آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-01:05م

ملفات وتحقيقات


كيف ضاعف انقطاع الانترنت من أزمات اليمنين وتسبب في تعطيل سير حياتهم اليومية؟

الإثنين - 13 يناير 2020 - 02:45 ص بتوقيت عدن

كيف ضاعف انقطاع الانترنت من أزمات اليمنين وتسبب في تعطيل سير حياتهم اليومية؟
خريطة توضح مسار الكيبل الذي يمد الانترنت في اليمن.

خاص/ عدن الغد

استطلاع :عبد اللطيف سالمين.

ازمة جديدة تضاف للازمات الكثيرة التي يعاني منها اليمنيين في الاعوام الاخيرة. وحين كان الجميع يستبشر مع مطلع العام الحالي ان ياتي العقد الجديد ببشائر الخير وتحسن الاوضاع اتت ازمة جديدة لتثقل كاهل اليمنين وتضاعف من معاناتهم.

مع ازمة ضعف وانقطاع الانترنت وخروج أكثر من 80% من سعات الإنترنت الدولية جراء انقطاع كيبل خارج اليمن بحسب رواية شبكة تيليمن التي يعتمد عليها اليمنيون بشكل عام للحصول على الانترنت.

وبات اليمنيون شأنهم شأن جميع سكان العالم  لا يمكنهم تصور انقطاع الإنترنت يدركون مدى تغلغل الإنترنت في كل جوانب حياتهم تقريبا
كون الإنترنت بات جزء لا يتجزأ من تفاصيل حيات اليمنين  اليومية ولايمكن الإستغناء عنها بأي صورة من الصور سواء علي الصعيد الشخصي أو المهني.

عدن الغد قامت برصد اراء العديد من الشباب اليمني وللقرب من موجة الغضب الهائلة التي تكتسحهم والاستياء الكبير وتباين مشاعرهم مابين خوف من ضياع فرص عملهم ويأس من تحسن خدمة الانترنت وعودتها وتعطل اعمال وحياة  الكثير بسبب توقف الانترنت وتعطل اعمال شركات الصرافة التي يحتاج اليها شريحة واسعه من المواطنين لاستلام مرتباتهم اضافة الى صحاب شبكات بث النت المحلية.. نتعرف على كل ذلك و اكثر  في التقرير التالي.

- انقطاع الحوالات المصرفية بين اليمنين

واكد سكان محليون في صنعاء حرمانهم من خدمة الإنترنت  بشكل لليوم الرابع على التوالي واشتكى مستخدمون اخرون في مناطق مختلفة في اليمن من رداءة وتوقف خدمة الإنترنت الأرضي للحد الذي باتت فيه تطبيقات المراسلة الفورية لا تعمل، متهمين جماعة  الحوثي المسيطرة على المزود الوحيد لخدمة الإنترنت بالوقوف خلف الانقطاع.

وادى انقطاع النت لتفاقم أزمة المواطنيين اليمنيين لتسببه في توقف القطاع المصرفي وكافة المعاملات التجارية اضافة الى شل حركة العمل داخل غالبية الخدمات الحكومية وبالتحديد القطاع المصرفي الذي يتم من خلاله إرسال واستقبال الحوالات البريدية التي كان يعيش عليها الكثيرون والذي يتم ايضا من خلاله صرف رواتب العديد من المواطنين .

- تعطيل العمل المباشر عبر الانترنت.

وبالرغم من معاناة اليمنيين الاعتيادية في ضعف الانترنت بشكل عام مقارنة بمن في البلدان الاخرى التي يتوفر فيها الانترنت بسرعة هائلة مقارنة بما هو عليه في اليمن  الا انهم لم يدعوا ذلك ان يقف في طريقهم واستمروا في عملهم لتاتي هذه الازمة في الايام الاخيرة وتعصف بهم دون اكثرات من المسؤولين الاساسيين لتوفير خدمة الانترنت في اليمن ليظل المواطنين تحت رحمة من لا رحمة لهم.

وفي وضع اقتصادي متردي تعاني منه البلاد وانعدام فرص العمل وانتشار البطاله بين اوساط الشباب الجامعيين لجأ العديد منهم للعمل الحر المباشر عبر فضاء الانترنت الواسع الذي ساهم في توفير فرص عديدة لهؤلاء الشباب اللذين تعطلت اعمالهم التي تعتمد على الانترنت، الاعمال الذي يقدم فيها اي تساهل من قبال ارباب العمل لمن لايباشر في عمله حتى وان كان السبب شعف الانترنت وانقطاعه لان اساس العمل يقوم على توفر شبكة الانترنت.

وتحدتث لعدن الغد صحفية من عدن عن لضرر الذي لحق بها واسرتها جراء انقطاع الانترنت كونها عملها يعتمد على توفر خدمة الانترنت.

وقالت : "انا محررة في احد المواقع الاخبارية العربية عبر الانترنت. طبيعية عملي تقتضي استخدامي الرئيس للانترنت. منذ اختفائه المفاجئ في الاربعة الايام الماضية،  لم اعد امتلك القدرة على العمل وهو ما تسبب لي بمشاكل كثيرة.

واضافت : اخاف  ان يدوم الانقطاع اكثر ووقتها من الممكن ان اخسر عملي ، وحياتي وحياة استرتي تعتمد بصورة كبيرة على هذا الاعمل يلي يعد الدخل الاساسي لنا. 

واختتمت حديثها: رغم انني اعمل في نطاق خارج نطاق بلادنا بس حتى هذا الشيء ما نفع واستمرت هذه البلاد تأثر علينا وتكدر عيشتنا.

صعوبة في تواصل اليمنين فيما بينهم.

ومنذ الخميس الماضي عانى اليمنيون صعوبة شديدة للتواصل في ما بينهم بعد التوقفً شبه الكامل لخدمة الإنترنت الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي وهو ما تسبب ايضا في توقف كافة المعاملات الرسمية والتجارية والتواصلات الشخصية بين الأفراد، وخسائر تقدر بالملايين.

تضرر الطلاب من الناحية التعليمية والنفسية.

واشتكى الطلاب من الضرر الذي الحق بهم  بسبب الانقطاع عن الإنترنت الذي منعهم من إكمال واجباتهم في المواد الأخرى، ودمر حياتهم الاجتماعية، وجعل أصدقاءهم وأهلهم يشعرون بالقلق عليهم كون شريحة كبيرة منهم يدرسون في محافظات اخرى بعيدين عن مدينتهم والبعض الاخر يدرس بعض المساقات الدولية مباشرة عبر الانترنت وانقطاعه يحول بينهم وبين استمرار تادية دراستهم تلك.

وتسائل احد الطلبة  عن سبب احتكار الانترنت
من مزود الخدمة في اليمن الذي يحدد السعة والاسعار التي يريدها كونهم من يقدمون الخدمة وحدهم دون منافس.

واضاف: لماذا لا يكون في بلادنا أربع شركات اتصالات وانتر نت تنافسية تقدم خدمات ومزايا للمواطنين حتى لا يكونوا تحت رحمة شركة واحدة.؟!

متاملا ان يتم مستقبلا  تقديم خدمة نت من قبل شركات عالمية عابرة للحدود تسقط عن جميع الدول القدرة على التحكم والاحتكار ولجميع عموم اليمن وليس مثلما يحدث في عدن الذي يتواجد فيها مزود للنت اخر ولكنه يحتكر هو ايضا الانترنت عبر مودمات وشريحة لا يتم بيعها الا في السوق السوداء.

مفاجاة في السبب الحقيقي لازمة الانترنت؟

وبينما كان قد صرح مسبقا لعدن الغد مدير الاتصالات في عدن ان سبب ازمة الانترنت كما وصله من الجهات المعنية في صنعاء يعود لعطل في كابل الانترنت من خليج السويس .

ولكن مصادر عدة وخبرء اكدوا عدم صحة هذه المزاعم كون غالبية الدول التي ترتبط بالانترنت من نفس المصدر لم تتاثر وايضا لصعوبة عطل الكايبل الذي يمكن مكانه تحت اعماق البحر ومحمي بطبقات عدة تحول دون تاثرة بشيء.

واكد الخبراء ان الكابل البحري والموضح في الخريطة لم يمسه اي ضرر كما ان لشركة المالكة للكابل البحري والذي طوله أكثر من عشرة آلاف كيلو متر لم تعلن عن أي أضرار في الكابل، مشيرين الى ان خبر مهم مثل هذا تتم تغطية أخباره في عشرات المنصات الإعلامية العالمية ولكن لم يتحدث أحد عنه سوى في اليمن.

وقالوا ان الحقيقة أن السبب يعود لان شركة الإتصالات في اليمن لم تلتزم بالاتفاقات الدولية ولم تسدد ماعليها من التزامات مالية مقابل خدمة الأنترنت منذ ستة شهور.
وتوقع الخبراء استمرار المشكلة لمدة طويلة مع احتمالية فصل الخدمة عن اليمن بشكل كامل وليس فقط تخفيضها اذا لم يتم تسديد الالتزامات الدولية.