آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-12:22م

ملفات وتحقيقات


بعد (8) أعوام من الحكم.. لماذا لم يعد الرئيس هادي وهل يمنع التحالف عودته لعدن؟!

السبت - 22 فبراير 2020 - 10:55 ص بتوقيت عدن

بعد (8) أعوام من الحكم.. لماذا لم  يعد الرئيس هادي وهل يمنع التحالف عودته لعدن؟!

(رصد خاص) / محمد حسين الدباء

كشميم: هذا ما حققه الرئيس هادي في زمن!

الوزيرة نهال: هادي ورث عن الحقبة السياسية لسلفه إرثا ثقيلا من المشاكل !

الشريف: هادي مشروع الدولة الاتحادية، والتي أصبحت حقيقة على الأرض !

المغلس: منذ تولي هادي  السلطة خوض معركة التحرير مع متآمرين الداخل والخارج !


السفير العمراني: اليمنيون زادوا تمزقا في عهد هادي، وفقدوا البوصلة !

السامعي: التحالف باتت مصممة على طي صفحة هادي كمقدمة لاتفاق مع الحوثيين !

المشرع: هادي أصبح فاقدا للقدرة ويجب إزاحته حفاظا على ما تبقى من وطن !

التميمي: التحالف يتعامل بقدر من عدم الاكتراث مع  سلطة هادي الشرعية !


الرئيس هادي بعد (8) أعوام.. ماذا تبقى له ؟!

***********************************

بمناسبة الذكرى الثامنة لانتخاب هادي.. 

ماذا تبقى للرئيس هادي .. ولماذا لم يعد بعد ؟! 

صادف يوم أمس الذكرى الثامنة لانتخاب عبدربه منصور هادي، رئيسا توافقيا لليمن، بعد أن تمكن ثوار فبراير 2011 من الإطاحة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي ظل بالسلطة لأكثر من ثلاثة عقود.

وخلال فترة حكم الرئيس هادي لليمن، حدثت الكثير من التغييرات منها انقلاب رفقاء العمل السياسي والحزبي عليه منذ انتخابه مرور بالمآل الكارثي الذي خلقته الحرب المستمرة في البلاد منذ ما يقرب من خمسة أعوام، نتيجة انقلاب الحوثيين وحلفائهم، وكل هذه المدة الزمنية - التي تعد بميزان الحروب طويلة جدا - أفقدت هادي السيطرة والسلطة بحسب محللين.

 

البداية القوية 

ويرى محللون أن هادي بدأ رحلته الرئاسية قويا حيث قام بتفكيك مراكز القوى، وإبعاد أقارب صالح من على رأس أبرز الأجهزة الأمنية والعسكرية في البلاد، ومنهم اللواء محمد صالح الأحمر من قيادة القوات الجوية، وغيره من أفراد أسرة صالح وأقاربه، وصولاً إلى نجله الأكبر، أحمد علي صالح، الذي أزيح عن قيادة الحرس الجمهوري، بالترافق مع ترتيبات لإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية، ألغيت موجبها مسميات "الحرس الجمهوري"، وكذلك "الفرقة الأولى مدرع"، التي كانت بقيادة علي محسن الأحمر، وكان من أبرز رجال النظام السابق، لكنه انشق خلال عام 2011 وأعلن تأييد الثورة.

أما المحطة الثانية والأهم في المرحلة الانتقالية، كانت انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي بدأ أعماله في صنعاء في الـ18 من مارس 2013، بمشاركة 565 عضواً، ليناقش مختلف قضايا البلاد المصيرية، بما فيها إطلاق دستور جديد في البلاد، اختتم المؤتمر أعماله في يناير2014، بأكثر من ألفي بند توزعت ما بين مقررات وتوصيات يفترض استيعابها في الدستور الجديد.

وبعد تحركات هادي القوية حجمت قوى الاسترزاق وآذنت بدنو أجلهم ليتحركوا بكل إمكانياتهم، وأفاضت أعداء الوطن في الخارج الذين استغلوا مليشيات الشر وقوى الانتقام وقدموا لها الدعم والمساعدة بهدف إسقاط الدولة والانقلاب عليها.

 

بداية الضعف

وبعد انقلاب الحوثيين عام 2014 وتدخل التحالف العربي في اليمن في مارس 2015، دخلت البلاد في حرب أدت إلى مقتل أكثر من عشرة آلاف مواطن، وللأسف الشديد طال أمد الحرب للتتآكل الشرعية وتضعف - بحسب تقارير دولية - وأصبح هناك الكثير من القوى التي تعمل خارج إطار الجيش، وأيضا بقاء هادي خارج البلاد وهو -وفق وكالة الأسوشيتد برس- قيد الإقامة، تدخل التحالف في الشؤون الداخلية والسيادة الوطنية ادخل هادي وشرعيته الموت السريري.

 

هادي في الميزان

هناك جدل واسع داخل اليمن حول الرئيس هادي وشرعيته، فهناك من يشعر أنه لم يقم بدوره في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد، أما البعض فيعتقدون أنه يمثل الشرعية برغم كل مساوئهن وينظرون إليه كرمز للشرعية بصرف النظر عن حجم الإخفاقات التي رافقته.

 

هذا ما حققه الرئيس هادي 

كشف ناشط سياسي عوض كشميم عن أبرز ما حققه الرئيس عبدربه منصور هادي خلال 8 سنوات من توليه منصب الرئاسة، مضيفا أن الرئيس عبدربه منصور هادي لم يأتِ لرئاسة اليمن بانقلاب عسكري دموي بل فرضته قوى المجتمع وحراكه الجماهيري في ثورة شبابية أحدثت تغييرا عميقا في مركز سلطة القرار السياسي والعسكري المركزي، مؤكدا أن هذه حقيقة موضوعية وليس خيالا أو دعاية ولا شائعات، حيث توج يوم 21 فبراير 2012م بتفويضه شعبيا وشكلت حكومة توافق وطني وفقا للمبادرة الخليجية التي قبلت بها كل الأطراف.

وأشار إلى أنه رغم الانقسام العميق في مؤسسة الجيش طبقا للولاءات الشخصية وما ألحقه مركز السلطة المقدس في رأس هرم الدولة العميقة لأكثر من ثلاثة عقود إلا إن (هادي) قبل الصعاب والتحدي وتعامل بمسؤولية وحرص شديد على تجنيب البلد الانزلاق. 

 

21 فبراير ميلاد اليمن الاتحادي

ومن جانبها أكدت د. نهال العولقي وزيرة الشؤون القانونية أن 21 من فبراير 2012، مثل بداية تدشين مرحلة جديدة لليمن، يتم خلالها نقد ومعالجة الواقع السياسي والاجتماعي اليمني من منظور تصحيحي تمهيدًا للولوج الى مرحلة تالية محورها اليمن الاتحادي وغايتها الديمقراطية والشراكة الوطنية.

وأشارت العولقي إلى أن هادي ورث عن الحقبة السياسية لسلفه إرثا ثقيلا من المشاكل -السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية- المتراكمة لعقود، كما أن اليمن – بشطريه - قبل الوحدة اتسم باللا استقرار السياسي، أنتج هذا صراعات وحروب (مذهبية، قبلية ومناطقية) تركت هذه الصراعات آلاما على جسد اليمن، ولأن هادي هو ذلك الذي خبر الواقع السياسي لبلده، البلد الذي تتقاذفه عواصف داخلية عاتية، فقد أبدى رغبة في تحديث اليمن ونظام الحكم، منذ اليوم الأول لتسلمه مقاليد السلطة.



قائد في زمن الحرب

وأكد الكاتب غمدان الشريف أن هادي تولى الرئاسة في أوضاع صعبة ومعقدة وخاصة بعد انقسام الجيش والأحزاب السياسية فيما بينها وبعد صراعات شهدتها اليمن انهكت الدولة وضاعفت من معاناة المواطن الذي يتطلع إلى العيش بحرية وكرامة في دولة مدنية حديثة تضمن له حقوقه وتصون عرضه.

وأضاف الشريف أن هادي دعا كل الأطراف والأحزاب السياسية للجلوس على طاولة واحدة بمشاركة الشباب والمرأة والحراك السلمي الجنوبي والحوثيين والمضي قدما نحو تأسيس ورسم معالم الدولة الحديثة ودستورها وشكلها ومضمونها يكون الشعب اليمني فيها هو الحاكم الفعلي وبما يضمن له التقاسم العادل في الثروة والسلطة وينهي المركزية الشديدة التي عاشتها اليمن خلال الفترات الماضية.

وأكد أن هادي تسلم السلطة واليمن لم تخرج من صراعها الحزبي والمناطقي، وأضافت اليها الميليشيا الحوثية الطائفية باستيراد من إيران وخاصة وقد شهدت اليمن انقسام الجيش ما بين مؤيد ومعارض وفي ظل اقتصاد وطني على هاوية الانهيار وتعقيدات اخرى في المشهد ومع ذلك مضى حول مشروع الدولة الاتحادية التي تنهي مركزية السلطة وتأسس لمرحلة جديدة اساسها العدل والمساواة في التوزيع في الثروة والسلطة ما بين جميع المحافظات المحررة.

وأشار إلى أنه بمناسبة الذكرى الثامنة لتولي هادي السلطة يمكن الحلم بمشروع الدولة الاتحادية من سته اقاليم والتي أصحبت حقيقة على الأرض وواقع يعشه الشعب اليمني ويلتمس المواطن بإيجابيته في المحافظات المحررة وخاصة بعد القرار التاريخي الذي اتخذه فخامته بمنح 20% من الثروة السيادية للمحافظات والأقاليم ونفذته الحكومة في بداية عام ٢٠١٧م.

 

شرعية الشعب

من جانبه يعتقد الصحفي عماد المشرع أن من يروج لهادي هو الشرعية، فهو يعمل ضد الشعب بقصد أو بغير قصد، فالشرعية هي الشعب ومن الشعب وللشعب، وليست هادي.

وأفاد في صفحته بموقع الفيسبوك بأن هادي أصبح فاقدا للقدرة ويجب إزاحته حفاظا على ما تبقى من وطن، مؤكدا أن الشعب لم يعرف موقفا واحدا مشرفا منه منذ أن صعد إلى سدة الحكم وحتى اليوم، وأن كل ما قام به من كوارث أضاعت الوطن، متسائلا بتعجب (ماهي فائدة بقاء هادي رئيسا؟ لا شيء.. سوى إطالة عمر الانقلاب وضياع ما تبقى من وطن).

 

معالم اليمن الجديد 

ومن جانبه خالف الكاتب أنور الصوفي ما ذهب إليه الصحفي عماد المشرع بقوله: "لم يطلب هادي ولاية، ولا سلطة، ولكنها طلبته، وألحت في طلبه، وتلبية لنداء الوطن الغارق في الفوضى، حمل هادي سلاح الصبر، وجعل لأمته الحكمة، وشعاره الدفاع عن سيادة وطنه، وسارع متحاملاً على نفسه، حاملاً هموم شعبه، وسائراً بهم نحو بر الأمان، فعجزت أخطبوطات البسط، والنهب عن إيقافه، فتداعوا من كل جحر، واستعانوا بإمامتهم التي أذاقتهم في يوم من الأيام العذاب أصنافاً، وألوانا"، مؤكدا أن الشعب خرج منتصرا مع هادي، فنفض غبار الماضي البغيض، وها نحن ننتصر بقيادة هادي، فالنصر صبر ساعة، فما بالكم، وسلاح هادي الصبر؟ فها هي ثمان سنوات تمر بحلوها، ومرها، وأجمل ما فيها أنها رسمت لنا معالم اليمن الجديد.

 

يوم أسود

من جانبه وصف المحلل السياسي ياسين التميمي، تاريخ انتخاب الرئيس هادي بأنه أسود في تاريخ بلدنا، مؤكدا أن ذلك اليوم تدافع فيه اليمنيون إلى صناديق الاقتراع بحماس لنهاية حقبة صالح. 

وأشار إلى أن التحالف يتعامل بقدر من عدم الاكتراث مع  السلطة الشرعية، بل ويتعامل بحزم أحيانا لمنع الشرعية من اتخاذ القرارات والإجراءات التي تعزز سلطتها، وتكرس الدولة اليمنية الاتحادية التي أقرها مؤتمر الحوار الوطني.

واستغرب من منع السعودية عودة الرئيس هادي إلى عدن بضغط من أبو ظبي التي تتبنى موقفا عدائيا منه، في الوقت الذي تنتهج الرياض معه المرونة التي تمليها مصالحها لا أكثر، حسب تعبيره.

وأكد أن "ما نراه اليوم في المحافظات المحررة هو مجازا احتلالٌ صارخ، يتكرس كل يوم ويفرض شروطه ومعطياته على الأرض"، مستدركا "ويكفي أن الرئيس هادي لا يستطيع العودة إلى عدن وكذلك نائبه وحتى محافظ عدن".

 

الرئيس هادي القائد الإنسان

أما الكاتب د . عبده سعيد المغلس فقال: "منذ تولي هادي  السلطة وحتى اليوم وفي كل هذه المنعطفات والمواجهات والمعارك الشرسة, مع متآمري الداخل والخارج, وانقلاب الإمامة وقوى التطرف والإرهاب, تتجلى المواقف العظيمة, لفخامة الرئيس هادي القائد والإنسان, الذي يخوض معركة التغيير والتحرير لصنع يمن المستقبل اليمن الاتحادي".

وأكد أن هادي حمل مشروع التغيير والتحرر بكل إخلاص ومسؤولية,  وواجه كل المشاريع المضادة والمستهدفة مشروع التغيير والتحرر- وهي الأخطر والأصعب والأكثر تعقيدًا في تاريخ اليمن- بكل شجاعة وحنكة واقتدار, ودفع ثمن ذلك بنفس راضية مؤمنة بقدرها وواجبها ودورها, وتحمل وواجه تآمر وخيانة وغدر الشقيق والصديق, القريب والبعيد, والداخل والخارج, بصبر المؤمن الواثق بالنصر والتمكين. فلم يخضع أو يستسلم أو يفرط بشعبه ووطنه, ولم ينتقم أو يقتل, ومد يده للجميع رافعا شعاره هذا وطن الجميع لنبنيه معا, ونسلمه لأجيالنا ليعيشوا فيه بأمن وسلام, وقبول وتعايش, يحكمهم قانون الدولة, لا هيمنة العصبية, وخاض ويخوض معركة التغيير والتحرير, وهمه وهدفه انقاد وطنه من الاحتراب والتقاتل والسير به نحو المستقبل والعزة والتقدم وقدم بكل ذلك نموذج القائد الإنسان.

 

طي صفحة هادي

بدوره يقول الكاتب الصحفي محمد السامعي، إن دول التحالف باتت على الأرجح مصممة على طي صفحة هادي كمقدمة لاتفاق سياسي مرتقب مع الحوثيين وحلفائهم، غير أنه لم يتم حتى الآن لاعتبارات لها علاقة بالمناخ السياسي المتوتر في الخليج وفي صنعاء.

وأضاف أن هادي يريد العودة لعدن بشكل عاجل، فاستمراره في السعودية يظهره أمام الرأي العام اليمني كرئيس ضعيف لا يستطيع التحرك، وهذا ما تريده دول التحالف التي تسعى إلى تحويل هادي كشخصية سياسية لم يعد لها قيمة كبرى، ومن ثم محاولة خلق شخصيات فاعلة بديلة.

وتوقع أن يكون هناك مشروع قد يتم إقراره خلال الأشهر المقبلة، يتم من خلاله الاتفاق بين طرفي الصراع على الاستغناء عن حكم هادي الذي لم يعد مرغوبا فيه لدى التحالف خصوصا الإمارات، مشيرا إلى أنه قد يتم الإعداد لشخصية توافقية تحل محل هادي كقائد فعلي للبلاد، وربما يعقب ذلك اختيار أحمد عبيد بن دغر أو خالد بحاح.

 

هادي خيار شعب و أمل أمة

وخالف الكاتب محمد سالم بارمادة ما ذهب إليه السامعي وأكد أن المراقب للأحداث السياسية الجارية في بلادنا يزداد يقينا بان هادي على الطريق الصحيح, مؤكدا أنه بهدوئه وضبط نفسه استطاع أن يُحمي الوطن من سِهام الحاقدين الانقلابيين الراغبين في إِسقاط الدولة ومؤسساتها, واثبت صدق توجهاته وذلك من خلال عمله المتواصل وقول كلمة الحق في هذا الزمن الصعب, فكانت كلماته الجريئة الملتزمة بقضايا وطنه, ومواقفه الصلبة, والعزيمة التي لا تلين, هي عناوين بارزة على امتداد السنوات الماضية, لم يعرف الهزيمة تحت أي ظرف كان, ومهما واجهه من صلف وقوة, واستطاع بكل جدارة وحكمة إدارة كل الأزمات التي واجها حسب وقائع الحال وتطور الأحداث والإمكانيات المتاحة, فلا هزيمة أبداً عنده, فوحدها فقط إرادته وحكمته هي من لا تستطيع قوة على الأرض أن تنتصر عليها أبداً إن هي قررت الانطلاق من مهجعها.