.

ورغم الترحيب الكبير بجهود اللجنة الا ان المراقب يلاحظ بشكل جلي ان هناك اطراف جنوبية تحاول عرقلة جهود المصعبي بغرض إفشاله أو تأخير أية عملية توافقية لحسابات سياسية محضة. 

بدأت لجنة الوفاق منذ وقت مبكر في محاولات ردم الفجوات داعية الى تقديم تنازلات  لضمان نجاح التوحيد إلا التعثر المستمر يبعث على الحيرة والتساؤل عمن هي الأطراف التي ترغب ببقاء التشرذم والشتات الجنوبي وهو ما سيبقى سؤالا مؤجلا رغم أن التسوية السياسية اصبحت على الأبواب.