آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-06:23م

أدب وثقافة


"الحب في زمان كورونا"

الأحد - 29 مارس 2020 - 04:05 م بتوقيت عدن

"الحب في زمان كورونا"

(عدن الغد)خاص:

كتب/ أويس قاسم:

فتاة جميلة على أسوار المدينة،ذات شعر أشقر،ووجه أنور،وضحكت رقيقة،وتعامل حسن،كانت فريسة الجندي الذي لا يرى بالعين ولا يلمس،هي لم تعرف أنها مصابة بكورونا،تشعر بالحمى والقلق وضيق التنفس،وتقول في نفسها الجو متغير مع دخول الحمى فإني دائماً في هذا التوقيت من السنة أتعب، وكانت تتواراء من أمام أمها،خوفاً أن تسألها،وتذهب بها إلى المستشفى لأنها تخاف من ضرب الإبر،وفي صباح الأحد لاحظت الأم حال إبنتها المرهقة التي قد تشبث بها المرض،وهي في قرب زفافها،

الام يبنتي الجميلة هل أنت متعبة؟

البنت يا أمي لا أني بخير؟

وهكذا أستمرت حالة فتاة تعاني من المرض،أتاها البلاغ بأن خطيبها يريد الزواج،وسوست في نفسها أنها قد تكون مصابة بفيروس كورونا والفيرس ينتقل،وأني الآن سأنقل العدوى للحبيبي وأسرته،وهي تفكر شرد عقلها قليل،فخطر في نفسها أن الحب أشد فتكاً بالمحبين من فيروس كورونا،قالت الحب لا يعرف كورونا ولم يقتل كورونا وعنجهيته إلا الحب الصادق،وفي وقت التحضير للعرس وللفرحة الكبيرة كانت مسرورة،وشغوفة بحبيبها،نست أتعابها وفرحتها تعانق الجبال،وتم زفافها إلى بيت زوجيها،وعند اللقاء تبادلا الترحاب والتهاني والتبريكات،وفي اليوم الثاني كانت الكارثة الزوجين غادر الحياة بعد إصابتهما بفيرس كورونا،وكانا ضحية الحب القاتل، لا كورونا.

ذهب الحب مع قتلاه،يورى تحت التراب،وبقت تلك القصة التي عنوانها الحب في زمان كورونا،فكورونا المنتصر الذي بقي يذكر بقاتل وحاصد الملايين من الأرواح،بطريقته المباشر أو عبر الحب الذي لا يعرف معروفاً ولا منكراً،وكتبت هذه القصة علي أسوار المدينة وجدرانها ومن مر عليها قرأها والأخر يلتقط لها صورة في جواله للذكريات،وكان مكتوب في آخر تلك القصة عزيزي إبقى في بيتك،إعتزل التجمعات،لا تهلك نفسك،حب كل شئ تعلق به قلبك لكن إفعل بتوجيهات الجهات المختصة وعمل بالإحترازات الوقائية،عزيزي وعززتي لا تتبرم للمحاصرتك من الخروج من البيت،وإغلاق جميع أماكن التجمعات أمامك،فهي من أجل سلامة روحك والحفاظ على مجتمعك.

دول عظمى وقفت عاجزة أمام فيروس كورونا،وسخرت كل إمكاناتها لمحاصرته،وخرج على السيطرة وقضاء علي الأرواح لم يراعي وزيراً ولا مواطناً عادياً؛لانه يتسلل ولا يرى بالعين لا يلمس،ولا يستطيع مواجهته لا بالجيش ولا بالخبرة والمعرفة؛هذا بالدول العظمى،فكيف الدول النامية،فالإحتراز والوقاية والمكوث بالبيت أمر ضروري.

 

(خليك في البيت ولا تخرج إلا للضرورة القصوى.)