آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-03:24م

أخبار عدن


ورحل أغلى الأصدقاء الأوفياء العميد الدكتور محمد الجفري

الإثنين - 30 مارس 2020 - 09:23 م بتوقيت عدن

ورحل أغلى الأصدقاء الأوفياء العميد الدكتور محمد الجفري

كتب / علي منصور مقراط

جاني الخبر المؤلم الذي اوجع قلبي عصريوم الخميس الموافق 26 من مارس2020 بوفاة أخي وصديقي العزيز العميد الركن دكتور محمد عمر الجفري مدير دائرة الخدمات الطبية العسكرية.

نزل الخبر كالصاعقة بالنسبة لي وكل محبيه وزملائه وكل من عرف هذا الرجل الإنسان دمث التواضع والأخلاق والإنسانية.

مات أخي وصديقي خارج وطنه في الهند التي ذهب اليها لعلاج ولده مياد فمات واقفأ كالاشجار المثمرة لاتموت إلا واقفة.

وصلني الخبر المزلزل في تلك الساعة وكنت ومعي العميد عبدالله زيد الأحمدي في مقيل الشيخ سالم محمد العوادي بالمنصورة بالعاصمة السياسية المؤقتة عدن فنزل علي كالصاعقة وقلب علي الدنيا تحت فوق واخذني شاردأ حزينأ لأعرف ماذا يتحدث من حولي في المقيل وكان النت مفصولأ عندي فغادرت المكان وسط استغرابهم مبكرأ وصلت منزلي في خور مكسر ومباشرة فتحت النت فوجدت سيل من الأخبار والتعازي وبيانات النعي تنهال علي رقمي في الواتساب.

نعي الناعي بخبر وفاة الدكتور محمد الجفري.
لكن تركت كل تلك الرسائل عندما رأيت رسالة خاصة وصلتني من رقم الفقيد فتحت واذا بمقطع صوتي يصلني كان المتحدث ولده الوحيد مياد من الهند وياليتني مافتحت هذا المقطع الذي أخبرني فيه بوفاة والده تكلم ببضع كلمات وهو يجهش بالبكاء.
قال عم علي ياعم علي ابي مات ابي مات بذبحة قلبية فقطع الصوت حينها دارت بي الأرض وبكيت حتى تنفست في غرفتي فحمدت ربي على هذا المصاب الجلل والأليم فلله مااعطي ولله ما أخذ فكل نفس ذائقه الموت .

فوجهت رسالة خاصة للولد مياد قلت له اعزي نفسي أولا واعزيك وانت قوي الإيمان تقبل بما اصابك واصابنا نحن اصدقاء ومحبي والدك.
وعليك تحمل المسؤولية بجسارة والوالد مات تماسك ونحن معك وواثق أنك شجاع وقوي الإيمان بالله.

إلى هنا وماذا بعد. شخصيأ لقد فقدت وخسرت رجل غير الآخرين اوبالاصح من الأصدقاء التي تجاوزت علاقتنا وصداقتنا ووفاءنا لبعض الصداقة والزمالة والإخاء طيلة عقود من الزمن وتمعمت حقيقية خلال العشر السنوات الأخيرة.

ليس لمصالح مؤقتة التي تتوقف حال انتهاءها بل كلها وفاء وصدق على مدى العمر.

آه آسفي عليك أخي وصديقي العزيز أبو مياد ماكنت اتوقع ان ارثيك واكتب عنك هذا الفاصل الحزين وانت من تصلني رسائلك في كل خميس تقول مبكرأ جمعتك مباركة ياغاالي وفي معظم الصباحات بكلمات جميلة.
يقينأ أن فقيدنا الغالي فقيد الوطن والقوات المسلحة العميد الركن دكتور محمد عمر الجفري من المستحيل أن نجد اليوم من يخلفه ويملا المكان والزمان.
صعب جدا فالناس أجناس والرجال معادن.
والفقيد من معدن غير معدن الذهب الأصيل.
كم لهذا المسؤول الإنسان من حسنات على الناس وعلى المرض والجرحى.
كم هم اولاك الناس الذي يأتون الي طالبي العون والمساعدة في العلاج وباتصال إليه يجيب أبشر. يذهب إلى استعلامات البريهي ويتصل بي لاكلمهم بعلاجة.
انت في هذه الحالة انسان حقيقي لاتصطنع الإنسانية والرحمة.
بل تقدم عمل إنساني وأخلاقي وتخفف الأم واوجع بشر وتضع لك رصيد في ميزان حسناتك.

الكتابة عن الفقيد تطول ولاتتسعها صفحات الكتاب الذي عزمنا على إصدارة ليخلد أسفار الحياة العطرة لهذه القامة الوطنية السامقة وتفضل بتبني تمويل إصدارة صديقة ورفيق عمره الوفي العميد الركن عبدالله عبدربه مدير الدائرة المالية بوزارة الدفاع. ونقول باختصار وانت تكتب وتحاول تسرد بصمات وإنجازات فقيدنا محمد الجفري لاتدري من أي مكان تبداء عن صفاته عن كفاءته عن إنجازاته عن تواضعة واخلاقة وبساطته واصالته عن قيم النبل والوفاء والصدق والنزاهة واستقامة الضمير.

لهذا انا اكتب ومازالت متاثرأ ومصدومأ بوفاته المفاجئة ومثقل بالحزن الشديد الذي لم يبارحني حتى وقد مضت أيام على رحيلة من هذه الدنيا الفانية إلى دار البقاء الأبدي جوار ربه. لكن بقي علينا اليوم الوقوف إلى جانب ولده الغالي مياد في حثه على استكمال علاجه وتوفير مايحتاج وماتتطلبه العملية من مال كون وفاة والده ومراسيم دفنه وعلاجة في المستشفى استنزفت معظم المبلغ الذي تم تجميعة للعملية والآن هو في الهند ولدي ثقة أن كل الأوفياء الصادقين سيكررون الدعم الإنساني.
إلى هناء وليس أمامي إلا الدعاء لصديقي وأخي الفقيد محمد عمر الجفري إلى المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته ورضوانة ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة ويلهمنا جميعأ الصبر والسلوان

انالله واناليه راجعون

 

(رئيس تحرير صحيفة وموقع الجيش السكرتير الإعلامي لوزارة الدفاع - عدن )