آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:01م

أخبار وتقارير


ابين وشبوة .. عودة إلى زمن الجمهورية اليمنية

السبت - 11 يناير 2020 - 05:46 م بتوقيت عدن

ابين وشبوة .. عودة إلى زمن الجمهورية اليمنية
جنود من الجيش بنقطة تفتيش بمحافظة ابين يوم السبت-عدن الغد

زنجبار (عدن الغد) خاص:

 

عادت الحياة على نحو مفاجئ بمحافظة ابين إلى عهد الجمهورية اليمنية بعد سنوات من تصاعد دعوات الانفصال في واحدة من أهم محافظات جنوب اليمن وصانعة تحولاته السياسية على مدى عقود .

وبات من النادر ان ترى شعارات الانفصال في الكثير من المدن والبلدات وصولا إلى محافظة شبوة المجاورة .

وينتشر الجيش الحكومي في أنحاء محافظة ابين ويسيطر عليها وينصب نقاط تفتيش.

وبات من المعتاد ان ترى نقاط تفتيش ترفع علم الجمهورية اليمنية بعد ان كان من النادر جدا ان ترى هذه المظاهر .

وعلى نحو واضح بدأ ان النزاعات الحاصلة بين المكونات السياسية في جنوب اليمن قد تسببت بتغير كبير في المزاج الشعبي في ابين .

وينحدر من محافظة ابين رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وقائمة طويلة من السياسيين الذين شكلوا وجه جنوب اليمن واليمن عموما خلال عقود .

وحتى العام 2015 كانت دعوات الانفصال الأكثر حضورا في محافظات جنوبية عدة إلا ان حالة من النزاع والصراع تسببت بضمور هذه التوجهات متأثرة بحالة اقتتال مناطقية شهدتها عدن خلال السنوات الماضية .

وتحول الصراع السياسي مابين صراع سياسي وعسكري بين جنوب اليمن وشماله إلى صراع بين القوى الجنوبية نفسها الأمر الذي اعاد ترتيب اولويات سياسية لمناطق متعددة .

ومن الملاحظ ان الكثير من نشطاء الحراك الجنوبي في محافظة ابين هم الاخرين اعادوا ترتيب كل شيء فواحدة من أهم معاقل الحراك الجنوبي باتت اليوم تبحر في الاتجاه الاخر والمغاير.

ولايقف الأمر عند محافظة ابين وحدها فشبوة المجاورة والحليف التقليدي تسير في نفس الاتجاه .

بعد معارك قصيرة وخاطفة في نهاية أغسطس الماضي نجحت قوى سياسية معارضة لتوجهات المجلس الانتقالي الذي يٌتهم بمحاولة اقصاء هاتين المحافظتين نجحت هذه القوى في قلب المعادلة السياسية والامنية والعسكرية بمحافظة شبوة لصالحها.

وبعد ان كانت القوى العسكرية التابعة للإنتقالي تسيطر على اجزاء واسعة من محافظة شبوة وتطرق الأطراف الغربية الشمالية من محافظة حضرموت تمكنت هذه القوى من قلب المعادلة والوصول إلى وسط مدينة عدن .

وتمكنت الحكومة الشرعية اليمنية من بسط سيطرتها على عموم محافظة شبوة ونشرت قواتها في عموم أنحاء المحافظة .

وطوال أشهر مضت حاول المجلس الانتقالي التحرك في محاولة لاستعادة أي حضور في محافظة شبوة إلا ان اعمال التحرك هذه بآت بالفشل .

وتنقسم الاراء بخصوص التوجه المغاير الذي تشهده محافظات شبوة وابين هذه الأيام فالبعض يرى أنها متغيرات طارئة ضد فكرة الانفصال فيما يرى اخرون ان هذه المحافظات وجدت في هيكلية المشروع ذاته استهداف محوري لوجودها.

ورغم حالة التعدد في الاراء إلا ان مايلسمه المتابع ان حالة من التغير في المزاج الشعبية احدثتها حالة الصراع الجنوبية الجنوبية التي دارت في عدن طوال 3 سنوات مضت .

فالشمال بكل قواه السياسية المتعددة لم يعد حاضرا في المشهد جنوبا والجنوب الذي طُرحت مشاريعه السياسية المتعددة خلال السنوات لم يعد حاضرا إلا باشكال مختلفة من التدخلات الدولية على كافة الاصعدة.