آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-12:35ص

ملفات وتحقيقات


في حوار خاص لـ "عدن الغد".. محافظ حضرموت اللواء فرج سالمين البحسني: هكذا نجحنا في حضرموت

الثلاثاء - 21 يناير 2020 - 05:47 م بتوقيت عدن

في حوار خاص لـ "عدن الغد".. محافظ حضرموت اللواء فرج سالمين البحسني: هكذا نجحنا في حضرموت

(عدن الغد)خاص:

- التحرير من القوى الإرهابية من أبرز الأحداث التي شهدتها حضرموت وله

أهمية قصوى لأبناء المحافظة

- ما تحقق لحضرموت خلال الـ 3 أو الـ 4 السنوات الماضية من تقدم في
الجانب التنموي والاقتصادي لم يتحقق منذ العام 90م

- حضرموت أفضل محافظة يمنية من الناحية الأمنية والسبب هو أن تنظيم
الأجهزة الأمنية والعسكرية تمت على أسس صحيحة

- الحل الأنسب للأزمة اليمنية هو أن يُجمع الناس كلهم على طريقة موحدة..
ولا سبيل لحل الأزمة غير الحوار البناء بنوايا صادقة وندعم اتفاق الرياض
بقوة

- علاقتنا بالتحالف علاقة شراكة متميزة وناجحة، ودعمهم كان له الفضل
الكبير في حالة الاستقرار الأمني في المكلا

- ما عملته الإمارات في حضرموت عمل عظيم وجبار ولن ينساه الحضارم ولا
اليمن ولا القيادة السياسية

- المجتمع الحضرمي يساعد كثيرا على تطبيع الحياة وخلق الانضباط وتفعيل القانون

 أكد محافظ حضرموت، قائد المنطقة العسكرية الثانية، اللواء فرج سالمين

البحسني، أن حضرموت تعتبر أفضل محافظة يمنية حاليا في جميع الجوانب
الأمنية والتنموي والاقتصادية، مرجعا ذلك إلى أن السلطة المحلية بحضرموت
كانت علاقتها منذ البداية مع دول التحالف علاقة شراكة سليمة وصحيحة فتحقق
النجاح لحضرموت على كل المستويات، مشيرا إلى أن الدعم المقدم من التحالف
العربي كان له الفضل في النجاح الأمني في حضرموت.

وأوضح اللواء فرج البحسني في حوار طويل وممتع تميز بالصراحة والشفافية
أجرته معه صحيفة "عدن الغد" أن التأخير في اتخاذ الإجراءات لعودة هيبة
الدولة خلق صراعات سياسية وعسكرية وأمنية في بعض المحافظات مما أدى إلى
الإضرار بأمن وسكينة الناس وتعطيل مصالحهم.

كما تحدث البحسني في سياق حديثه لـ "عدن الغد" عن الكثير من القضايا
الوطنية المهمة والمصيرية على مستوى محافظة حضرموت وعلى المستوى الجنوبي
واليمني بشكل عام.. وفيما يلي نص الحوار.

 حاوره /رئيس النحرير

* أستاذي العزيز نرحب بك ضيفا كريما على صحيفة "عدن الغد" في هذا الحوار
المطول، والذي يعتبر الحوار الثالث الذي نجريه مع سيادتك خلال 3 سنوات
مضت.. وما بين الحوار الأول وهذا الحوار حدثت الكثير من المتغيرات
السياسية والاقتصادية والتنموية والمجتمعية المحلية في محافظة حضرموت..
وبالتالي دعنا نبدأ من اللحظة الأولى من تعيينك قائدا للمنطقة العسكرية
الثانية، ولاحقاً محافظا لمحافظة حضرموت.. وما بين يوم التعيين وبين هذا
اليوم الذي نجري فيه الحوار ما الذي تغير من وجهة نظرك حتى هذه اللحظة في
محافظة حضرموت؟

- أولا نشكر صحيفة "عدن الغد" على اهتمامها الكبير بقضايا الوطن والمواطن
على كل المستويات، ونتمنى لها التوفيق والنجاح في مسيرتها الصحفية
والإعلامية الوطنية..

حقيقة، إن أبرز ما حدث من تغيير في محافظة حضرموت خلال الفترة الماضية هو
الخلاص من قوى الإرهاب وتنظيم القاعدة الذي تمكن من السيطرة على ساحل
حضرموت قرابة عام كامل، حيث كان الخلاص من هذا التنظيم أمرا صعبا، لأنه
كما تعرف هذه القوى الإرهابية إذا سيطرت على الأرض تكون التضحيات كبيرة
حتى تتخلص الشعوب من هذه القوى الإرهابية، والأمثلة على ذلك عديدة في
العراق وفي سوريا وفي ليبيا وفي مواقع مختلفة، ولذلك حضرموت تعتبر هذا
الخلاص من أبرز الأحداث التي شهدتها ربما منذ بدء حرب المليشيات الحوثية
الانقلابية على صنعاء ومن ثم اجتياحها للمناطق الجنوبية ووصولها الى
عدن..

فعملية التحرير بالنسبة لنا عملية كبيرة جداً ونعتبرها من أبرز الأحداث
التي شهدتها حضرموت وقدمت فيها تضحيات كبيرة، حيث سقط من أبنائها فيها
قرابة الـ 400 والمئات من الجرحى، ولذلك نحن نعتز بعملية التحرير تلك،
ربما الآخرون لا يعترفون بقيمة هذا الشيء لكن نحن عايشنا هذا الوضع
والمواطنون كذلك عايشوا هذا الوضع والذي يعتبر حدثا كبيرا وذا أهمية قصوى
بالنسبة لأبناء حضرموت.

 

* ما الذي تحقق في حضرموت في الجانب التنموي خلال الثلاث السنوات الماضية؟

- نعم، على المستوى التنموي أعتقد أن حضرموت خلال الـ 3 أو الـ 4 السنوات
الماضية حدث فيها الكثير وحققت الكثير قولاً وبالأرقام، ما لم تحققه منذ
العام 90م.. ومن أبرز ما تم تحقيقه في الملف الاقتصادي رفع قدرة البنية
التحتية للكهرباء، وتعرف الكهرباء عنصر أساسي ومهم جداً بالنسبة للتنمية
وبالنسبة للسكان، وهي أبرز ضائقة يعاني منها المواطنون سواء في حضرموت أو
في عدن وفي كل المحافظات شمالاً وجنوباً، ولذلك مسألة الكهرباء كما تعرف
ذلك حققنا فيها مكسبا كبيرا بفضل دعم غير عادي من قبل فخامة الرئيس
عبدربه منصور هادي، وهذا المكسب الكبير يتمثل في إنشاء محطة غازية 70
ميجا من بترومسيلة، ولولا هذه المحطة التي تم إنشاؤها بسرعة خلال عام
ودخلت الخدمة والآن العام الثاني أو الثالث لكان وضع الكهرباء في حضرموت
حرج لدرجة كبيرة بحضرموت، فمحطة بـ 70 ميجاوات ما هي بسيطة، حيث وجه
فخامة الرئيس رسالة لشركة بترومسيلة بإنشاء هذه المحطة، فهذا الحدث أنا
أعتبره حدثا اقتصاديا كبيرا.

أيضاً نحن السلطة المحلية بعد أن منحنا 20% من مبيعات النفط قمنا بمشاريع
تنموية عديدة في المحافظة من أبرزها محطة الشحر الكهربائية تقريباً حسب
ما هو معلوم الشحر لها 40 ميجا من إحدى المحطات الحديثة، يعني 40 ميجا
ستدخل الخدمة ربما بداية الصيف المقبل، ولذلك موضوع الكهرباء حظي باهتمام
كبير وإنجازات كبيرة.. وعلى مستوى التنمية الآخر خلقنا أجواء أمنية،
وأجواء صحية، وسياسية، وقدمنا جميع التسهيلات للاستثمارات الجادة
والكبيرة في حضرموت.

ايضاً كنت خلال اليومين الماضيين في زيارة لـ 3 مصانع، وهذا نموذج أردت
أن يكون نموذجا لترون ما تم تحقيقه على المستوى الاقتصادي والصناعي،
ورأيت مصنعا يمكن أن يضاهي المصانع الحديثة على مستوى اليمن الموجودة في
المناطق الأخرى وعلى مستوى عال وهو مصنع الحديد وكذا مصنع البلوك، فهو
مصنع كبير وغير عادي التي شفتها تقريبا فل أوتوماتيك شل اوبشن 100% من
ايطاليا ورأيت اليوم المصنع الثالث مصنع العديد من الأسماك في الشحر وهذه
المصانع ليست عادية او بمستوى عادي ايضا هذه المصانع حديثة.

أيضاً في المجال التنموي تم إنجاز العديد من مشاريع البنية التحتية
للتعليم، يمكن أنت زرت مدرسة واحدة من المدارس، يعني كل المدارس بهذا
الشكل التي شفتها ويمكن المدارس الأخرى أفضل من هذه المدرسة.. فالبنية
التحتية في قطاع التربية والتعليم حظيت باهتمام غير عادي، حيث قمنا
بترميم كل المدارس، تخيل هنا مدرسة في بروم، ومنطقة بروم منذ قبل
الاستقلال يمكن من عام 66م لم يعمل أحد على ترميم المؤسسات التابعة
للتربية والتعليم فيها إلى أن جاءت السلطة المحلية ورممتها، فالخدمات
المتوفرة الحالية المختبرات على مستوى عالٍ وصالات رياضية فيها مضلات
كبيرة للطلبة إلى جانب قاعات للأنشطة الصفية وفيها قاعات اجتماعات
وندوات... الخ.

وأعتقد ما تم عمله في قطاع التربية والتعليم ايضاً يعتبر انجازا الى حد
كبير وإضافة الى ذلك في التربية والتعليم عملنا على التعاقد مع اكثر من 3
آلاف معلم ومعلمة وهذا العدد ليس بسيطا وذلك على نفقة السلطة المحلية..
ولو نحن ما أقدمنا على هذه الخطوة سيجلس أكثر الطلبة في بيوتهم ما
يدرسون. اليوم لا يوجد في حضرموت أي طالب في سن الدراسة ويوجد له صف ولا
يوجد أي طالب يقعد على الأرض كلهم لديهم كراسي في الأرياف وفي المدن كلهم
لديهم كراسي ووفرنا الكتاب المدرسي ويوجد لدينا هنا مطبعة تضاهي المطبعة
الموجودة في عدن وفي صنعاء ومن مطبعة الكتاب المدرسي بحضرموت وفرنا
الكتاب لشبوة ومأرب والجوف والمهرة وسقطرى، إلى جانب أن مكتب التربية
والتعليم في حضرموت وجهت له مهمة الإشراف على الاختبارات وتصحيح دفاتر
امتحانات الثانوية العامة لمحافظات مأرب وشبوة والمهرة وسقطرى، وهذا
معناه أن التربية والتعليم بحضرموت يقوم بعمل كبير وعظيم جداً..

وعلى المستوى الجامعي أيضاً خصصنا مبالغ كبيرة لدعم جامعة حضرموت والتي
كانت دون ميزانية، ولذلك أنا إلى اليوم هذا مخصص لها بحدود 20 مليون ريال
يمني شهرياً، بالإضافة إلى دعم مستشفى الجامعة ومستوصف الجامعة في مجال
الصحة، وعملنا على دعمها بدعم كبير وغير عادي بالكثير من الأجهزة التي
كانت غير متوفرة لديها أو غير صالحة للعمل، وتم شراء بعض الأجهزة الحديثة
وتم تغيير وترميم بعض المستشفيات وإلى آخره..

أيضاً حظيت البنية التحتية للطرقات باهتمام كبير في مجالات أخرى وطريق
الآن طريق السيبسات وهذا الطريق حي وكبير وطوله أكثر من 50 كيلومتر،
وخلال اليومين الماضيين عملنا حجر الأساس لطريق طوله 44 كيلومتر في
الضليعة وهذا الطريق أيضا مهم جداً.

 

* كل هذه المشاريع تنفذ بتمويل محلي؟

- نعم، كلها تنفذ بتمويل محلي، والأفضل من ذلك نلمسها الانضباط في
التنفيذ والالتزام من السلطة المحلية وبدفع مستحقات الناس المالية لحد في
مرة كنا نتحدث مع مجموعة من المقاولين قالوا الآن نحن يا "أبو سالمين"
نشتغل معك بثقة، قلت لهم أنا مشكلتي لا أحب اقول للناس شيء وبعدين لا
أقدر أسدده، إذا ما عندي مال لا أقول صلح لي عمل.

 

* الإيرادات هذه من مبيعات النفط كاملة؟

- نعم.. مبيعات النفط ساعدتنا كثيراً والتي نحصل منها على نسبة 20%، يعني
نسبة طيبة لكنها تساعد مادام تريد شيء وتسير بالشكل الصحيح وتستخدمها في
مجال التنمية بتساعد كثيرا.

وهذه الـ 20% تتراوح بين 10 مليون احياناً، اضافة الى ذلك في دخل محلي في
عندنا ميناء منها دخل في عندنا ضرائب وفي عندنا جمارك ومصادر أخرى، كل
هذه تساعد ايضاً، أكثر شيء تساعدنا نسبة 20% والتي يعود بعض الشيء منها
إلى تكلفة الكهرباء كذلك.

 

* هل نستطيع القول إن حضرموت الصيف القادم ستكون دون انقطاعات في التيار الكهربائي؟

- لن نكذب على انفسنا ولن نكذب على اهالي حضرموت، الصيف القادم سيكون
أفضل من الاعوام السابقة، الانقطاعات ستظل لكن انقطاعات بسيطة مقارنة بما
مضى لأن الـ 40 ميجا ليست بسيطة إضافة الى ذلك شهر مايو ويونيو القادم
كنا نشتري الطاقة الكهربائية من قطاع خاص تجار وعملنا مع مجموعة من
التجار بحيث تنتقل بعد 3 سنوات من محطات إلى ملكيات سلطات محلية بإذن
الله بتنقل مجموعة كبيرة من هذه المحطات.

 

* بعد كم من الأعوام؟

- 60 ميجاوات أو أكثر سيتم إنتاجها بعد 3 سنوات أو 4 سنوات بموجب العقد.

 

* حضرموت ربما تعتبر أفضل محافظة من المحافظات اليمنية من الناحية
الأمنية.. لماذا نجحت حضرموت في الجانب الأمني؟

- فعلاً، حضرموت نجحت في الجانب الأمني وهذا يعني اعتبره من ابرز ما يمكن
ان نفتخر به على المستوى الشخصي وعلى مستوى القادة في المحافظة بشكل عام،
ونجحت لأسباب عدة كانت موجودة وليس لسبب واحد.

فأول سبب أن عملية تنظيم الأجهزة العسكرية بعد انهيار الجيش الوطني
السابق وخلق جيش جديد...الخ، تمت في حضرموت بطريقة تختلف نهائياً عن أي
محافظة، مثل عدن أو المهرة أو شبوة وأي محافظة أخرى، وبالتالي هذا سر لا
يعرفه عامة الناس انه في البدايات الاولى لعمليات تكوين هذه الأجهزة
الأمنية.

أنا كنت في الرياض لعمليات الرياض حق الرئيس مباشرة بداية عاصفة الحزم،
وكانت هناك تدور أفكار مكون مقاومة في حضرموت للتخلص من القاعدة تحت
مفهوم "مقاومة"، كنت أنا في العمليات وكنت أجلس في لقاءات مع التحالف
وفخامة الرئيس...الخ، كنت مصرا أن هذه الطريقة على أساس غير صحيح وغير
مجدية ومكلفة أيضاً وغير مضمونة نتائجها، يعني أنت بتروح لطريق مجموعة من
القبائل الفلانية ومجموعة شباب من القبائل الفلانية، صح أنت بتسلحهم وناس
يعرفون استخدام السلاح...إلخ، وبتجهزهم وكل شيء ويشكلون آلاف مؤلفة، لكن
قدرتهم على تنفيذ المهام وقدرتهم على الانضباط لن تكون مثل الجيش النظامي
ولذلك كان اصراري من البداية انه لا يا جماعة تعالوا نروح لمكان آمن في
حضرموت هناك في الصحراء بنعمل معسكرات ونجند شباب في جيش النظامي وندربهم
4 أو 6 أشهر بعدين بنسلحهم ونجيب ضباط محترفين من الجيش ولا نجيب أي شخص
ونعينه ضابط أو قائد لواء بل نعطي كل واحد شغله واختصاصه، وبعد ما ندرب
هذه القوى نشكلها بألوية في كتائب عسكرية منظمة ثم نعين قائد لواء، وقائد
كتيبة، وقائد سرايا وأيضا قائد منطقة أو قائد جبهة، فالعدو الذي سنواجه
عدو شرس، لهذا لازم يكون عندك جيش وانضباط وتدريب على القتال أعلى من
تدريب الميليشيات.

فكرة عمل المقاومات هذه كان حولها مد وجزر وكنت أنا مصر على الفكرة غير
صالحة، وقالوا لي أنت بتكون القائد ولكني رفضت، وكنت أقول لهم خلوا
المقاومة تكون عنصر مساعد لكن العنصر الأساسي لازم يكون قوة نظامية في
الجيش، وبعد ما يقارب السنة عادوا إلي من جديد وقالوا إنهم اقتنعوا أن
الفكرة فعلاً غير صالحة بعد ما رأوا نتائجها في بعض المحافظات وأنه من
الأفضل أن يكون العمل منظم.. صراحة لا أقول لك أن الفكرة كانت فكرتي بل
إن ضباطا في التحالف تبنوا الفكرة إلى جانب أيضا ضباط من عندنا من اليمن
وفي عمليات الرئيس، وباتت العملية بشكل منظم وباتت البدايات الأولى في
المعسكرات في رماه في الصحراء في حضرموت وتدريب شباب من حضرموت لمدة 6
أشهر وبعضهم 4 أشهر، وتم تجهيز خطة تحرير، ولما كانوا جاهزين تم إدخالهم
في المعركة .

 

* بعد تحرير المكلا لوحظ أن المحافظة أو الساحل على وجه التحديد لم تشهد
عملية بسط ولا عملية ظهور قوى ونفوذ وكانت السلطة المحلية هي الوجه
الوحيد وبدعم أو بوجود قيادة المنطقة العسكرية الثانية.. لماذا اختفت هذه
الظواهر في المكلا؟

- سؤال حيوي فعلاً.. فالذي يجب أن يعرفه الناس أن الأمر حينها تحتم علينا
بالعمل عسكرياً فرتبنا العمل وقمنا بتنظيم مقاومة داخلية وزودناها
بالسلاح وبكل ما يلزم بطريقة سرية وشكلنا فرق داخلية تعمل على الأقل على
إزعاج العدو في حال حصل أي هجوم داخل المدن وداخل المكلا، وحددنا نقاط
انتشار في الجولات، وكان أيضا للمقاومة دور لا يستهان به في عملية إرباك
العدو من الداخل.

وبعد أن تمت عملية التحرير جاءت قيادات المقاومة وقالوا كان لنا دور
ونريد أن تكون لنا مهمة وكل واحد يمسك قطاع، فتدارسنا الموضوع مع التحالف
والذي تفهم واستجاب لأنه رأى تجارب أخرى، وبعد أقل من اسبوعين عقدنا
اجتماعا ودعينا كل قيادات المقاومة وقلنا لهم إن مهمتكم انتهت لكن لا
يمكن أن نقوا لكم تروحوا لبيوتكم، بل نقول لكم تفضلوا ادخلوا في الجيش
وفي الأمن و في إي إعداد عسكري، وفعلاً كانت الاستجابة طيبة منهم وهناك
من رفضوا وقالوا لازم نحتفظ بهويتنا كمقاومين وفعلاً تم الضغط عليهم في
الأخير وقبلوا بقرار الانضمام.

 

* وهل نجحت التجربة ؟

- نعم نجحت التجربة لهذا السبب.

 

* وأين هم الآن.. في أجهزة الأمن؟

- الآن هم في الأمن و الجيش بأعداد كبيرة.

 

* برأيك.. لماذا لم تنجح التجربة في أماكن أخرى؟

- ربما التأخر في التصرف بهذا الشكل كان السبب بأن التجربة لم تنجح في
أماكن أخرى، وأيضاً ربما المجتمع في حضرموت يختلف عن بعض المناطق،
فالمجتمع الحضرمي بصراحة يساعدك على اتخاذ إجراءات أمنية وأخرى نظامية،
مثلا بعد عملية التحرير بأسبوع المواطنون شافوا أن الأمور خلاص استقرت
بعدها بدأوا يطالبون بفتح البنوك والمحاكم وغيرها، يعني أنهم يريدون
تطبيع الحياة بشكل سريع.. فالمواطنون في حضرموت عنصر مساعد جداً في خلق
الانضباط وتفعيل القانون.

 

* علاقتكم بالحكومة خلال الأشهر الماضية شابها بعض التوتر على خلفية
مشاكل الكهرباء والخدمات.. ما الذي حدث بالضبط؟

- لا، لم يحدث أن توتر لعلاقتنا مع الحكومة، بل سادها جو من المطالبة
بالوقوف على مطالب الناس.. فحضرموت المحافظة الوحيدة التي تنتج النفط،
ونفط حضرموت يمثل الرافد الأساسي لميزانية الحكومة، وأيضا حضرموت فيها
استقرار وملتزمة بالخط العام لسياسة الشرعية وأي قائد سياسي يجب أن يعمل
ألف حساب لهذا الشيء بأن لا أجعل حضرموت ينقصها شيء وأعطيها حقها زي
المحافظات الأخرى وربما أستعجل في إصلاح أي خلل فيها، فتأخر صرف 20% من
رواتب جنود لـ 5 أشهر وأيضاً تأخرت مستحقات وقود الكهرباء، واستلمنا
أوامر من الحكومة بأن نشتري من عندنا ديزل وأن نعمل عقود لشراء مازوت
الكهرباء وأن الحكومة بمجرد طلوع الفاتورة تسدد، ولم تكن الاستجابة وهذا
سبب عدم وصول وقود الكهرباء.

 

* في أي عام كان هذا؟

- هذا كان في العام الماضي 2019م.. حيث نحن كنا الى حد كبير متفهمين بحكم
اننا قريب من رئيس الحكومة وأعرف بالظروف التي يمرون بها، وقلنا لا نعاند
ونصبر، لكن وصل الأمر إلى حد من الصعب نصبر، والغليان زاد في الشارع..

وحينها كانت باخرة بتدخل وأخبرنا رئيس الحكومة أنه يا رئيس الحكومة شوف
الباخرة بتدخل أرجو الإسراع بحل المشكلة قبل ما تظهر على السطح فما قدروا
يحلوها وفكروا أن المسألة مجرد كلام، وجاءت الباخرة فأعطينا أوامر بأن
توقف الباخرة وفعلاً استجابت الحكومة حينها بطريقة سريعة ولم أكن أفكر
أنها ستستجيب بهذه السرعة، وبحثت عن الخلل فوجدت أنه في جوانب الأجهزة
المالية لوزارة المالية، وحينها استدعى رئيس الحكومة تلك الوزارات وبحث
معهم أسباب تأخير صرف مستحقات حضرموت ورأى أن هناك خلل وأجرى تغييرا بشكل
سريع وثاني يوم استدعوهم وكان يوم جمعة ووجههم بأن يصرفوا لحضرموت اليوم
التالي (السبت) وفعلاً انتهت المشكلة وصارت الأمور على ما يرام وأحسن مما
يكون والحمد لله.

 

* التحالف العربي تدخل في اليمن عام 2015م، ثارت بعض المشاكل بين التحالف
وبعض السلطات المحلية في المحافظات الأخرى مثل عدن وشبوة ومأرب وحتى
المهرة.. حالة الخلاف تلك لم نجدها في حضرموت، أخبرنا عن سر العلاقة
المميزة بين السلطة المحلية وأطراف التحالف العربي؟

- السبب في ذلك لأننا بنينا علاقتنا وشراكتنا مع التحالف منذ البداية
كانت سليمة وصحيحة وواضحة، فأي شركة تريد لها النجاح فلابد أن تكون من
البداية شراكة واضحة، ونحن من البداية عرفنا حقنا وواجبنا وقلنا لإخواننا
في التحالف نحن على البلد وعلى الأرض وسنساعدكم في بعض الأمور على ارضنا
لتساعدونا في التسهيلات.. قالوا كيف؟ قلنا لهم سيكون عملنا وفق آلية عمل،

وفعلاً وبعد حوالي شهر أو شهرين كان عقدنا هنا في الرياض اجتماع بحضور
قائدي التحالف السعودي والإماراتي وقالوا لنا ما هي آلية العمل فقلنا لهم
في كل قضية نريد حلها نعقد اجتماع مشترك ثم نتفق على قرار، فكانت آلية
العمل في البداية صعب تنفيذها وظهرت تجاوزات حينها في البداية وعدم ثقة و
ولكن مع مرور الوقت تعززت الثقة بهذا المبدأ ولذلك كانت التجربة ناجحة
جداً، والان نحن نعتز بأن تجربة حضرموت من أبرز وأنجح التجارب في مسألة
الشراكة بين التحالف والسلطات المحلية والآن حتى الأخوة في التحالف قالوا
لنا نحن جداً نقدر هذا المستوى الذي وصلنا إليه في التعامل معكم، فعلاً
في أمور عملناها مع بعض وكانت ناجحة، اختبرونا في ذلك في معارك خضناها
وفي الانتشار في المرتفعات ووصلوا إلى نتيجة أن العمليات ستكون لقواتنا
وأنهم فقط بيساعدونا في التصوير من الجو...والخ، وفعلاً وجدت ثقة في أمور
المهام والتنفيذ في التعامل لهذا أنا الآن أعتز في التعامل مع التحالف
العربي، السعودي والإماراتي، والحمد لله علاقتنا معهم ما فيها أي شائبة
أبداً ، لأنهم جاؤ لمساعدتنا والوقوف معنا".

 

* الامارات باعتبارها اكثر طرف في التحالف لمساتها واضحة ربما بشكل كبير
في حضرموت اكثر من اي محافظة اخرى كلمة توجهها لهذا الدور الايجابي الذي
نثق جميعاً به؟

- نعم صحيح، انا اقول لدولة الامارات العربية دور ايجابي والمملكة
العربية السعودية حقيقة لأنه دولة الامارات العربية والمملكة العربية
السعودية هم يعملون جنباً الى جنب واذا كان موقع معين مثلاً ارسلت مهمات
لمساعدة دولة الامارات مثلاً لموقع اخر ارسلت لهذا الطرف بس الفضل في هذا
العمل إنما للتحالف كل الذي تقوم فيه السعودية، وبالمناسبة أقول للإمارات
إنكم كل الذي عملتوه في حضرموت عمل عظيم وعمل جبار لن ينساه الحضارم ولن
تنساه اليمن ولن تنساه القيادة السياسية في البلد لكم، لذلك هذا العمل
يمكن من خلاله دحر العناصر الارهابية وعملتوا ما بعد تثبيت الامن على
مساعدتنا في الأمور الاقتصادية الكثيرة وساعدتمونا في مجال الكهرباء
والمحروقات وساعدتمونا في المساعدات الأولية الإسعافية وأيضا في
التمويل... الخ وبهذا العمل العظيم لن ننساها ابداً ونقدره تقديرا عاليا
وسيظل ما تم عمله في حضرموت محفورا في ذاكرتنا وذاكرة الأجيال القادمة إن
شاء الله.

 

* أيضاً مطار الريان واحد من أهم القضايا التي أثيرت خلال 3 سنوات أو
ربما 5 سنوات وظل محل شد معين إلى ان فوجئ الناس بالمطار تم الاعلان عن
تشغيله مؤخراً وشاهدت طائرة نزلت بحضور نائب رئيس الوزراء وعدد من الوفود
والسفراء من الإمارات.. الخ، ولكن فوجئ الناس فيما بعد أن المطار عاد إلى
وضعه السابق دون أن يصدر أي توضيح من السلطة المحلية أو من وزارة النقل
أو من هيئة الطيران، فبالتالي الناس يسألون ما الذي حدث؟

- المطار حصل له دمار كبير والصالات القديمة دمرت جزئيا، والمطار كله
تعرض للنهب والسرقة وأمور كثيرة تعطلت فيه وجاءت فكرة هل نرمم الصالات
القديمة أو نعمل صالات جديدة وكان من الأنسب أن نعمل صالات جديدة
واخترنا موقعا أنسب جداً من موقع الصالات القديمة واحتاج ذلك الى وقت
طويل في بناء الصالات الجديدة وتجهيز الصالات الجديدة وشراء أحدث
الأجهزة..

ولكي أختصر لك الموضوع، طبعاً فتحنا المطار وسيرنا رحلة أو رحلتين ثم سمع
الناس ان المطار ما عاد بيشتغل ما عاد اشتغل بجزئية بسيطة بسرعة
المواطنين ممكن يعرفوها في اي يوم طبعاً نحن في اليمن ما نهتم بالأمور
القانونية التي تتعامل بها الدول ،مطارنا جاهز كأنه مطار داخلي طيرنا
طائرة الى مصر الجانب المصري تفاجأ يعني كيف المطار ما يشتغل وكان مسجل
عندهم المفروض ما يشتغل طيب كيف جاءت طائرة الريان أو الطائرة من القاهرة
إلى مطار الريان ولهذا طلبوا بعض الإجراءات ، كان المفروض على وزارة
النقل ووزارة الخارجية مخاطبة الدولة المصرية ان بنية المطار هذا جاهزة
وهذه شهادة المطار جاهزة لرحلات بعدين بنسير فهذا لم يتم !

 

* من المسؤول؟

- المسؤول الحكومة اليمنية تحديداً وزارة النقل وزارة الخارجية كلنا
مسؤولون على النحو التالي.

 

* يعني ما عندكم مشكلة بأن يشتغل المطار؟

- لا توجد أي مشكلة طبعاً في أي يشتغل المطار.. إذاً الكرة في ملعب وزارة
النقل يجب عليها مخاطبة المسؤولين.. واكتشفت بعدين أن المصريين طالبين
اجرءات ، ولما اتصلت على مدير اليمنية قالوا لي اليمنية يا محافظ كان
المفروض مخاطبة الوزارة المعنية وحتى وزارة الخارجية و عليهم مخاطبة
الجانب المصري عشان نرفع الخطاب المصري لوزارة الخارجية ووزارة النقل
وتحويله إلى جهة أمنية لتدرس الموضوع من ناحية أمنية، إن شاء الله قريب
يعني تستمر الإجراءات.. وجاء خلال اليومين الماضيين خطاب أن الرحلات
السودانية بتسير قريبا لريان.

 

* ممتاز..

معناه أيضاً السعودية.. الآن نخاطب السعودية بهذا بإذن الله وتشتغل
الخطوط إلى جدة وإلى الرياض وإلى القاهرة..

* طيب أستاذي نعود إلى الشق السياسي في اليمن وهو أحد أهم القضايا
المعقدة في حالة التجاذب خصوصاً في جنوب اليمن.. بما يخص الانفصال
والوحدة والمشروع الانتقالي والفيدرالية ربما أنتم وجدتم أنفسكم أمام
أطراف متصارعة كثيرة والأطراف ربما انعكس صراعها على الوضع المحلي في
حضرموت.. كيف تعاطيتم مع الوضع السياسي وكيف تعاملتم مع الأمر؟

- شوف ما لحق بالجنوب ضرر كبير من بعد الوحدة وأنت تعرف هذا الكلام
والناس ايضاً تعرف هذا الكلام، ولابد من لملمة الجراح وتصحيح الوضع فهذا
الضرر الذي لحق بالجنوب خلق في نفوس المواطنين حالة من عدم قبول الوضع
لكن نحن الآن في وضع مختلف، نحن الآن أمام عدو نريد التخلص الكلي منه
شمالاً وجنوباً، وهو العدو الانقلابي فلازم تتخلص بلادنا منه لأنه له
أهداف خارج اليمن وارتباطاته ليست محلية بل مع إيران... الخ، فتباينت
الآراء حول هذا الموضوع مثل ما قلت أنت من يريد الانفصال من يرى تقرير
المصير... الخ، طرحت اراء كثيرة فأنا لا أقول أن هذا غلطان ولكن الناس
يجب أن تتحكم به إلى المناقشة الموضوعية مع القيادات، ما هو هذا الأفضل
وما هو هذا الآن والصراعات الجانبية التي دخلت فيها الآن والمناطق
السياسية هل هذه القضايا الجانبية بتفيدنا وإلا بتفيد عدونا؟!، هنا
المفروض التقييم بشكل ايجابي متى بالضبط متى يعني نقف على الوضع السياسي،
يعني أن حقيقة الأمر لن تتم العودة بأي حال من الأحوال إلى النظام السابق
نظام علي عبدالله صالح بإشكالياته المأساوية ولكن سيكون نظام جديد أي
نظام جديد ، واسس ذلك العدل وان يكون حوار بناء يتفهم الآخر كقضية
الآخر.

 

* برأيك.. ما هو الأنسب؟

- لا يوجد ما هو الأنسب، لكن أنا بعطيك مثال بطريقة لكن الناس لمن تحس
انك تعطيهم حقوقها والله انا بعطيك الانسب لأننا حسيت من تجربتي الخاصة
في حضرموت ان السلطة المحلية عندما تكون هي القريبة للمواطنين وعندما
تعطي لها صلاحيات ولو حتى بسيطة نحن الان نشتغل يعني بموارد بسيطة جداً
لكن هذه الموارد بحكم انه عندنا السلطة الواسعة بنتصرف بها يعني تتيح لها
مثلاً بنقول مدرسة يعني هذه المدرسة 12 دور جاهزة ومليسة وكل شيء باقي
لها الطوق والابواب اول ما تقدر تشيل 10 مليون من البنك وتملها لبنك ثاني
في ظل المركزية تكون لديك القدرة فالان انت محافظة تقدر تتصرف تنقل هذا
لهناك فبالتالي يحسوا الناس في عمل وفي نتيجة..

فما هو الانسب مثلما تقول أنت الأنسب أن الناس كلهم يجمعوا على طريقة
موحدة سواء كانت مجموعة أقاليم أو كونفدرالية أو خيارات أخرى يتفقوا
عليها، يجب أن نكون واضحين كذلك مع انفسنا العالم الخارجي لهم تأثير
كبير كذلك بسبب الحرب هذه، والضغوطات خارجية والأقاليم لها تأثير على
الوضع ، وهذا رأيي والمستقبل إن شاء الله سيكون طيب.

 

* عدن للأسف الشديد شهدت حال من الصراع السياسية والعسكرية والأمنية..
برأيك لماذا حدث هذا الصراع في عدن كرأي شخصي مثلاً؟

- الصراع في عدن له عدة مبررات، انا زرت عدن بعد تحريرها ب 7 ايام مباشرة
من الرياض خرجت مع رئيس الوزراء ومع اشخاص اخرين زرت عدن التأخر في اتخاذ
الاجراءات السريعة لعودة هيبة الدولة ومأساة عودتها اعطى فرصة بانه لعدم
استقرار امني، وبالتالي هذا الانفلات الذي استمر لفترة ما ، إضافة إلى
ذلك أن هناك نزاعات ظهرت للأسف غير مقبولة وفي ظل هذه الظروف ظهرت نزاعات
محلية كان لابد التحكم فيها بسرعة، وأعتقد أن الآن الأمل كبير في ظل
اتفاقية الرياض بين الحكومة والانتقالي، وأعتقد أن فخامة الرئيس عنده
تجربة كبيرة في معالجة قضايا مثل هذه وعنده نفس كبير، ايضاً الانتقالي
ايضاً يجب ان يكون عنده نفس النفس، يجب علينا جميعاً أن نغلب المصلحة
العامة ونجعلها فوق أي تفكير مصلحي معين سواء مناطقي أو غيره، وبالتالي
سيكون الحال سليما، نحن الآن بحاجة إلى إعادة عمل المؤسسات هذا أهم شيء
وإعادة المؤسسات الامنية والقضائية والعمل في كل الامور وبالتالي سنسير
في الطريق الصحيح، وأملنا كبير باتفاق الرياض.

 

* سياسياً، لاحظت أن كل الأطراف السياسية وكل الأحزاب وكل القوى موجودة
في حضرموت بعكس المحافظات الأخرى.. كيف تعاملتم مع ملف الصراع السياسي
بين الأطراف المختلفة وكيف ضمنتم حالة المشاركة هذه.. وكيف تعاطيتم بعد
الحرب وبعد التحرير؟

- أي قائد موجود في أي موقع يجب أن يكون مسؤولا للجميع، أما إذا انحاز
لطرف معين فلن يحظى بثقة واحترام الاخرين، فالقائد الحقيقي هو من يكون
مسؤولا للجميع حتى ولو اختلفت بعض الأطراف معه في الرأي، ولذلك نحن هنا
عملنا قدر الإمكان أن نكون للجميع من بداية العمليات ما قلنا هذا المكون
فلاني ممنوع ولا هذا فلاني خصم، القوى السياسية والقوى الاجتماعية ،
فكان بعض الأحيان يأتي أناس إلى عندي ويتكلمون كلام حاد فأقعد معهم بحوار
طويل.

 

* ماذا كانت طلباتهم؟

- طلباتهم مثلاً على سبيل المثال نريدك أن تتصرف بهذا الطريق سياسات حادة
يعني، فأنا سأقول لك أنا ما عندي لين مطلق ولا عندي شدة مطلقة، أنا أعمل
بهذا المبدأ كقائد.. وعندنا الكل يشارك ونستقبل كل من عنده قضية، ونجلس
مع كل الأحزاب ومع أعضاء مجلس النواب من وقت لآخر وعندي اجتماعات دورية
منتظمة مع الحضارم وعندي اتفاق معهم، على حسب الظروف المحلية .. أيضاً
القوى السياسية الأخرى .

 

* هناك محافظات جنوبية عانت من سياسة التنمر والتفرقة والاعتداءات من
أبناء المحافظات الأخرى.. هل هذا موجود في حضرموت وفي المكلا تحديداً؟

- لا أبداً.. وبإمكانك النزول وتلتقي بالمواطنين وتتأكد من ذلك.. عندنا
مواطنون من مختلف المحافظات والدخول طبيعي ولا في أي عقدة، وعندنا
مستشفيات بإمكانك تزورها وعندنا مركز قلب ممتاز ومن أفضل مراكز القلب في
اليمن وكل الناس تتعالج فيه وفي جميع المستشفيات، من تعز ومن صنعاء وحجة
ومأرب وعدن والضالع وأبين وشبوة وبأعداد كبيرة ويمارسون عملهم وحياتهم،
والآن هناك أناس كثير في حضرموت بحكم الأمن الذي بات موجودا جاؤوا من
محافظات أخرى مع عائلاتهم وحلوا في كل مدن حضرموت تقريبا.

* وبالنسبة للشأن الحضرمي فأنا كصحفي من خلال زيارتي للمكلا تلقيت الكثير
من الرسائل من ناس من وادي حضرموت يسألون أو يشكون ربما من تقصير السلطة
المحلية ويقولون أن السلطة تهتم أكثر أو تعزز حضورها بشكل أكبر في
الساحل.. فهل هناك قصور فعلا في الوادي؟

- فعلا في قصور، أنا باكون معك صريح، فمازال هناك عناصر من القاعدة في
بعض مناطق الوادي وفي بعض المواقع يصعب علينا هناك الحركة بحرية بسبب
الظروف الامنية لذلك يعني أنا أخرج إلى هناك كل 6 أشهر أو كل سنة أو أقل
وكل ما دعت الضرورة أذهب الى هناك لكن هناك دواعي أمنية احياناً تضيق
حريتي لهذا السبب، أما التعامل فنتعامل كلنا وأعتقد احياناً يكون الناس
ما بتقدر100% سواء كان في الوادي وداخل الوادي أو في الصحراء، قبل فترة
جاء إلى عندي مدراء عموم الصحراء وقبائل الصحراء وقالوا نحن الاهتمام بنا
ضعيف، قلت تمام تعالوا نقعد ونشوف، وشفنا الاهتمام طبيعي..

حضرموت يا أخي كبيرة وشاسعة والموارد بسيطة جداً، فهذا المبلغ البسيط
الذي نحصل عليه لا نقدر نوزعه على كامل حضرموت ، فلذلك نحن نحاول نحدث
تنمية في هذا المكان ثم ننقل التنمية إلى مكان ثاني وهكذا، المبلغ الحصه
الذي نستلمه قررنا أن يكون مناصفة الـ 20% بين ساحل ووادي حضرموت.

* حصل في شبوة قبل أشهر صراع سياسي غيّر الخارطة بشكل كبير وانعكس هذا
على وضعكم في حضرموت هذه أول نقطة.. والنقطة الأخرى تعالت بعض الدعوات
أنه لماذا لم تشارك حضرموت في هذا الصراع.. سياسة النأي بالنفس الذي
اتخذتها حضرموت وكانت ناجحة حدثنا عنها؟

- شوف ما في موقع في اليمن خاصة في المحافظات المتقاربة من بعضها البعض
وتحصل مشكلة إلا ويتأثر الجيران هذا الشيء واقع، لاحظ أن حضرموت تأثر على
مأرب وعلى المهرة وعلى شبوة وعلى كل المدن، ولذلك لما حصل هذا الحادث
بدون شك كنا قلقين ومنزعجين ولن نريد هذا الشيء، أما قد حدث فنقول يا
جماعة هل حضرموت بحاجة تدخل مع طرف معين أو مع طرف ثاني ما هو الأنسب،
جرى هنا حديث مع القيادة بشكل عام وأنا كنت ملحا على هذا الموضوع مثلما
قلت أنت سياسة النأي بالنفس ليس معناه نكون بالرأي سلبيين، الانتقالي له
احترام داخل مجموعة بين السكان، لذا يجب أن يُحترم والسلطة الشرعية يجب
أن تُحترم، ولا احد يتطاول على الثاني، وسأقولها صراحة واجهنا ضغوطات
كبيرة على أساس أننا لابد ننحاز لطرف معين، ولكن الحمد لله كان التوفيق
من الله سبحانه وتعالى على الثبات، وبالأخير اكتشفوا واعترفوا أمامي أن
هذا الطريقة الصحيحة، وقالوا شكراً يا بحسني على هذا التصرف.. الحمد لله
حافظنا على هذه القوة وعلى الأمن وعلى الاستقرار.