آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-01:05م

من هنا وهناك


دراسة تنجح في تحديد اللون الأول في الكون

الأربعاء - 23 أكتوبر 2019 - 07:36 م بتوقيت عدن

دراسة تنجح في تحديد اللون الأول في الكون

(عدن الغد) متابعات

يغوص الكون في بحر من الضوء، من الخفقان الأبيض والأزرق للنجوم الصغيرة إلى التوهج الأحمر العميق لغيوم الهيدروجين. وإلى جانب الألوان التي تراها العيون البشرية، هناك ومضات من الأشعة السينية وأشعة جاما، ورشقات نارية قوية، فالكون مليء بالألوان المرئية وغير المرئية، لكن من بين كل ذلك، كان هناك لون واحد ظهر قبل كل الألوان الأخرى، وهو اللون الأول للكون، والذي سعى فريق بحثي بريطاني يضم العالمان كارل قلازبروك وإيفان بالدري، إلى معرفته.
وكان العالمان قد قاما عام 2002 بحساب اللون المتوسط من كل الضوء الذي نراه من النجوم والمجرات اليوم لتحديد اللون الحالي للكون، واتضح أنه «تان» شاحب يشبه لون القهوة مع الكريم، وأسموا اللون بـ«لاتيه الكونية»، وفي دراستهم الجديدة التي نُشرت أول من أمس، في دورية «الفيزياء الفلكية»، سعياً لمعرفة اللون الأول في الكون، توصلوا إلى أنه توهج برتقالي يشبه ضوء لمبة قديمة بقوة 60 واط.
ووفق تقرير لموقع الكون اليوم «Universe Today»، فإن اللون الأول في الكون ظهر بعد نحو 380 ألف سنة من الانفجار الكبير الذي أنشأ الكون قبل نحو 13.8 مليار سنة.
يقول إيفان بالدري خلال التقرير: «بعد الانفجار الكبير مباشرة كانت درجات الحرارة مرتفعة جداً لدرجة أن الضوء لم يكن موجوداً، حيث كان على الكون أن يبرد حتى يظهر الضوء، وبعد نحو 10 ثوانٍ دخل الكون عصر الضوء، وفي ذلك الوقت، كانت درجة حرارة الكون نحو مليار درجة كلفن».
ورغم وجود ضوء، لم يكن هناك لون بعد، حيث كانت درجات الحرارة لا تزال مرتفعة إلى الحد الذي لا يسمح للضوء باختراق البلازما الكثيفة، ولن يظهر اللون حتى تبرد النوى والإلكترونات الموجودة في البلازما بدرجة كافية لربط الذرات، واستغرق الكون نحو 380 ألف سنة حتى يصل لهذه الحالة، كما يؤكد بالدري.
وبحلول ذلك الوقت، كان الكون المرئي سحابة كونية شفافة من الهيدروجين والهيليوم، وكانت جميع الفوتونات «جسم أولي من الضوء» التي تشكلت في الانفجار الكبير حرة في التدفق عبر المكان والزمان، وكان الكون أكثر دفئاً، نحو 3 آلاف كلفن، ومملوءاً بتوهج دافئ ساطع.
ويضيف: «كان للكون المبكر في هذا التوقيت درجة حرارة متساوية تقريباً، وكان للضوء توزيع للأطوال الموجية المعروفة باسم (الجسم الأسود)، والذي يعطي عند نحو 3 آلاف كلفن لوناً عبارة عن توهج برتقالي أبيض ناصع، على غرار الضوء الدافئ للمبة قديمة بقوة 60 واط».
وتحصل الكائنات على لونها من نوع المواد التي تصنعها، لكن لون الجسم الأسود يعتمد فقط على درجة حرارته، حيث يمتص كل الإشعاع الكهرومغناطيسي الساقط عليه، ويشع إشعاعاً حرارياً يتناسب مع حرارته، على كامل الأطوال الموجية.