آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-08:00م

ملفات وتحقيقات


ماذا عن العالقين من اللاجئين الصوماليين في حدود اليمن؟

الخميس - 17 أكتوبر 2019 - 03:11 م بتوقيت عدن

ماذا عن العالقين من اللاجئين الصوماليين في حدود اليمن؟

(عدن الغد)خاص:

تقرير/ فضل عبدالله الحبيشي:

ما تزال المملكة العربية السعودية تلعب دوراً هاماً في مساعدة العالقين من اللاجئين الصوماليين في اليمن من خلال مشروع الإغاثة الذي تبناه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتعاون مع الوكالة الأممية المختصة بالهجرة الدولية، فقد تم وعلى دفعات حتى الآن تمكين 1500 صومالي من العودة طوعا إلى بلادهم عبر ميناء عدن فضلا عن تقديم مساعدات إنسانية لهم.

لم تقتصر انعكاسات ونتائج الحرب الدائرة في اليمن على اليمنيين فقط بل امتدت آثارها السلبية على هؤلاء اللاجئين الصوماليين.. فقد تعرضوا لظروف اقتصادية ومعيشية غاية في الصعوبة ما دفع بالمنظمات الدولية إلى البدء بتنفيذ أعمال إنقاذ ومساع عملية لانتشالهم من أوضاعهم المزرية والسيئة بتوفير عمليات ترحيل لمن أراد منهم طوعيا العودة إلى بلاده.

تقارير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تفيد بأن عدد اللاجئين في اليمن وصل حتى هذا العام إلى أكثر من 250 ألف نسمة من مختلف الأعمار يمثل الصوماليون منهم نسبة كبيرة بلغت نحو 90 في المائة توافدوا إلى اليمن منذ فترة الثمانينات وتزايدت أعدادهم -- بعبورهم البحر رغم المخاطر - مع تدهور الأوضاع وتفاقم الأزمة في الصومال وذلك هروبا من النزاعات بين الفرقاء والصراعات المسلحة الداخلية ولأسباب أخرى كالجفاف وصعوبة الحياة المعيشية والحياتية.

عاش اللاجئون الصوماليون في اليمن منذ بداية هجرتهم بدعم ومساعدة منظمات الإغاثة الدولية، وفئات منهم خاصة الكوادر المؤهلة والمتعلمة والحرفية أعتبروا أرض اليمن محطة ترانزيت للمرور إلى دول الجوار ودول العالم لكن معظم اللاجئين فضلوا البقاء وانخرطوا في المجتمع اليمني ومارسوا أعمال وحياة طبيعية في المدن اليمنية وخاصة الرئيسية وبالذات عدن إلى أن تدهورت أوضاع اليمن كذلك واندلعت الصراعات السياسية واشتعلت الحروب، فتفاقمت معاناة اليمنيين أنفسهم، وبالتالي انعكست على هؤلاء اللاجئين الصوماليين الذين لم يجدوا طريقا لفك معاناتهم سوى طريق العودة.. غير أن ظروفهم المادية الصعبة وسيطرة أجواء الحرب على كل مناطق اليمن خاصة المطلة على البحر تسببت بوجود عوائق أمام سفرهم فتحول المئات من الراغبين في العودة إلى عالقين على الحدود..  وأضطروا إلى تخليصهم من هذا الوضع باللجوء إلى مكاتب الأمم المتحدة والجهات الإغاثية في اليمن.

وأفادت تصريحات حديثة لجهات إغاثية في هذا الشأن أنه تم نقل 143 لاجئا صوماليا مؤخرا إلى بلادهم من أصل 4100 شخص يجري نقلهم على مراحل بمساعدة مركز الملك سلمان والمنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبمساهمة من وزارة الصحة وإدارة الهجرة والمجلس الدنماركي للاجئين وجمعية الهلال الأحمر الصومالي.

وتؤكد التصريحات أن عمليات إعادة اللاجئين الصوماليين طوعا إلى وطنهم ستستمر بمساندة المنظمات الدولية والإنسانية  الأخرى المتعددة الانتماءات والتي تدعو كذلك الحكومة الصومالية إلى القيام بواجبها نحو رعاياها وتبذل جهودا حثيثة تجاه هؤلاء العائدين في توفير أجواء من السلام والأمان والاستقرار ومساعدتهم على العيش في حياة كريمة واستثمار طاقاتهم الإيجابية للإسهام في بناء مجتمعاتهم المحلية وفي عمليات التنمية وتعويضهم عن مرارة الهجرة وسنوات الحرمان.