آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:26ص

ملفات وتحقيقات


ينتهي معظمها في ظرف أيام: أسطوانات الغاز بعدن قصة معاناة واستغلال من قبل البائعين لها(تقرير)

الأربعاء - 04 ديسمبر 2019 - 01:49 م بتوقيت عدن

ينتهي معظمها في ظرف أيام: أسطوانات الغاز بعدن قصة معاناة واستغلال من قبل البائعين لها(تقرير)
ارشيفية

عدن(عدن الغد)خاص:

 

أن ترى طوابير طويلة من الناس خاصة النساء تقف في الشارع خاصة أمام محلات بيع الغاز فستعرف أن هناك مشكلة كبيرة في الحصول عليها ويجب أن تقف في هذا الطابور ساعات وأحيانا أيام من أجل أن تحصل على اسطوانة غاز واحدة.

والمشهد المؤثر في ذلك تواجد أطفال في هذه الطوابير ينتظرون وصول الغاز أو يحملون الاسطوانات على ظهورهم وسط حرارة الشمس وصولا لمنازلهم وهذا العذاب يستمر كل شهر ويتفاقم في حال انعدام الغاز من السوق وفي المحفظة عموما.

لم تتوقف المعاناة هنا فقط بل يستغل بعض الباعة وتجار اسطوانات لغاز حاجة الناس والأزمة الحاصلة في أن يقوموا ببيع اسطوانات غاز أو تعبئتها بكمية غاز قليلة لا تكفي المواطن لمدة شهر بل لأيام لا تزيد عن اسبوع فقط هنا تكون الجريمة خاصة عندما نجد أسر لا تستطيع شراء الغاز سوى مرة واحدة وربما يكلفها ذلك دين من أجل توفير حق اسطوانة الغاز.

 

تقرير : دنيا حسين فرحان

 

*بداية القصة ومسلسل اسطوانات الغاز والأزمة المتكررة لها:

 

لم تعرف العاصمة عدن كمية الأزمات المتكررة لها إلا بعد الحرب الأخيرة عليها فقد حرمت بعدها من أبسط مقومات الحياة وأصبح الحصول على الخدمات الأساسية هو الطموح الكبير للمواطنين الذين يظلون في كفاح وصراع مع الحياة اليومية من أجل توفيرها.

هذا الحال هو المتعارف عليه في عدن ومشكلة الغاز هي أحد أبعاده بالمواطن يبحث عن غاز الطبخ المنزلي واسطوانات الغاز كل شهر وربما يحتاج لأكثر من واحدة في حال كانت الأسرة كبيرة وهذا ما يجعلهم ينتظرون أخبار وصول الغاز أول بأول في المحلات أو المحطات من أجل الذهاب إليها والحصول عليه قبل أن تحدث أزمة تحرمهم منه وتجعلهم في تخبط وحيرة بكيفية الحصول عليه مرة أخرى.

الحال يزداد سوء عندما يجد المواطن أن اسطوانة الغاز ليست معبئة بالكامل بل يتفاجأ بأنها تنفذ بعد أيام من استخدامها مما يعني أن هناك تلاعب كبير في المحطات أو الأماكن التي يأتي منها الغاز مستغلين حالة المواطن الصعبة وحاجته الماسة للحصول على الغاز مهما كان الثمن.

 

*استغلال واضح من قبل الباعة والمحطات وعدم مراعاة ظروف الناس الصعبة

 

تقول أم محمد ربة بيت :

 

معاناتنا نحن المواطنين أصبحت كبيرة وتزداد يوم عن يوم وأزمة الغاز هي احدى الأزمات التي أتعبتنا جدا , ننتظر اسطوانة الغاز كل شهر وأوقات كثيرة لا نجدها نتذكر أيام الحرب عندما كان الغاز معدوم قمنا بأخذ حطب وأشعلنا به النار واستخدمناه وكنا نطبخ فيه الطعام وحتى عندما كنا نجده سعره يصل ل10 ألف وهذا كان استغلال واضح للمواطنين في ظل الحرب.

وحتى بعد الحرب استمر الاستغلال حيث وصل سعر الاسطوانة الغاز الواحدة متذبذب سهرها ويختلف من مكان لآخر وبعد أن تم تحديد سعرها ومحاسبة المخالفين استمر الوضع فترة بسيطة فقط وبعد ذلك كلا أصبح يغني على ليلاه بسعرها.

الشيء الأسوأ من كل هذا أن نشتري اسطوانة الغاز بعد عناء طويل ونجد أنها غير معبئة بالكامل وتنفذ بعد أسبوع من استخدامها وهذا يعني أن المحطات لم تعبئها بالكامل وحتى التجار لا يتأكدون من ذلك قبل أن يبيعوها للمواطنين المساكين الذين يتفاجؤون بأنها انتهت قبل نهاية الشهر مما يعني أنهم يجب أن يحصوا على أخرى في خسارة أخرى فكيف سيكون حال من ليس لديه دخل ثابت أو عمل أو كانت أسرته كبيرة وغير قادر على توفير كل متطلباتها فهل يموت الناس جوعا في سبيل البحث عن الغاز أم يظلوا في تخبط ولا يعرفون متى ستنتهي هذه المعاناة.

 

*لكل بائع سعر ولكل منطقة بائع :

 

أصبح لكل حارة أو منطقة في مديريات عدن تاجر أو بائع يقوم بإحضار اسطوانات الغاز ويبيعها بعد أن يسجل اسماء ابناء الحارة ويقوم بتوزيعها وكذا الحال في مختلف المناطق ويتم اختيار الباعة عن طريق المجلس المحلي في المديرية ولكن تحدث أحيانا صراعات كبيرة بين الباعة انفسهم لأن لكل شخص سعر مختلف باختلاف الفائدة التي يرجوها من البيع ناهيك عن خلافات مع المواطنين بعد تسجيل اسمائهم أو عدم توفير كميات كبيرة تكفي الجميع مما يدفع البعض لاختلاق المشاكل التي تصل للعراك أو الضرب فيما بينهم.

وكثير من المواطنين شكو عدم حصولهم على اسطوانات الغاز برغم تسجيل اسمائهم وأنها تذهب لناس محددة في كل مرة إضافة لأن الاسطوانات التي يحصلون عليها لغا تكمل الشهر معهم أو تكون غير صالة للاستخدام أو عاطلة أو تسرب الغاز ولا يتمكنون من استخدامها أو التعامل معها.

 

*وبين انتظار اسطوانة الغاز والمعاناة التي تتبعها تظل أزمة الغاز هي الهم الأكبر للمواطنين خاصة في هذه الظروف الاقتصادية صعبة التي تعيشها العاصمة عدن والغلاء الفاحش في كل شيء ويأملون أن تحل هذه الأزمة في أقرب وقت وتنتهي معاناتهم التي أصبحت جزء من حياتهم كل يوم.