آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-03:46م

اليمن في الصحافة


والد أصغر مطلقة في العالم يطردها من منزلها بصنعاء وينوي تزويج أختها الصغرى

الجمعة - 15 مارس 2013 - 07:34 م بتوقيت عدن

والد أصغر مطلقة في العالم يطردها من منزلها بصنعاء وينوي تزويج أختها الصغرى
الطفلة اليمنية نجود علي

صنعاء((عدن الغد))متابعات

نجود علي اليمنية أصغر مطلقة في العالم، نالت طلاقها بعدما زوّجها ابوها من رجل كبير وهي بعد في التاسعة من عمرها. لكن مأساتها لم تنته هنا، فأبوها استولى على مال تدرّه عليها رواية ألفتها عن معاناتها، وطردها من المنزل.

اشتهرت نجود علي عالميًا باسم أصغر طفلة مطلقة في العالم، وكتبت رواية تروي فيها قصة حياتها ومعاناتها تحت عنوان "أنا نجود"، وهي تعاني اليوم مشكلة أخرى. فوالدها وضع يده على عوائد الرواية التي خصصت لتأمين مستقبل أفضل لها ولدفع تكاليف دراستها، بعد ان ترجمت في 16 لغة.
ونجود كانت أول طفلة تتحدى تقاليد مجتمعها اليمني التقليدي، وتهرب من بيت الرجل الذي تزوجها مقابل مهر قدره 750 دولارًا وهي بعد في التاسعة من عمرها، لتحصل على حكم قضائي بالطلاق.
في البداية قال العريس إنه لن يقرب نجود إلى أن تبلغ. لكن سرعان ما تبين لها الواقع مختلفًا، إذ تعرضت لشتى أنواع التعذيب الجسدي الذي بدأ في ليلة زفافها. فهربت من زوجها ولجأت إلى المحكمة طالبة الطلاق على أساس معاناتها من التعذيب الجسدي والنفسي على يد الرجل الذي زوجت إليه، ففازت به.

أنفق مالها على زيجتين

تحولت نجود إلى رمز للعديد من اليمنيات اللواتي يُرغمن على الزواج في سن صغيرة، خصوصًا بعد صدور روايتها. وكان من المتفق عليه أن يتم تخصيص أرباح الرواية للتكفل بتسديد أقساط نجود المدرسية حتى تحقق حلمها وتصبح محامية، لكن الطفلة العروس أكدت في مقابلة مع صحيفة غارديان البريطانية أن والدها أنفق جميع أموالها ليتزوج مرتين، وأرغمها على مغادرة المنزل الكبير الذي قدمته دار ميشيل لافون الفرنسية للنشر، التي تمتلك حقوق نشر روايتها.
وكانت دار النشر هذه تكفلت بدفع ألف دولار شهريًا لوالد نجود، علي محمد الأهدل، واشترت منزلًا كبيرًا للعائلة في صنعاء، وأمنت تمويلًا لدفع تكاليف دراستها.
وتقول نجود التي طردت من هذا المنزل إن والدها أجبرها على العيش مع أخيها في منزله المتهالك، كما أنه أجّر الطابق الأول من المنزل، وسكن مع زوجته الثانية في الطابق الثاني. 
تضيف: "أحصل على 30 دولارًا كمصروف من والدي، واحيانًا لا أحصل على شيء".

واختها على دربها

على الرغم من أن قصة نجود سابقة من نوعها، ورأى العديد من النشطاء أنها ستكون بداية المسيرة لوضع قانون يمنع مثل هذه الزيجات وينص على الحد الادنى لسن الزواج، إلا أن شيئًا من ذلك لم يحصل. فعلماء الدين والاحزاب وقفوا ضد سنّ مثل هذا القانون. فحتى اليوم، يحق للآباء تزويج بناتهم بسن الثامنة او التاسعة.
وحل اليمن في العام 2012 بالمرتبة الاخيرة بين الدول في المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين.
أما الأسوأ من ذلك كله، فهو أن والد نجود يريد تزويج اختها الصغرى من رجل يبلغ ثلاثة أضعاف سنها. وتقول هيفاء علي، شقيقة نجود: "انا مخطوبة لرجل لا أعرفه، لا أريد أن أتزوج، أريد أن أتابع تعليمي، لكني خائفة جدًا، فالعريس دفع المهر".

قسوة الواقع

تتحدى نجود هذا الزواج وتقول بغضب: "لن أدع هذا يحدث لأختي، وسوف أتحدث إلى كل الصحافيين والمحامين حول هذا الموضوع، فهذا الزواج غير قانوني."
رفض والد الفتاة التحدث إلى غارديان، لكن دار ميشيل لافون أفادت بأنها تحاول تصحيح الوضع.
وقال مارغو مرسييه من دار ميشيل لافون: "نحن غير قادرين على تسليم المال لنجود مباشرة، لأن هذا ممنوع بموجب القانون في اليمن، كما أنه من الصعب علينا أن نعرف ما الذي يحدث معها لأننا في باريس ولا نقدر أن نتواصل معها".
وعلى الرغم من سوداوية الواقع، تصر نجود على التمسك بالأمل، وعلى أن تكون محامية. فتقول: "بالمقارنة مع الأحلام، الواقع يمكن أن تكون قاسيًا، لكن الأيام قد تحمل مفاجآت جميلة."

لميس فرحات - ايلاف اللندنية