تقرير / عبدالرقيب فارع
مرحلة جديدة من الصراع تشهدها محافظة شبوة بتدشين المجلس الانتقالي الجنوبي أمس الاثنين مظاهرات دعا اليها في عتق نصرةً لقوات النخبة الجنوبية. تحشيد المجلس الانتقالي ياتي وسط تسارع تحركات على مختلف الصعد من قبل مسؤولين في حكومة الشرعية وقيادات سياسية واجتماعية في محافظة شبوة.
صحيفة (عدن الغد) تواصل في هذا التقرير رصد المستجدات المتسارعة في شبوة.
الانتقالي يدعو للاحتشاد في شبوة
حمل اعلان المجلس الانتقالي الجنوبي دعمه اللامحدود لقوات النخبة والأحزمة الأمنية رسالة عنوانها الأبرز التلويح باستخدام القوة في شبوة.
وعقدت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، اجتماعها الدوري الأسبوعي، أمس الأحد، برئاسة اللواء عيدروس قاسم عبدالعزيز الزُبيدي، رئيس المجلس.
ووقف الاجتماع باستفاضة أمام مستجدات الأوضاع في محافظتي شبوة وسقطرى، مؤكداً دعم المجلس اللامحدود لقوات النخبة والأحزمة وجهودها في بسط الأمن والاستقرار.
ودعا الانتقالي الجماهير الجنوبية للاحتشاد في مدينة عتق بمحافظة شبوة، دعماً لجهود ودور النخبة الشبوانية في حفظ الأمن والاستقرار في المحافظة.
وقال بيان المجلس انه “يُتابع المجلس الانتقالي الجنوبي بحرصٍ ومسؤولية عالية تطورات الأوضاع على الساحة الوطنية الجنوبية في ظل أعمال التصعيد التي تنتهجها قوى معادية لشعبنا الجنوبي وتطلعاته. والمجلس وهو يرصد بعناية الاستفزازات المتكررة من قبل قوى معادية وغير مسؤولة في عددٍ من محافظات الجنوب، فإنه يؤكد رفضه القاطع لها، ويعتبرها محاولات يائسة لخدمة المشروع الإيراني ومليشيات الحوثي الإجرامية.
ولذلك فالمجلس ومن منطلق ضبط النفس والثبات والحرص على إنجاح أهداف عاصفة الحزم التي تقودها دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، يؤكد حرصه على تفويت الفرصة على القوى المعادية لشعبنا، معتبراً محاولات التصعيد هذه دليل فشل سياسي وعسكري للقوى التي تقف خلفها وعجزها عن مواجهة الميليشيات في الشمال، و تحولها إلى تنفيذ مشاريعها التي تخدم هذه المليشيات، كما تخدم قوى إقليمية معادية للتحالف العربي وللجنوب.
وفي الوقت الذي يُحيي ويشيد بانجازات وتضحيات قوات النخب الشبوانية والحضرمية والسقطرية وقوات الأحزمة الأمنية، فإن المجلس يؤكد دعمه اللامحدود لها في مواصلة مهامها وبسط سيطرتها، حماية للأمن والاستقرار”.
علي محسن الأحمر ينتقل إلى حضرموت
وفي نفس السياق وصل نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر أمس الاحد الى محافظة حضرموت وترأس اجتماعا عسكريا وامنيا رفيعا.
حيث ترأس الأحمر الذي وصل سيئون قادما من مأرب، اللجنة الأمنية في مديريات الوادي والصحراء بحضرموت بحضور وكيل المحافظة لشئون مديريات الوادي والصحراء عصام بن حبريش الكثيري وقائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء الركن صالح طيمس وقائد قوات التحالف في حضرموت وعدد من القيادات العسكرية والأمنية، فيما لم يحضر الاجتماع محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني.
ووجه نائب رئيس الجمهورية باليقظة الأمنية وتعزيز قدرات الأجهزة المختلفة.
بن مساعد يصدر بيانا هاما
وفي بيان سياسي هام لرئيس الهيئة الشعبية بشبوة المناضل اللواء احمد مساعد، قال: “ان الفتنه ملعونة ومن يعاود إشعالها ملعون في عتق او في اي موقع من مناطق اليمن المحررة.
وسنحمل المسؤولية التاريخية والشخصية لأي طرف يسعى لتجديد الاشتباكات وسنعمل على المحاسبة الشعبية والقضائية له.
وهناك أكثر من مائتي شخصية استطاعت إيقاف الحرب العبثية التي اشتعلت بدون معنى ولا هدف وانما بأوامر من خارج المحافظة .
ولم اسمع في حياتي بأن تخرج الناس لتدعو أبنائها للحرب والاقتتال والدمار إلا في شبوة”.
ووجه رئيس الهيئة الشعبية بمحافظة شبوة اللواء احمد مساعد حسين أمس بيانا سياسيا هاما لأبناء شبوة بمختلف مكوناتها وتوجهاتها وتشكيلاتها العسكرية والأمنية والنخبة، حذرهم فيه من مغبة الانجرار الى الفتنة التي خطط لها من خارج المحافظة مجددا، منوها بأضرارها على الجميع وعلى حاضر ومستقبل المحافظة وقال بانها تهدف الى الزج بها في اتون أعمال القتال والفوضى والخراب على غرار ما تشهده بعض من المحافظات المحررة وفي المقدمة منها العاصمة المؤقتة عدن.
ودان بشدة تواصل أعمال التعبئة والتحريض لمعاودة الاقتتال بين الاخوة ورفاق السلاح من مختلف المحاور والتشيكلانت العسكرية والامنية والنخبة.
وثمن عاليا دور الوساطة التي قام بها اكثر من مائتي شخصية من ابناء شبوة وعملت على ايقاف الاشتباكات وتوصلت الى تهدئة الموقف، مطالبا بضرورة مواصلتها لعملها بين جميع أطراف الأزمة وتأمين نزع فتيل اشتعالها بينهم من جديد.
صالح: الحكومة تسعى لتفجير الأوضاع في الجنوب
بدوره قال، المحلل السياسي الجنوبي، منصور صالح لوكالة “سبوتنيك”: “للأسف تشير المؤشرات إلى أن هناك قوى اختطفت قرار السلطة الشرعية اليمنية، وتستثمره لخدمة مشاريع سياسية خاصة بها، وتحديدا في أرض الجنوب”.
وأضاف: “في ظل ما شاهدناه من فشل سياسي وعسكري للشرعية في معركتها ضد الحوثي، إلا إنه لوحظ مؤخراً أنها تكثف من جهودها العدائية باتجاه الجنوب في محاولة لبسط سيطرتها عليه، سيما في العاصمة عدن والمناطق الغنية بالثروات كوادي حضرموت ومحافظة شبوة وسقطرى”.
ومضى يقول: “مع شعور الحكومة الشرعية باقتراب نهايتها وإدراك المجتمع الدولي أنها باتت حجر عثرة أمام السلام وحسم المعركة، وكذا افتقارها لحاضنة شعبية في عموم اليمن شمالاً وجنوبا، فإن الشرعية المختطفة تعمل اليوم على “توتير” الأوضاع في محافظات الجنوب والعمل باتجاه تفجيرها، دون قراءة واعية منها بأن ما تقوم به هو عملية انتحار حقيقي ستكون هي أولى ضحاياها”.
العولقي: من لديه حسابات فليصفها في منطقته
من جانبه الشيخ القبلي البارز من محافظة شبوة عبدالمجيد العولقي قال ان ابناء شبوة لن يسمحوا ان تكون محافظتهم ساحة لتصفية الحسابات السياسية .مؤكدً ان ابناء شبوة وعقلائها لن يسمحوا بان تكون شبوة ساحة للخراب وللقتال الاهلي داعيا من يغذون هذه الصراعات ان يقوموا بتصفية الحسابات في مناطقهم.
وأضاف: “على ابناء شبوة ادراك حقيقة المخطط القذر الذي تتعرض له شبوة وليتابعوا الداعين إلى فتنة في شبوة ويسألونهم لماذا لا يشعلونها في محافظاتهم”.
منوهاً ان أي دعوة للإقتتال في شبوة فعل يجب ان يرفضه الجميع .
باراس: هكذا سيقابل الشبوانين دعوات التحشيد
أما القيادي البارز في الحراك الجنوبي بشبوة مبارك باراس العولقي أكد ان “الدعوة التي وجهها المجلس الانتقالي للتظاهر اليوم الاثنين في عتق لن تلقى أي استجابة شعبية”.
وقال: “الانتقالي سيلجأ إلى حشد جنود النخبة بملابس مدنية”.
محذراً من “مغبة التظاهر في ظروف كهذه التي تعيشها محافظة شبوة”.
قيادي انتقالي يكشف: الضربة ستكون موجعة وقاصمة
من جهته أشاد عضو هيئة رئاسة المجلس الإنتقالي الجنوبي ، سالم ثابت العولقي بما يقدمه جنود وأفراد النخبة الشبوانية في محافظة شبوة.
وقال بأن “النخبة الشبوانية وجدت لتبقى وتنتصر ولا انصح بالتمادي للتأكد من هذه الحقيقة لأن الضربة ستكون موجعة وقاصمة”.
وأضاف: “توطين الإرهاب بشبوة وتغذية التناحر المجتمعي وخصميات الرواتب والسباق على كسب ود الجنرالات الشمالية مقابل الفتات من خيرات المحافظة”.
الحراك الجنوبي: هذه الجهات تتحمل مسؤولية الدماء بشبوة
إلى ذلك دعا مجلس الحراك الثوري بمحافظة شبوه الى وقف اي تداعيات من شأنها توتير الوضع في المحافظة وتؤدي لان يقتل الاخ اخاه دون سبب شرعي، وذلك في اجتماع طارئ عقده عصر أمس الاحد.
وطالب المجلس بوقف التحشيد العسكري والدعوة للتهدئة ووأد الفتنة، محملا التحالف العربي ومحافظ شبوة المسؤولية الكاملة عن أمن المحافظة وحقن دماء ابناءها.
ودعا “كل الشرفاء من ابناء المحافظة العسكريين والسياسيين والاعيان والشخصيات الاجتماعية وعامة الشعب ان يحكموا العقل ويمتثلوا للمنطق ويغلبوا مصلحة المحافظة على ما سواها ويعمل الجميع بجهد واحد على اجتياز اسباب التوتر ولملمة الشمل”.
اتفاق مبدئي لإنهاء الأزمة في عتق.. هل ينجح ؟
وعقب تلكم الاحداث توصلت الاطراف السياسية والامنية والعسكرية المختلفة بشبوة الى اتفاق اولي أمس ينهي النزاع القائم.
وقال مصدر في لجنة الوساطة الشيخ علي باجيدة الحضرمي
عضو لجنة الوساطة ان الاتفاق تضمن الاتي:
- مهمة تإمين عتق على الأمن العام.
- مهمة الحزام الأمني لمدينة عتق على النخبة الشبوانية..
- عودة القوات المسلحة إلى معسكراتها ومهمتها تأمين حدود المحافظة وأي مهام لها أخرى فخارج عاصمة المحافظة.
- نريد جهاز أمني نزيه داخل العاصمة عتق.
- تتعاون النخبة والأجهزة الأمنية في إرساء الأمن والأمان للمواطن في عتق خاصة وفي شبوة عامة.