آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-06:10ص

دولية وعالمية


نتنياهو يستغل خبرته واخطاء منافسه غانتس ليفوز بكرسي رئاسة حكومة إسرائيل.

الأربعاء - 01 أبريل 2020 - 06:25 م بتوقيت عدن

نتنياهو يستغل خبرته واخطاء منافسه غانتس ليفوز بكرسي رئاسة حكومة إسرائيل.

تقرير / محمد مرشد عقابي

بعد أن كانت فرص بيني غانتس رئيس حزب "أزرق-أبيض" المنافس الأبرز لرئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قريبة من تشكيل حكومة إسرائيلية بعد ثلاث انتخابات متتالية فقد الرجل إمكانية ذلك بفعل اهتزازات جديدة ضربت حزبه وافقدته عدداً من المقاعد في الكنيست.

وتسبب إعلان القياديان في حزب "أزرق-أبيض" يائير لبيد وموشيه يعلون انفصالهما عن زعيم الحزب غانتس بتوجيه ضربة قويه وصفعة كبيرة له وادت لتقريب فرص نجاح نتنياهو المتهم بقضايا فساد ماليه وإداريه في تشكيل حكومة طوارئ وإبقائه بالحكم فترة جديدة، وفي دلالة على اقتراب نتنياهو من تشكيل الحكومة اكتفى غانتس بترأس الكنيست بعد انتخابه بدعم جزئي من تحالفه "أزرق-أبيض" وبتأييد من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو وهو ما يعني دخوله تحت جناح رئيس الوزراء الحالي وتبديد حلمه في رئاسة الحكومة الإسرائيلية، وبعد انتخابه رئيساً للكنيست أكد غانتس أنه يريد تشكيل حكومة طوارئ سيما والمرحلة التي تعيشها "إسرائيل" بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا غير عادية وتتطلب قرارات غير عادية وهو ما يعني تراجعه عن فكرة تشكيل الحكومة حيث حصل اليمين الذي يمثل نتنياهو خلال الإنتخابات الإسرائيلية الأخيرة على 58 مقعداً واليسار الذي يمثل غانتس على 55 مقعداً وتحالف لفان 33 مقعداً في حين حصلت القائمة العربية المشتركة على 15 مقعداً، وأمام هذه النتائج وعدم حصول غانتس على تحالفات جديدة وتفكك حزبه لم يبق لها خيار إلا الإنضمام إلى حكومة طوارئ برئاسة نتنياهو وهو ما أثار غضب القائمة العربية المشتركة وأبعد أفيغدور ليبرمان وحزبه "إسرائيل بيتنا" عن الحياة السياسية، وهاجمت "القائمة المشتركة" غانتس بسبب تراجعه أمام نتنياهو مؤكدة أنه أثبت بهذه الخطوة أنه لا يملك عموداً فقرياً سياسياً وذهبت القائمة التي سبق أن دعمت غانتس إلى وصفه بأنه ناقض للوعد وأسهم في استمرار نتنياهو بالحكم.

وبتفكك حزب رئيس أركان جيش الإحتلال الأسبق سيتراجع عن التكليف الذي منحه إياه الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في 13 مارس الجاري لتشكيل الحكومة الجديدة وسيعطي المجال لنتنياهو للحصول على التكليف مرة أخرى.

ويرى د طلعت الخطيب المختص في الشأن الإسرائيلي أن تفكيك حزب غانتس يمهد الطريق وبشكل قوي لترأس نتنياهو الحكومة القادمة وهو ما يعني أنه سيبقى الرجل الأقوى في "إسرائيل" إضافة إلى بقاء كتلة اليمين متماسكة وهو ما يعكس تفكك حزب "أزرق-أبيض" وقرب نتنياهو من تشكيل حكومة طوارئ وفق حديث الخطيب ميل المجتمع الإسرائيلي إلى التطرف بشكل عام، وتعد أحد الأسباب التي ستمكن نتنياهو من تشكيل الحكومة إلى جانب تفكك حزب غانتس أزمة جائحة فيروس كورونا التي تصيب "إسرائيل" حسب الخطيب إذ أصبحت تمثل حبل نجاة لرئيس الوزراء الحالي وستمكنه من إدارة "إسرائيل" وبأغلبية قوية داخل الكنيست قد تصل إلى 70 مقعداً، وبتفكك حزب غانتس يوضح الخطيب أنه لن تبقى له مقاعد قوية في الكنيست ولكنه سيحصل على وزارات كالخارجية والجيش وربما القضاء مقابل وجوده تحت جناح نتنياهو في الحكومة.

وعن تداعيات تشكيل نتنياهو للحكومة على الفلسطينيين يستبعد المختص في الشأن الإسرائيلي قيام رئيسها بأي مناورات أو عمليات عسكرية طويلة بقطاع غزة أو في جبهة الشمال اللبناني بسبب انشغال الجبهة الداخلية بإدارة أزمة كورونا وتفرغ جيش الإحتلال لها حيث توجد كثير من التحديات أمام نتنياهو بعد تشكيله الحكومة كما يوضح الخطيب ولكنه ربما سينفذ بنود صفقة القرن في ظل انشغال العالم بأزمة كورونا وأهمها ضم الأغوار إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وومنذ يوليو 2019م أصبح نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول بقاء في السلطة بعد تجاوزه المدة التي قضاها الأب المؤسس لـ"إسرائيل" ديفيد بن غوريون في سدة الحكم الذي تولى رئاسة الوزراء لحقبتين الأولى بين عامي 1948م و 1954م والثانية بين عامي 1956م و 1963م، في حين تولى نتنياهو رئاسة الحكومة الإسرائيلية خلال حقبتين الأولى بين عامي 1996م و 1999م والثانية منذ عام 2009م حتى الآن نجح خلالها في تشكيل أكثر من ائتلاف حكومي في حين فشل في تشكيل ائتلاف بعد انتخابات أبريل وسبتمبر 2019م، ومنح نتنياهو بعد فوزه بأول انتخابات عامة سنة 1996م لقب أصغر رئيس وزراء إسرائيلي في تاريخ الدولة العبرية إذ تولى رئاسة مجلس الوزراء وهو في السادسة والأربعين من عمره، كما أنه يعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي الوحيد الذي ولد بعد قيام "إسرائيل" عام 1948م على أنقاض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم واحتلالها بقوة السلاح وقانون البلطجة.

اما الخبير سعيد بشارات المختص في الشأن الإسرائيلي فيؤكد أن تفكيك حزب غانتس قرب نتنياهو كثيراً من تشكيل الحكومة حيث أصبح لديه 72 مقعداً في الكنيست وبذلك سيكون رئيساً للوزراء من جديد، ولن تبقى أحزاب لليسار في "إسرائيل" أو أي أحزاب أخرى غير اليمين وفق حديث بشارات بعد تشكيل نتنياهو للحكومة إذ لم يبق أحد في حزب العمل إلا شخصيات قليلة وغير مؤثرة وهامشية، ومع تفكيك حزب "أزرق-أبيض" يوضح بشارات أن نتنياهو أصبح اللاعب الوحيد بملعب السياسة في "إسرائيل" فبات يحرك الأحزاب كما يريد وأوجد شيئاً جديداً وهو حكم الشخص الواحد دون وجود أي قيادات أخرى مؤثرة، ويقف نتنياهو حسب المختص في الشأن الإسرائيلي وراء تفكيك حزب غانتس خاصة أن أعضاءه مختلفون سياسياً وأيديولوجياً حيث إن بعضهم قادم من اليمين وآخرين من اليسار وأهدافهم متعارضه وغير واضحة.

وعن مستقبل ليبرمان بعد تمكن نتنياهو من تشكيل الحكومة يشير  المختص في الشأن الإسرائيلي إلى أنه سيتحول إلى محلل سياسي داخل المعارضة ولن يبقى له أي تأثير.

ويرى الخبير راسم عبيدات المختص في الشأن الإسرائيلي أن نتنياهو لديه القدرة على إدارة الأزمات وتوظيفها لمصالحه وأهدافه ومآربه وغاياته السياسية كالتطبيع العلني والرسمي مع عديد من الدول الإقليمية، ومارس نتنياهو كما يؤكد عبيدات ضغوطاً كبيرة بالترغيب والترهيب على عدد من أعضاء تحالف "أزرق-أبيض" من أجل أن يضمهم إلى تحالفه ولكي يضمن تشكيل حكومة يمينية مقلصة.