آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-10:30ص

أدب وثقافة


ستمضي يا عشتار - محمد مهند ضبعان

الثلاثاء - 10 ديسمبر 2019 - 01:28 م بتوقيت عدن

ستمضي يا عشتار - محمد مهند ضبعان

بغداد ((عدن الغد)) خاص

ستمضي السفينة يا عشتار ..

إلى حيث تغرق الشمس ...

في البحار ...

و يعود الشتاء ...

محملا بالبكاء ...

لتموت في حديقة منزلي ...

الأزهار ...

 

ستمضي ...

و تغادر المرفأ ...

مودعة صغار القوارب و أطفال المراكب ...

لتمخر طريقها المقدّر في العباب ...

أما أنا ...

فسوف أركض على الرصيف ...

لأمسك بها ...

كأي مجنون ...

أضاع الزمن ...

بحثا عن سراب ...

 

ستمضي يا عشتار ...

بصمت ...

و لن تضرب صفارة الاعلان بالرحيل ...

لأنها مثلي ...

تفتش عن سبيل ....

لأنها مثلي ...

تسير بلا دليل ...

 

ستمضي السفينة ...

حاملة كل ما صنعناه من التحف ...

من مزهريات غصت بالورود ...

من قصائد نحتناها على الشمع ...

و علب معطرة بالمسك و العود ...

إلى البعيد البعيد ..

هناك ... خلف الحدود ..

ربما ...

أمل جديد ...

 

ستمضي ...

لتهب الرياح و ترمي قبعتك الوردية ...

في البحر ...

تعبث بها الأمواج ...

و يستمر الوجع فينا ...

موجة تلو موجة ...

غربة تلو غربة ...

فلا الروح تموت ..

و لا تجد العلاج ...

 

ستمضي يا عشتار ...

لتفتش عن عشاق جدد ...

يغزلون بالحب الحكايات ...

يساهرون الليل من جديد ...

و يرسلون القبل للنجمات ...

و مرة أخرى ....

يلقي الزمن تعويذاته ...

أن حان الشتات ....

 

ستمضي السفينة ...

في كل الاتجاهات ...

نحو الشرق حينا ...

و حينا نحو الجنوب ..

 هي رحلة القلوب ...

عندما تعبث الحياة فيها ..

تفقد الدروب ...

 

ستمضي ...

و كأن شيئا لم يكن ...

و كأن كل ما عرفناه ....

أضغاث أحلام ...

فلا زهر ...

و لا عطر ...

و لا أسراب يمام ...

مساكين ...

على حد السكاكين ...

يفتشون عن السلام ...

 

ستمضي السفينة حتما يا عشتار ...

بلا سابق إنذار ...

كأي ثانية تدهسها عجلات القطار ...

على أبواب الانتظار ...

فلا ترهقي نفسك كثيرا ...

لطالما خدعنا أنفسنا ...

و زعمنا بأننا أصحاب القرار .....