الأربعاء - 15 يناير 2020 - 10:23 ص بتوقيت عدن
القسم السياسي بـ(عدن الغد):
- تقلباته وتنقلاته الحزبية.. خدمته أم أضرت به؟- اختلاف تجاربه.. هل كانت سبباً في جعله سياسياً محنكاً؟- لماذا تخلى عن (الاشتراكي) والتحق بـ(المؤتمر)؟- أدار الحكومة في ظروفٍ لم تساعده.. فلماذا أقيل ولماذا أعاده الرئيس هادي؟- كيف استطاع تحريك عجلات اتفاق الرياض المتعثرة؟- تعيينه ممثلاً عن الحكومة.. هل كان سبباً للتوصل إلى مصفوفة الانسحابات؟بن دغر.. رجل دولة محنك أم سياسيٌ حسب الطلب؟القسم السياسي بـ(عدن الغد):لم تُثِر شخصيةٌ سياسيةٌ يمنية الجدل أكثر من شخصية رئيس الوزراء اليمنيالسابق الدكتور أحمد عبيد بن دغر.ومكمن الإثارة في شخصية بن دغر تتجسد في خبراته السياسية المختلفة،و"تنقلاته"- إن جاز التعبير- بين الأحزاب اليمنية، ومواقفه المتعددة التيتصل إلى حد التناقض أحيانًا.وربما قد تكون تلك المسيرة المليئة بالتناقضات هي ما جعلت التوجس، وربما"التشكيك" في خيارات الرجل ومواقفه هو المسيطر عند الحديث عنه أو تقييممسيرته.حتى ان البعض يذهب في التشكيك بنزاهته، واتهامه بالفساد والتجاوزاتالمالية خلال توليه الكثير من المسئوليات الرسمية والعامة، والتي كانآخرها رئيس الحكومة اليمنية، التي غادرها بإقالةٍ وإحالةٍ إلى التحقيق.غير أن ما لا يختلف عليه اثنان هو أن الدكتور أحمد عبيد بن دغر "رجلدولة" من طراز رفيع، وأثبت ذلك في مجمل المحطات والمهام التي شغلهاويشغلها حاليا، وهذا هو رأي معارضيه ورافضيه قبل مواليه وأنصاره.بل إن أغلب المصادر والمراجع التي تتناول ترجمات وسير الساسة اليمنيينتصف بن دغر بأنه "سياسي يمني محنك"، حتى وإن تلوثت سمعته أحيانًابتجاوزات مالية واتهامات تبقى في طور الاتهام الذي يحتاج إثباته إلىإدانة جلية وواضحة.ولعل أبرز ما يثير الجدل حول الرجل هو تنقلاته بين الأحزاب اليمنيةوالمواقف المتضادة، حتى وصفه البعض بأنه "سياسي حسب الطلب"، حيث كان منقيادات الحزب الاشتراكي، ثم أصبح من رموز حزب المؤتمر الشعبي العام،وانضم إلى المسؤولين الذين انشقوا على نظام الرئيس السابق علي عبداللهصالح ودعموا "عاصفة الحزم" لاستعادة الشرعية في اليمن، وعُين بقرارجمهوري رئيساً للحكومة، قبل أن تتم إقالته، ويعين مستشارًا لرئيسالجمهورية بعد أقل من عامٍ على إقالته.C.Vوُلد أحمد بن عبيد بن دغر عام 1952 في قرية (موشج)، مديرية شبام، بمحافظةحضرموت جنوب شرقي اليمن.وتلقى مراحل تعليمه الأولى في المدارس الحكومية بحضرموت، وعندما أنهىالثانوية عام 1976 انتقل إلى مدينة عدن حيث دخل كلية التربية في جامعتهافنال منها درجة البكالوريوس عام 1983.وتولى بن دغر عدة مسؤوليات حزبية ونقابية ومناصب تشريعية وتنفيذية فيجنوب اليمن، فقد عمل عام 1973 في القطاع الزراعي ونشط في الحركةالتعاونية حتى صار في 1976 رئيساً لاتحاد الفلاحين في الشطر الجنوبي مناليمن.وفي 1986 انتخب عضواً في مجلس الشعب الأعلى عن دائرة شبام، وعضواً فيهيئة رئاسة المجلس.وغادر البلاد- في مرحلة لاحقة- إلى مصر للدراسة في معهد البحوث والدراساتالعربية بالقاهرة، حيث حصل على الماجستير في تخصص التاريخ عام 2000،والدكتوراه في نفس التخصص بمرتبة الشرف الأولى عام 2004.يعتبر بن دغر من أبرز القيادات اليسارية في اليمن الجنوبي سابقاً، وبعدالوحدة اليمنية انتخب عضواً في مجلس النواب عن الحزب الاشتراكي اليمني،وعقب حرب صيف 1994 غادر إلى المنفى، وبعد عودته 2005 التحق العام التاليبحزب المؤتمر الشعبي العام الذي حكم البلاد تحت قيادة الرئيس السابقصالح.وبعد الثورة الشبابية عام 2011؛ تولى بن دغر عدة مناصب حكومية بدءًابوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، مروراً بنائب رئيس وزراء حكومةالوفاق برئاسة باسندوة أواخر 2011، ومستشارًا في رئاسة الجمهورية،وانتهاءً بتعيينه رئيساً للحكومة اليمنية في 2016.التجربة الحزبية والسياسيةالمتتبع لمسيرة الدكتور بن دغر سيكتشف أن بصمات الرجل موجودة في مختلفالمهام والمناصب التي تقلدها، خلال مسيرته الحزبية والسياسية.حيث يصف متتبعون لسيرة بن دغر بأن دوره كان "مؤثرًا" شعبيًا وجماهيريًا،بعد بروزه كزعيم نقابي للفلاحين في مديرية شبام بحضرموت، خلال سبعينياتوثمانينيات القرن الماضي، أهلته ليصبح عضوًا حزبياً في مجلس النواباليمني عقب تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990.ويؤكد مقربون من بن دغر أن تجربته النقابية والعُمالية مع الفلاحين فيشبام حضرموت ساهمت في صقل مواهبه السياسية، وصنعت شخصيته القيادية، ودفعتبه نحو تجارب أكبر وأكثر عمقًا وتأثيرًا.من الاشتراكي إلى المؤتمروحين عاد إلى الوطن عام 2006 قطع الصلة بحزبه السابق (الحزب الاشتراكي)وقرر الانضمام إلى حزب المؤتمر الشعبي الحاكم آنذاك.ولم تمر قضية تغيير "الجلد السياسي" لابن دغر مرور الكرام، لدى كثير منالمحللين والمتابعين، فمنهم من قال إنها طبيعة حتمية بعد تراجع مكانةالحزب الاشتراكي، وتحول المؤتمر الشعبي إلى الحزب الأول والحاكم فيالبلاد، ومنهم من وصف الفعل بأنه بعيد عن الوفاء لتنظيم ساهم في تطويروصقل المهارات السياسية لابن دغر.وبغض النظر عن الاختلافات في وجهات المحللين، استطاع بن دغر فرض نفسهداخل المؤتمر الشعبي العام، وتدرج في مناصبه المتوسطة ثم العليا، فترأسدائرة المنظمات الجماهيرية، ثم أصبح أميناً عاماً مساعداً لقطاع الثقافةوالإعلام، وعُين لاحقاً نائباً أول لرئيس الحزب، علي عبدالله صالح.محطات مصيريةخلال العقد الماضي، لم يغب بن دغر عن أهم الأحداث والمحطات المصيرية التيشهدتها اليمن، فكان في قلب الوقائع التي عصفت في البلاد.فبعد اندلاع الثورة الشعبية اليمنية كان بن دغر أحد الموقعين علىالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لحل الأزمة 2011، ثم صار أحد أعضاءمؤتمر الحوار الوطني عام 2013، وشغل منصب وزير الاتصالات وتقنيةالمعلومات في حكومة الوفاق الوطني المشكلة يوم 7 ديسمبر 2011، وكل ذلكممثلاً عن المؤتمر الشعبي العام.وفي 11 يونيو 2014 صدر قرار جمهوري بتعيينه نائبا لرئيس الوزراء في حكومةمحمد سالم باسندوة إضافة إلى توليه منصب وزير الاتصالات وتقنيةالمعلومات.الانشقاق عن المؤتمروإثر انشقاقه عن حزب المؤتمر وخروجه من البلاد يوم 3 أبريل 2015 عبرسلطنة عُمان؛ استقر بن دغر في السعودية مشكلاً جناحاً معارضاً للرئيسالسابق (صالح) داخل حزب المؤتمر.وانضم إلى القوى المؤيدة للشرعية اليمنية برئاسة عبدربه منصور هادي، كماأيد- مع عدة شخصيات قيادية انشقت عن صالح- عملية عاصفة الحزم التي نفذهاالتحالف العربي ضد الحوثيين.وفي 17 مايو 2015 صرح بن دغر- بوصفه النائب الأول لرئيس حزب المؤتمرالشعبي العام- بأن ثمة مجموعات قيادية في الحزب بدأت ترى أنه لم يعدمناسبا استمرار الرئيس السابق (صالح) في رئاسة الحزب.. داعيًا إلى عقدالمؤتمر العام للحزب وانتخاب قيادة جديدة عندما تتهيأ الظروف المناسبةلذلك.كما طالب الحوثيين بالاعتراف بالشرعية الدستورية والالتزام الصريحبقرارات مجلس الأمن بشأن اليمن، حرصا على وحدة البلاد وأمنها واستقرارها.توليه رئاسة الحكومةأهلت بن دغر خبرته السياسية في فهم وإدارة الشأن اليمني لأن يُتداول اسمهمرات عديدة كأحد المؤهلين لتشكيل وقيادة الحكومة اليمنية، خاصة بعد أنعُين في أغسطس 2015 نائباً لرئيس الوزراء ومستشارًا سياسياً لرئيسالجمهورية.وفي يوم 3 أبريل 2016 أصدر رئيس الجمهورية قراره (رقم 49 لسنة 2016)بتولي بن دغر رئاسة الحكومة خلفاً لخالد محفوظ بحاح.وبرر القرار هذا التعيين بأنه جاء "نتيجة للإخفاق الذي رافق أداء الحكومةخلال الفترة الماضية في المجالات الاقتصادية والخدمية والأمنية، وتعثرالأداء الحكومي في تخفيف معاناة أبناء شعبنا وحلحلة مشكلاته وتوفيراحتياجاته، وخصوصاً دمج المقاومة وعلاج الجرحى ورعاية الشهداء، ولعدمتوفر الإدارة الحكومية الرشيدة للدعم اللا محدود الذي قدمه الأشقاء فيالتحالف العربي، ولتحقيق ما يصبو إليه شعبنا من استعادة الدولة واستبابالأمن والاستقرار.وللسخرية والمفارقة العجيبة، أن تلك الأسباب التي أدت إلى إقالة حكومة بندغر، لم تختلف كثيرًا عن أسباب إقالة بن دغر من رئاسة الحكومة والتي تمتبعد نحو عامين ونصف.رئاسته للحكومة.. في الميزانوترافق تولي بن دغر لمهمة تسيير شئون الحكومة اليمنية مع الكثير منالاضطرابات السياسية والعسكرية والأمنية، وكانت عدن في تلك الفترة عبارةعن "صفيح ساخن" من عدم الاستقرار، حيث انتشرت الاغتيالات التي استهدفتأئمة مساجد ودعاة، وضباط أمن ومخابرات.كما تزامن عهد بن دغر في الحكومة مع حملات أمنية ضد أوكار التنظيماتالإرهابية، مما جعل من الحياة في عدن غير آمنة، في ظل تعدد التشكيلاتالمسلحة وانتشارها في المدينة.وهي أوضاع من الصعب أن تسمح لأي رئيس حكومة بالعمل بأريحية في ظل غيابالاستقرار الأمني، كما أن تلك الظروف الأمنية المضطربة جعلت من الأمنأولوية قصوى، جاءت على حساب القطاع الخدمي والتنموي الذي تأثر تأثرًامباشرًا.حتى أن بعضًا من التشكيلات الأمنية المسيطرة على بعض المعسكرات والتيتأتمر بأمر كيانات سياسية معينة لم تكن خاضعة للحكومة، ولم تكن تتلقىمنها أية أوامر، وهو ما أدى إلى منع بن دغر نفسه ومنع حكومته من إقامةأية فعاليات رسمية، أو تدشين المشاريع أو الخدمات، أو حتى تخرج الدفعاتالعسكرية والأمنية.حتى ذهب مراقبون إلى القول إن عهد بن دغر كان من أكثر عهود الحكوماتاضطرابًا، حيث لم تساعد الظروف الأمنية والاجتماعية، التي كانت سائدة فيعدن آنذاك، الحكومة من تقديم أي عملٍ ملموس، رغم جهودها الدؤوبة.يناير 2018 واتهامات الفساداستمر الوضع كما هو، حتى بلغ أوجه في 28 يناير 2018، بعد تصعيد من قبلأطراف سياسية، بدأتها باتهامات إعلامية للحكومة ورئيسها بن دغر بالفساد،وعدم توفير الخدمات الأساسية.ووصل الأمر إلى عقد اجتماعات عسكرية، والتهديد بطرد حكومة بن دغر من عدن،عبر استخدام قوات موالية لكيانات سياسية جنوبية، ومدعومة من أطرافإقليمية.وشهدت عدن مواجهات مسلحة عنيفة وبالأسلحة الثقيلة فجر 28 يناير 2018، كانهدفها طرد الحكومة، ولم يفلح سوى التدخل السعودي في إنهاء المواجهات.غير أن التصعيد لم يقف عند هذا الحد، واستمرت مهاجمة الحكومة ورئيسهابالفساد، وعدم تقديم حلول ناجعة في توفير الخدمات، أو تقديم معالجاتلمعاناة الجرحى وأسر الشهداء.أسباب الإقالةحتى جاءت أحداث الأعاصير والعواصف المدارية التي ضربت محافظات شرق اليمنوجزيرة سقطرى، وأدت إلى كوارث إنسانية، وبناءً عليها وعلى ما سبق مناتهامات تمت إقالة بن دغر أواخر 2018، وإحالته إلى التحقيق، ربما تحتضغوط سياسية معينة.واللافت أن ذات أسباب إقالة حكومة بن دغر التي أصدرها الرئيس هادي كانتهي ذاتها التي بسببها أُقيلت حكومة خالد بحاح من قبل، كما أن الإقالةأبقت على وزراء الحكومة واكتفت بإقالة شخص بن دغر.وبحسب وكالة الأنباء الرسمية فإن قرار الرئيس هادي إقالة بن دغر يعود إلى"الإهمال الذي رافق أداء الحكومة خلال الفترة الماضية في المجالاتالاقتصادية والخدمية، وتعثر أداء الحكومة في تخفيف معاناة الشعب اليمنيفي سبيل حل المشاكل التي تواجهه وتوفير احتياجاته، وانهيار العملةالمحلية وفشل الحكومة في التعامل مع الحالة الاقتصادية المتدهورة للبلاد،وفشل الحكومة في اتخاذ إجراءات فعلية لمواجهة كارثة إعصار (لبان) الذيأصاب محافظة المهرة جنوبي البلاد".لماذا خرج بهذه الطريقة؟رغم التوقعات حينها بإقالة بن دغر من رأس الحكومة اليمنية، إلا أن مسألةالإحالة إلى التحقيق كانت مفاجئة لكثير من المتابعين!.ذلك أنها السابقة الأولى بحق رئيس حكومة يمني تتم إقالته، أن يُحال إلىالتحقيق، في إجراء لم تشهده أروقة السياسة اليمنية.وفي الحقيقة فإن المسألة كانت مستغربة ومفاجئة حتى اليوم، ولم تتوقف أوتقتصر على توقيت الإقالة، بالتحقيق المزعوم لم يتم إلى اليوم أصلاً، ولميشهد اليمنيون أو يسمعوا أن هناك تحقيقًا أجري بحق بن دغر.غير أن التفسير الوحيد الذي يمكن أن يُرجحه المحللون في هذه القضية هو أنالرئيس هادي تعرض لضغوطات من قبل بعض الأطراف السياسية وربما الإقليمية؛لإقالة بن دغر.كما يذهب آخرون إلى القول إن الرئيس هادي أراد أن يمتص رفض القوىالسياسية- تحديدًا تلك المتواجدة في محافظات جنوب اليمن- "ويسكتها"، إنجاز التعبير- بعملية الإقالة والإحالة إلى التحقيق الذي لم يتم أصلاً.وهذا لعله هو ما يُفسر هذا الخروج وبهذه الطريقة للدكتور أحمد بن دغر منالمشهد السياسي.وشاياتيتحدث أكثر من مراقب وإعلامي عبر تغريدات ومنشورات على مواقع التواصلالاجتماعي، رصدتها (عدن الغد) عن وجود ما أسموها "وشايات" من قبل مقربينللرئيس هادي، طالت بن دغر والتشكيك بقدراته.وذكر الصحفي أنيس منصور، والإعلامي في رئاسة الجمهورية مختار الرحبي،وغير واحد من الصحفيين، أن ثمة أطرافا لا تحبذ استمرار بن دغر في منصبهكرئيس للحكومة، قامت "بالوشاية" لدى الرئيس هادي، الأمر الذي تسبب بإقالةالرجل.وتضيف تغريدات ومنشورات الصحفيين أن الرئيس هادي سرعان ما أدرك حقيقة تلك"الوشايات"، وعمل لاحقًا على تلافي نتائجها التي تسببت بإقالة بن دغر،وسارع إلى إعادة تعيينه مستشارًا له، بعد أقل من عامٍ على إقالته.وهو التعيين الذي أثار حفيظة الكثيرين؛ إذ كيف يعين هادي رجلاً محالاًالى التحقيق في منصب مستشار للرئيس؟!.لماذا الاستغناء عنه في ذلك التوقيت؟آخرون فسروا استغناء رئيس الجمهورية عن خدمات بن دغر في أواخر 2018، وهوتوقيت كان فيه الرئيس هادي والحكومة في محنة سياسية وعسكرية خلال مواجهاتمع المناوئين لها في محافظات جنوب اليمن.. معللين ذلك بالرغبة في تهدئةالأوضاع داخل عدن والمحافظات الجنوبية، ونزع أسباب وفتيل أي توتر قد يقودإلى مشاكل أو مواجهات مسلحة.في المقابل يرى متابعون أن إقالة بن دغر من رئاسة الحكومة في حينه يعد"استسلامًا" لمطالب المعارضين، ويُظهر الحكومة بمظهر الضعيف والمستضعفأمام مناوئيها.كما يربط أصحاب هذا الرأي بتحول المسئولية من القوات الإماراتية في عدن،إلى القوات السعودية، باعتبار أن خليفة بن دغر الدكتور معين عبدالملك هوأحد رجالات المملكة في اليمن، فكان لا بد من الإقالة.كيف عاد؟في أواخر أكتوبر 2019 تفاجأ اليمنيون بعودة الدكتور أحمد عبيد بن دغر إلىالمشهد السياسي من جديد، بعد تعيينه بقرار من الرئيس هادي مستشارًا له،بعد أقل من عام على إقالته من رئاسة الحكومة.وهو القرار الذي اعتبره كثيرون مراجعة لخطأ الإقالة، وربما تأكيد لما ذهبإليه إعلاميون من أن قرار الإقالة كان بسبب "وشاية" معارضين للرجل.ويبدو أن عودة بن دغر إلى المشهد مجددًا كانت نتيجة تطورات الأوضاع، التيتسارعت مؤخرًا؛ خاصةً بعد مواجهات وأحداث أغسطس الماضي.وهي التطورات التي استبعدت الكثير من رجالات هادي "الأقوياء" وتركتالرئيس مكشوفًا، ولهذا يبدو أنه استعان ببن دغر لإعادة التوازن إلى جبهةالشرعية، التي بدت رخوة بعد التضييق على "صقورها".كما اعتبر مراقبون أن قرار إعادة بن دغر هو إنصاف الرجل من اتهاماتالفساد التي طالته قبيل إقالته.رجل اتفاق الرياضالأسابيع الماضية شاهدنا توجه الحكومة الشرعية إلى تعيين مفوض لها مسئولوممثل عنها لمراقبة وتنسيق تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين الحكومةوالانتقالي.لم يكن ذلك المفوض سوى الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وبالفعل شهد اتفاقالرياض بعد تعيين بن دغر تقدمًا ملحوظًا لم يكن كما قبله.بل إن طرف الانتقالي في الفريق المشترك لتنفيذ الاتفاق كان قد أعلن، قبيلتعيين بن دغر مفوضًا للحكومة، عن تعليق عمل ممثلي الانتقالي في مختلفاللجان المشتركة.ولا يمكن فصل ما حققه اتفاق الرياض على مستوى تبادل الأسرى والانتشارالعسكري في شبوة وأبين ومعاشيق، عن تواجد بن دغر في المشهد السياسي منجديد.ويذهب محللون إلى اعتباره أنه هو "مهندس مصفوفة الانسحابات العسكرية"،وإذا صدق ذلك فإن بن دغر يعتبر "رجل اتفاق الرياض"، كونه كان فاعلاً فيتحريك عجلاته المتعثرة.وهنا فقط.. يمكننا معرفة لماذا أعاده الرئيس هادي إلى المشهد مجددًا، كونبن دغر رجل دولة وسياسيا ضليعا، بغض النظر عن كل ما قيل عنه أو اتهم بهفي ملفات فساد لم تُثبت بعد، وبصرف النظر عن تعدد انتماءاته للأحزابوالمواقف السياسية والتي تسببت بوصفه بأنه "سياسي حسب الطلب".