آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-03:25م

ملفات وتحقيقات


تفاقدوا جيرانكم خاصة أصحاب (القاعي) 

الثلاثاء - 18 يونيو 2019 - 02:14 م بتوقيت عدن

تفاقدوا جيرانكم خاصة أصحاب (القاعي) 

عدن ((عدن الغد)) خاص


كتب / مختار محمد حسن :
* خلال الأيام الماضية تواصل معي بعض الأصدقاء من الشباب حول احتياجهم لعدد من (مراوح الشحن) لناس فقراء عزيزي النفس هم بحاجة لها لأنهم مرضى يعانون من الحر الشديد جداً ، والحمد لله قمت بعمل منشور من أجل المساهمة في هذا العمل الإنساني .. وما هي إلا لحظات وقدم لي العديد من أهل الخير المساعدة بشكل سريع.
* وعندما بدأت توزيع هذه المراوح إتصلت بزميلي الأول ، وقلت له دبرت بمساعدة أهل الخير مروحة ، فهل من الممكن أن تأتي وتحمل معي المروحة ، لنعطيها لمن هو بحاجة لها .. وبسرعة جاء إلى عندي فتحركنا إلى منزل المحتاج للمروحة ، وأول ما وصلنا إليه ، وجدنا أن الكهرباء في المنزل كانت طافية .. وطبعاً البيت أرضي .. أو كما يقول عنه أهل عدن ( بيت قاعي) .. ولاحظت من الخارج أن المنزل لا يوجد فيه إلا باب واحد ونافذة ، أو كما يقال في عدن (باب وطاقة) ، أي يعني أن التهوية في المنزل شبه معدومة .. فدقينا الباب فخرج لنا شاب لابس (جرم نص) وبيده كتاب ، فعرفنا أنه طالب ثانوية ، ويستعد للإمتحانات فدخلنا إلى المنزل ، ووجدنا رجلاً كبيراً في السن راقداً فوق (القعادة) وجنبه (ميز) صغير فوقه أدوية و(قلص ماء) .. وأول ما شاف المروحة ضحك وكأنه لم يضحك منذ فترة طويلة .. حتى أنه لم يركز على وجودنا وهو يتكلم مع إبنه ويقول : الحمد لله الحمد لله .. الله يبرد عليكم .. الله يبرد عليكم يااااااارب.
* بصراحة الدقائق التي جلسنا خلالها في هذا المنزل الأرضي كانت الحرارة شديدة فيه ، واستغربنا كيف يقدر أن يجلس هذا الرجل في هذا الوضع بدون مروحة خاصة وأن الكهرباء طافية وليس لديهم خازن أو ماطور أو بطارية شحن .. وفي لحظة أخرج الرجل من تحت القعادة مروحة يد (مروحة من العزف) فحركها يميناً وشمالاً لتأتي بقليل برود إلى ناحية وجهه فقط .. مع أن جسمه كله كان يسيل منه العرق من شدة الحرارة فأعطيناه مروحة الشحن أبو ريموت ففرح بها كثيراً ودعا لنا ولمن تبرع بها من رجال الخير .. المهم جلسنا قليلاً وخرجنا من عنده .. وبعد أن خرجنا من (زغط الحافة) كلمت صاحبي وقلت له الله يعين مثل هؤلاء الناس كيف يقدروا على تحمل كل هذا الحر الشديد .. فنحن لو طفت الكهرباء عندنا وبقت المروحة شغالة نظل نشعر بالحرارة .. فما بالك بمثل هؤلاء الفقراء الذين هم من غير تهوية ولا مراوح شحن.
* طبعاً بقية الحالات التي ذهبنا إليها كانت تعاني من نفس الأمر من حرارة قاتلة وشديدة ، أعانهم الله ، ولو جلسنا نبحث عن بقية الحالات سنجد الكثير والكثير من المحتاجين للهواء البارد ومراوح الشحن ، ولهذا أتمنى من كل قلبي على من يقرأ منشوري هذا أن يتفاقد جيرانه الفقراء ، ولو في مثل هذه الحالات ، ويحاول بطريقته أن يسعى لمساعدتهم .. والله إني أرى أنه أمر يستاهل الخير والسعي !!