آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-06:59ص

ملفات وتحقيقات


تحليل سياسي : لماذا اطلق بحاح النار على الجميع الآن؟

السبت - 28 مارس 2020 - 12:11 م بتوقيت عدن

تحليل سياسي : لماذا اطلق بحاح النار على الجميع الآن؟

القسم السياسي بصحيفة عدن الغد

قراءة وتحليل لمقال مستشار رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة اليمنية الأسبق خالد بحاح حول الأوضاع في اليمن...

- الانتقالي أخفق بتقديم نموذج مشرف في عدن
- عدن تدفع ثمن خمس سنوات من المراهقة المناطقية
- لن تحكم البلاد إلا دولة مؤسسات وليس سلطات أمر واقع
- المستقبل لا يتشكل بالأمانة بل بالأفعال
- خمس سنوات من الحرب وما زالت الرؤية غائبة
- أزمات العالم الاقتصادية والصحية قد تطغى على الأزمة اليمنية

 

تقرير - بديع سلطان
مرّت خمس سنواتٍ كاملة على الحرب الدائرة في اليمن، لم تتغير فيها الأوضاع كثيرًا، ورغم تدخل التحالف العربي؛ إلا أن المتغيرات على الساحة اليمنية ازدادت سوءًا ولم تتحسن.
هكذا يرى المراقبون ممن رصدوا تطور سير الحرب اليمنية، بل أن بعضهم يذهب لأبعد من ذلك حين يشيرون إلى ضبابية وغموض مستقبل البلاد، ولا وجود لأي أمل.
قد تكون تلك الرؤية تشاؤمية إلى حد بعيد، إلا أنها تعطي توصيفاً أقرب للواقع، خاصةً وأنها صادرة من أحد أبرز الشخصيات ورجالات الدولة اليمنية خلال العقد الأخير.
مستشار رئيس الوزراء اليمني الأسبق، ومستشار رئيس الجمهورية، خالد محفوظ بحاح، قدم نظرته تجاه الأوضاع في اليمن، وأعطى من خلال تلك الرؤية توصيفه الخاص بعد خمس سنوات من الحرب والاقتتال الذي لم يفضي إلى نتيجة.
الرؤية التي تضمنها مقال بحاح على صفحته الخاصة بالفيس بوك، رصدته "عدن الغد"، لم تغفل إبداء الرأي الصريح حول ما يجري في عدن ومحافظات جنوب اليمن المجاورة لها، خاصةً بعد سيطرة قوات المجلس الانتقالي على المدينة، وفرض سلطاته عليها.
وفيما يلي سنقف بشيءٍ من القراءة التحليلية لمقال السياسي اليمني خالد بحاح، وتشخيصه للوضع الحالي، بالإضافة إلى رؤيته لما هو قادم، سواءً على مستوى اليمن عموماً أو على نطاق الجنوب اليمني ومدينة عدن تحديدًا.

C. V.


وخالد محفوظ بحاح سياسي يمني، من مواليد محافظة حضرموت (شرق اليمن) 1965، تولى في عام 2006 منصب وزير النفط والمعادن في الحكومة اليمنية، واستمر حتى عام 2008، حينها عين سفيرًا لليمن في كندا.
واستمر في السلك الدبلوماسي حتى مارس 2014، وفي منتصف ذلك العام تولى منصب مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، وفي أكتوبر 2014 كلف بتشكيل حكومة تكنوقراط عقب اجتياح مليشيا الحوثي العاصمة صنعاء، ولم يستمر فيها سوى ثلاثة أشهر حين قدم استقالته بعد انقلاب الحوثيين، في 19 يناير 2015.
وفي 12 أبريل 2015 عُيّن بحاح نائباً لرئيس الجمهورية، كما استأنف مهمته كرئيس للحكومة اليمنية، التي كانت تتواجد حينها خارج البلاد، واستمر في منصبه لمدة عامٍ كامل، حين أقاله الرئيس هادي من منصبي نائب الرئيس ورئاسة الحكومة.
ورغم تعيينه مستشارًا للرئيس هادي، إلا أن قرار إقالته من نيابة الرئاسة ورئاسة الحكومة لاقى جدلاً كبيرًا.

جرد حساب للانتقالي


لعل أهم وأبرز ما تضمنته مقالة بحاح، إشارته إلى طبيعة الوضع الحالي في مدينة مهمة واستراتيجية مثل مدينة عدن.
فرؤيته الشاملة لمجريات وتطورات الأوضاع في البلاد خلال السنوات الخمس الماضية، ساعدته على رصد تشكل العديد من المكونات والكيانات التي أفرزتها سياسة السير عكس تيار وأهداف الحرب الأساسية.
بحاح وصف تلك المكونات والتحالفات بأنها "عدمية"، في إشارة إلى الإخفاق والفشل الناتج عن عملها وفعلها السلبي الذي لم يتماشى مع الغايات الرئيسية، بل انحرف عنها.
حيث يقول: "خمس سنوات أفرزت العديد من الكيانات والتحالفات والمكونات الثورية العدمية، فها هو الإنتقالي يخفق في تقديم نموذج مشرّف في عدن التي لا تتجاوز 760 كيلومتر مربع، فعسكرة المدينة ماهو إلا دليل ضعف وعجز عن ضبط السيطرة عليها، فلا حكّم المدينة، ولم يرتضى أن يُحكم".
في رؤيته هذه، يدرك بحاح أن المكونات التي نتجت عن حالة اللادولة التي أعقبت تحرير مدينة من المليشيات الحوثية آواخر 2015، لم تقدم شيئًا يذكر، رغم أنها تبنت قضايا مصيرية وحيوية اتخذت منها شعاراتٍ لاستقطاب الجماهير، لكنها في الحقيقة لم تقدم أية نتائج، ولم تحقق تطلعات تلك الجماهير.
كما أن توصيف الحالة الراهنة التي تعيشها عدن تؤكد أن الرجل مراقب جيد للوضع العام للمدينة، فالواقع يشير إلى حالة من الملشنة والعسكرة التي تعيشها عدن، بالتوازي مع غياب الخدمات وركود عام تشهده المدينة.
فليس ثمة اختلاف على تقاعس الحكومة الشرعية في تقديم الخدمات وتلبية احتياجات المواطنين، لكن في المقابل يتساءل كثيرون عن دور تلك الكيانات والمكونات السياسية المسيطرة، التي اكتفت بالسيطرة العسكرية ميدانياً، وتخلت عن القيام بواجبها الخدمي كسلطة أمر واقع على الأرض.
بل أن بحاح -وهذا رأيه- يلفت إلى أن هذه المكونات والكيانات لجأت إلى أسلوب العسكرة، حتى تبتعد عن أية مسئوليات، غير أن ذلك الأسلوب لم يمنع هه المكونات من الوقوع في فخ الإخفاق.
وفي حقيقة الأمر أن هذا الخيار الذي لجأت إليه هذ الكيانات لم تحقق حتى الأمن والاستقرار للمدينة التي مازالت ترزح تحت وطأة تكرر الاشتباكات والمواجهات حتى بين فصائل تنتمي لنفس المكون السياسي.
وبعد أكثر من ستة أشهر على طرد الحكومة الشرعية من عدن، مازالت المكونات المسيطرة تستجدي تلك الحكومة للتدخل وتوفير الخدمات العامة والاحتياجات، أو على الأقل يحملها المسئولية، في الوقت الذي يجب عليه الاضطلاع بما تحت يده من مسئوليات.
ويبدو أن هذه الكيانات والمكونات، ومن دفعها إلى هذا الوضع الذي لم تتوقعه، ولا تُحسد عليه، لم تكن مدركة لتبعات ما أقدمت عليه في أغسطس 2019.

عدن تدفع الثمن


يقول بحاح في مقالته: "خمس سنوات وعدن تدفع ثمن باهظ لا تستحقه، فحالة المراهقة الثورية المناطقية المأزومة بالماضي عالية جداً.. وعدمية في ذات الوقت!".
من المؤكد أن الرجل مدرك جدًا ليس لواقع المدينة فحسب، بل وحتى لجذور الصراعات التي تجاذبت عدن منذ نحو أكثر من نصف قرن.
وفي الحقيقة أن عدن لا تستحق أن تدفع الثمن، ليس فقط ثمن السنوات الخمس الماضية، بل وحتى ثمن السنوات الخمسين التي أعقبت استقلال المدينة والجنوب من الاحتلال الإنجليزي.
وهنا يصف بحاح أن الممارسات التي أعقبت 2015 بأنها كانت عبارة عن "مراهقة"، بمعنى أنها سلوكيات تفتقد للخبرة السياسية المناسبة والرؤية المستقبلية الواعية لأية خطوات عملية أو إجراءات تفرضها الحماسة والاندفاع، دون تفكير بالعواقب.
ويبدو أن كل هذه الممارسات نتج عنها ثمن باهظ دفعته وما زالت تدفعه عدن، ثمن يستدعي الماضي الأليم بكل أزماته المناطقية والقروية، التي أصبح استرجاعها بلا فائدة، وسلوك عبثي وعدمي لا جدوى منه.
وربما هذا ما جعل من محافظات الجنوب اليوم، وتحديداً عقب أحداث أغسطس الماضي، عبارة عن جزر منعزلة عن بعضها البعض، تسبح كل منها بحمد ولاءاتها الضيقة؛ القائمة على المناطقية المقيتة التي بُعثت وتم إحياؤها من جديد.
وكل هذا من شأنه أن يجعل مستقبل عدن مأزوماً هو الآخر، عطفاً على ما يعانيه حاضرها من أزمات واستدعاء لعداوات الماضي.
إن أكثر ما يؤلم في هذه القراءات للوضع العام في عدن وغيرها، هي أن الحرب المندلعة منذ خمس سنوات كان الهدف منها إعادة الحياة إلى طبيعتها وتحسين الأوضاع ووقف تمدد ووحشية المليشيات الحوثية الإنقلابية.
إلا أن شيئاً من هذا لم يحدث، فلم تتحسن الأوضاع، وحالة مدينة عدن ازدادت سوءًا، ووحشية الحوثيين وجرأتهم تفاقمت وتعالت قواهم أكثر من ذي قبل، وربما هذا ما أراد أن يقوله خالد بحاح في مقالته.

الحل في دولة المؤسسات


باعتباره رجل دولة، عاصر عنفوان الدولة اليمنية الحديثة خلال العقد الأول من الألفية الثالثة، وتقلد مناصب وزارية، ولأنه رجل اقتصادي من طراز خبير؛ فما زال متمسكاً بخيار الدولة.
ربما لدرايته بأن الحل يكمن في وجود دولة قوية بمؤسسات قوية ورجال أقوياء يحافظون على سيادتها خارجياً وهيبتها داخلياً.
ويبدو هذا الخيار الذي يدعو إليه ويتمسك به بحاح هو البديل الأكيد الذي سيعمل على الحلول محل سلطات الأمر الواقع المتواجدة حالياً في صنعاء وعدن، والتي لم تفرض سوى مزيدًا الترهل وانعدام للخدمات، وارتهان القرار الوطني للخارج.
بل أن سلطات الأمر الواقع تلك تخلت عن مسئولياتها داخلياً بكل وقاحة، وارتمت في أحضان الخارج، تكريساً لحروب الآخرين ومصالحهم على الأرض اليمنية.
وهو هنا في هذه الجزئية لا يقصد أن بديل تلك السلطات في عدن وصنعاء هي الحكومة الشرعية الحالية، بل أنه يستثنيها تمامًا؛ نظرًا لضعفها وخورها الظاهر في ممارساتها وسياساتها.
يقول بحاح: "لن تحكم هذه البلاد إلا دولة بكل مؤسساتها، وهو الوضع الغائب حتى الآن فلا سلطات أمر واقع حافظت على أبناء هذا الوطن ولا شرعية من المفترض أن تكون روح الدولة، لكن فشلت حتى أن تكون ظلاً للدولة".
لكن في الواقع.. يعتقد محللون أن دعوات وأحلام بحاح في وجود دولة قوية ومؤسسات محترمة، تبقى مجرد أحلام، فالخمس السنوات الماضية أعادت شمال اليمن ألف عام إلى الخلف، بينما ألغت ثقافة المدنية والتعايش في جنوب اليمن.
وكل ذلك بسبب سلطات الأمر الواقع في عدن وصنعاء والتي تواجدت في ظل غفلة من الحكومة الشرعية، فالشمال استعاد إمامته وحطم السلالة، والجنوب استدعى أحقاد ومناطقية الماضي، والعودة إلى الوضع ما قبل عشر سنوات يحتاج اليمنيون إلى سنوات ضوئية من العمل والاجتهاد، وفق محللين.

المستقبل يتشكل بما نفعله


"المطالب لا تنال بالتمني".. هكذا لخص بحاح حديثه عن مستقبل عن الذكرى الخامسة لانطلاق عملية عاصفة الحزم، وبدء الحرب ضد تمدد الإنقلابيين الحوثيين في اليمن.
يقول: "المستقبل لا يتشكل بالأماني، بل بما نفعل لأجله، ومن المؤلم أن نعيش الذكرى الخامسة لإنطلاق عاصفة الحزم وما زال المستقبل غائب، والرؤية غائبة وطريق الوصول إلى الحلول مكتوب على الورق فقط".
فالجميع -بحسب بحاح- يتمنى أن يكون المستقبل أفضل من الحاضر، لكن ذلك لا يتحقق بمجرد الأمنيات أو الأحلام فقط، بل أن الأمر يحتاج إلى عمل وأفعال حتى تصير التطلعات والطموحات واقعاً.
السنوات الخمس كانت مجرد أحلام، وبحسب هذه القراءة فإن بحاح يلوم التحالف العربي ربما -ضمنياً- في عدم مواصلة العمل الفعلي نحو دحر المليشيات الانتصار لأهدافه التي أطلقها برفقة عاصفة الحزم.
والنتيجة كانت بقاء الأوضاع كما هي، دون أن يتقدم يذكر، كما بقيت أحلام الخلاص من الحوثيين مجرد أحلام لم يكتب لها التحول إلى واقع، خاصةً وأنها أصبحت اليوم محصورة في أوراق الاتفاقيات، ومجرد حبر على ورق.
ويصادق على هذه الرؤية من خلال قوله: "اتفاقات ومعاهدات وانتصارات تمر علينا في عناوين الأخبار بين فترة وأخرى، وعلى الأرض واقع مغاير تماماً، فمعركة الأصوات عالية والفعل معدوم من كل الأطراف، والأدهى والأمر لا مؤشرات ولا بصيص للأمل يلوح في الأفق".
وكأن بحاح يريد أن يقول أن الخطابات والشعارات لم تعد مقبولة بعد خمس سنوات من الحرب، وكان الأحرى أن تتحول إلى أفعال وأعمال لتغيير واقع المعركة على الأرض.
خاصةً وأن السنوات الماضية مرت دون أن يستطيع التحالف والشرعية انتزاع السلطة من الحوثيين الإنقلابيين، الذين اختطفوا البلاد، ولم ينسَ بحاح أن يشير إلى مسئولية الحكومة الشرعية في هذا المجال.

عبث وتخبط الشرعية


مسئولية الحكومة الشرعية تفوق مسئولية أية كيانات أو مكونات أتت بها ظروف الحرب وإدارة وتسيير المعركة، حتى داخل المناطق المحررة.
فمن خلال مقال بحاح يتضح تحميله الشرعية أسباب الإخفاق في إدارة شئون مناطق سيطرتها؛ مما أتاح المجال أمام الكيانات الوليدة للتحالف مع الغير لتحقيق مصالح ضيقة، أضيق بكثير من الأهداف الوطنية للحكومة الشرعية.
فهو يرى أن الشرعية متخبطة وتعمل بطريقة وصفها "بالعبث"، وأحد الأسباب في استمرار الوضع على حاله، وعدم الحسم عسكرياً مع مليشيات الحوثي.
يقول: "خمس سنوات من تجارب مرّت وسنوات أخرى قادمة، وما زالت البلاد مختطفة بيد مليشيا الحوثي من جانب وبين عبث وتخبط الشرعية وأخواتها من جانب آخر".
ولعل التجارب التي أشار إليها بحاح تشمل أيضاً رجالات الشرعية التي يتم تغييرها في مناصب عسكرية وسياسية عليا دون أن تسهم هذه التغييرات في إحداث تحول جذري على سير المعركة أو تحسين الخدمات.
كما لم يستثنِ بحاح القوى والأحزاب المنضوية تحت عباءة الحكومة الشرعية، ولم يعفها من المسئولية، وما نتج من مآلات الوضع العسكري والخدمي؛ بسبب سياسات تلك القوى ورؤيتها القاصرة.
يقول: "خمس سنوات كشفت مختلف الأحزاب وأنانيتها، وعرّت الكثير من قياداتها التي تبيع الوهم لقواعدها بسم الدين تارة وبسم القومية والوطن والمعاني المقدّسة تارة أخرى".

أزمات العالم قد تطغى على أزمة اليمن


يشير السياسي اليمني خالد بحاح -ضمنياً- إلى أن المجتمع الدولي غارق في أزماتٍ متلاحقة، إما سياسية أو اقتصادية، أو حتى صحية، وهذه الأزمات كفيلة بأن تنسيه أمر الأزمة والحرب اليمنية.
فانخراط العالم في تحدياته الخاصة وقضاياه قد يقود إلى إهمال القضية اليمنية، وبعد أن كان هو الفاعل واللاعب الأساسي في الشأن اليمني، سيبقى اليمن وحيدًا في مواجهة أزماته.
حيث يقول: "أصبح العالم اليوم أمام تحدي الطبيعة، وهو أكبر من تحديات بني البشر بين بعضهم البعض، فهل من معتبر وهل من إستفاقة لأجل الوطن وأهله، بل لأجل الله والدين والإنسان".
وفي نظر كثير من المتابعين أن تخلي المجتمع الدولي عن التدخل في الشئون اليمنية يتخذ شكلين اثنين، أحدهما إيجابي سيساعد على معالجة اليمنيين لأزماتهم دون تدخل خارجي، بينما الجانب السلبي يكمن في فقدان أية حلول لضماناتٍ دولية تمنحها صفة الإلزامية.
لهذا يقترح بحاح استفاقة وطنية ذاتية نابعة من الإنسان اليمني نفسه لمواجهة الحرب والأزمات الداخلية المتلاحقة ووضع حدٍ لاستمراريتها.

تقييم وإعادة نظرور التحالف


للتحالف العربي نصيب من رؤية مستشار رئيس الجمهورية خالد بحاح، حيث دعاه إلى تقييم دوره وتدخله في اليمن بعد خمس سنوات من العاصفة، وإعادة النظر في أهدافه.
حيث يقول: "يحسن بالتحالف إن تبقّى تقييم وضعه من جديد وإعادة النظر إلى إستراتيجيته وأدواته الداخلية والخارجية، فهناك العديد من الأخطاء التي يجب أن يقف عندها ويقوم بتصحيحها.. فالبهرجة الإعلامية سرعان ما تتلاشى أمام أبسط تحدي، وما إتفاق الرياض إلا نمودج مصغر".
بهذه الكلمات يعترف بحاح بأن ثمة أخطاء وقع فيها التحالف العربي، وعلى قيادته تقييمها وإعادة النظر في الأدوات التي يستخدمها التحالف في تحقيق أهدافه في اليمن.
كما أن بحاح ينظر إلى اتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية نظرة مغايرة ومختلفة.
فهو يرى أن الاتفاق مجرد "بهرجة إعلامية"، متوقعاً تلاشيها في ظل التحديات الكبرى التي يواجهها التحالف في اليمن وحتى إقليمياً ودولياً، يأتي ذلك في ظل تأكيدات التحالف بأن الاتفاق بداية ونواة أساسية للحل النهائي للأزمة اليمنية برمتها.
غير أن لبحاح رؤية مختلفة، ربما بسبب التحديات الماثلة أمام الاتفاق في عدن تحديدًا، والعجز حتى الآن في تفعيل الجانب الأمني والعسكري للاتفاق، أو بسبب التدخلات الإقليمية من دول مجاورة تحاول عرقلة أية تسوية.

هذا الزمان سيمر


وكما بدأ مقاله بجملة "هذا الزمان سيمر" يُنهي السياسي اليمني خالد بحاح مقالته بنفس الجملة، في إشارةٍ أخرى إلى أن الأمل ما زال موجودًا، ومهما طال هذه الوضع المزري للبلاد، وهذا الزمان المؤلم، إلا أن من شأنه أن يمر ويمضي ويتلاشى.