أنا موفقٌ وإن لم أتوفق في كثيرٍ من أمور دنياي، وسلميٌّ لأني ولدت من رجل يقال : إنّه سلميّ ، ولو كان أبي باهليّا لأنتسبت إليه ، لأني أعلم أنّ من انتسب إلى غير أبيه وقبيلته فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، ومن انتسب إلى غير أبيه فقد كفر ، ومن انتسب إلى غير أبيه فقد حرمت عليه الجنة ، هكذا قال النبيّ القرشيّ لا كذب ، هكذا قال ابن عبد المطلب.
القبيلة والقبليّة لم تذم شرعا ، وهي قدر كونيُّ أزلي ، وقد خلق الله الناس أسرا وعائلات ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ) وأبان سبحانه في نفس الأية أن كرم إلانسان عنده تقواه ، قال تعالى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) فكل الناس من آدم ، وآدم من تراب...
للقبيلة في الإسلام دور كبير ، وقد أولاها بعض الأحكام كالميراث والعقل ، ولها أهمية وفائدة عظيمة إن كانت عصبيتها على حق لا على باطل ، ولم يحارب الإسلام إلا عصبيّة الجاهليّين ،الذين لا يسألون أخاهم في النائبات على ما قالا برهانا.
أدعو كل قبيلة ناهيك عن عشيرتي (بيت السلمي) أن تتوحد وتتعصب ، لا سيما حينما تنهار الدول ، ويُغيب الأمن ، ويتسلط الأقوياء على الضعفاء ، ويتزعم الحاقدون والرعاع والسفلة ، وقد انتفع بروابط النسب وأواصر القربى كثيرون كنبيّ الله شعيب ، وصرح بذلك السفلة بقولهم: ( ولولا رهطك لرجمناك). وممن انتفع بقبيلته كذلك نبيّ الله صالح ، حيث كان في المدينة تسعة رهط ، من أكابر المجرمين والمفسدين ، ولقد فكروا أن يفعلوا بصالح سوءا ، لكن خفية في الليل ، وسينكرون كذلك أنهم ما شهدوا هلاكه ، وما ذلك إلا خوفا من قبيلته التي تحميه.
أما نبيّ الله لوط فقد أحتاج إلى بيت تأويه وتذود عنه ، وذلك ليدافع عن أضيافه ،" قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شديد"
أعتز بالإسلام أولا ، وبالعربية ثانيا ، وبقومي أهل اليمن ثالثا، وبنسبي السلميّ آخرا ...