آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-08:12م

من هنا وهناك


ارتفاع ضغط الدم في الرئة... مخاطره تهدد كل الأعمار

الخميس - 16 مايو 2019 - 10:21 م بتوقيت عدن

ارتفاع ضغط الدم في الرئة... مخاطره تهدد كل الأعمار

(عدن الغد) متابعات

تحتفل دول العالم في يوم 5 مايو (أيار) من كل عام باليوم العالمي لضغط الدم الرئوي (WORLD PH DAY)، وقد كان اليوم العالمي الثامن الذي تكرس فيه الجهود لرفع مستوى الوعي بهذا المرض الخطير الذي يؤثر على الرئتين والقلب، ويتم تشخيصه خطأ في كثير من الأحيان. وهو يهدف إلى تحسين نوعية الحياة ورفع متوسط العمر المتوقع لأكثر من 25 مليون شخص يعيشون مع ارتفاع الضغط الرئوي في جميع أنحاء العالم.



ضغط الدم الرئوي

إن فرط ضغط الدم الرئوي هو حالة يحدث فيها ارتفاع في ضغط الدم داخل الشرايين الرئوية، حيث تضيق الشرايين وينخفض مجال جريان الدم بها، وقد تتصلب بعض الشرايين مع مرور الوقت وتنسد بشكل كامل. ويجعل تضيق الشرايين الرئوية الجانب الأيمن من القلب يعمل بقوة أكبر حتى يضخ الدم عبر الرئتين. ومع مرور الوقت تضعف عضلة القلب وتفقد قدرتها على ضخ ما يكفي من الدم لتلبية احتياجات الجسم، ثم يتضخم القلب ويصبح أقل مرونة. ويعتبر فشل القلب أحد أكثر أسباب الوفاة شيوعاً لدى الأشخاص المصابين بفرط ضغط الدم الرئوي. (وفقا لمنظمة الصحة العالمية).

ويعتبر ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي بمثابة مرض نادر، إلا أنه يتصاعد تدريجياً وقد يؤدي إلى الوفاة حيث يصيب الرئتين والقلب. ويتميز هذا المرض بارتفاع ضغط الدم في الرئتين، وينجم عن تضيق الشرايين التي تنقل الدم من الجانب الأيمن من القلب إلى الرئتين، كما أنه يعتبر الأكثر شيوعا من 5 أنواع رئيسية من ارتفاع ضغط الدم الرئوي. وقد يتطور ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي حتى يتسبب في فشل القلب وقد يؤدي إلى الوفاة في نهاية الأمر. ويمكن أن يؤثر على الأشخاص في أي فئة من فئات الأعمار، بما في ذلك الأطفال.

وتعتبر النساء أكثر عرضة لتدهور ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي بنسبة أكبر من حالات الرجال.

ويختلف ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي عن ارتفاع ضغط الدم النظامي، فالأخير ينتج عن ارتفاع ضغط الدم في الأوعية الدموية التي تنقل الدم من الجانب الأيسر من القلب إلى الجسم.



أنواع الحالات

تصنف منظمة الصحة العالمية ارتفاع الضغط الرئوي إلى خمسة أنواع، هي:

> النوع الأول: ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي (PAH). يمكن أن يكون مجهول السبب، أو وراثياً، ويتطور بالاشتراك مع أمراض القلب الخلقية أو أمراض الكبد المتسببة عن أدوية أو سموم مثل بعض حبوب الحمية أو الميتامفيتامينات methamphetamines، أو تتعلق بأمراض الأنسجة الضامة مثل الذئبة أو تصلب الجلد. وعلى الصعيد العالمي فإن السبب الرئيسي لهذا النوع هو البلهارسيا التي يعاني منها ما يقدر بنحو 20 مليون شخص، معظمهم في أفريقيا وآسيا.

> النوع الثاني: ارتفاع ضغط الدم الرئوي بسبب مرض القلب الأيسر. يكون ارتفاع الضغط الرئوي في البلدان المتقدمة اقتصاديا، في أغلب الأحيان، إحدى المضاعفات الشائعة لمرض القلب الأيسر، وهي تصيب 26 مليون شخص على الأقل في جميع أنحاء العالم.

> النوع الثالث: ارتفاع ضغط الدم الرئوي بسبب أمراض الرئة. يعد مرض المرتفعات الشديدة المزمن (الذي يعاني منه أكثر من 140 مليون شخص حول العالم من الذين يعيشون على ارتفاع 10000 قدم أو أكثر فوق مستوى سطح البحر)، ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، واضطراب التنفس أثناء النوم من الأسباب الكامنة التي تؤدي إلى تندب في الرئتين، مسببة ارتفاع الضغط الرئوي.

> النوع الرابع: ارتفاع ضغط الدم الرئوي بسبب جلطات الدم في الرئتين. وهو نوع نادر ومتقدم، فارتفاع ضغط الدم الرئوي التخثري المزمن (CTEPH) يسبب جلطات الدم في الرئتين عند 4 في المائة من الأفراد.

> النوع الخامس: ارتفاع ضغط الدم الرئوي بسبب اضطرابات الدم. بما في ذلك اضطرابات الدم والاضطرابات الجهازية التي تنطوي على إصابة الرئة واضطرابات التمثيل الغذائي. فمرض الساركويد Sarcoidosis هو مرض التهابي يصيب مختلف الأعضاء ومنها ارتفاع الضغط الرئوي الذي ينتهي بفشل الجانب الأيمن من القلب.

ما الذي يسبب ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي، النوع الأكثر شيوعا؟ يعود ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي إما لوجود إصابة في الأوعية الدموية الرئوية، أو لتلف فيها، أو لوجود تمدد في البطين الأيمن واختلال في الوظائف.

وغالباً ما يصعب تحديد سبب ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي، الأمر الذي يتطلب من مقدم الرعاية الصحية إجراء عدة فحوصات في محاولة للعثور على السبب.

ويمكن أن يكون السبب موروثا (ويسمى العائلي)، أو غير معروف (ويسمى مجهول السبب).

وهنالك أسباب أخرى معروفة بارتباطها بمرض ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي، مثل:

أمراض النسيج الضام مثل تصلب الجلد أو الذئبة الحمراء، استخدام الأمفيتامينات والوصفات الطبية أو حبوب الحمية، تعاطي المخدرات غير المشروعة مثل الكوكايين والميثامفيتامين؛ وهو نوع خطير من أنواع المخدرات، عيوب القلب الخلقية، أمراض الكبد - تليف الكبد، فيروس نقص المناعة البشرية.



الأعراض والتشخيص

بخلاف الأعراض التي تصاحب مرض ارتفاع ضغط الدم، فإن ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي يرتبط بضغط الدم المرتفع. ورغم أن هذه الأعراض قد تختلف من مريض لآخر، إلا أن أكثرها شيوعاً يتمثل في الأعراض التالية:

- ضيق في التنفس: وهو العرض الرئيسي، ويصيب نحو 86 في المائة من المرضى.

- التعب: يصيب نحو 27 في المائة من المرضى.

- ألم في الصدر: يصيب نحو 22 في المائة من المرضى.

- تورم الكاحلين والذراعين ومنطقة المعدة (وزمة أو تورم edema): يصيب نحو 21 في المائة من المرضى.

- الإغماء: يصيب نحو 15 في المائة.

- الخفقان: يصيب نحو 13 في المائة من المرضى.

وبسبب الطبيعة غير المحددة للأعراض، فغالباً ما يتم الخلط في الأعراض المصاحبة لمرض ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي مع حالات مرضية أخرى مثل الربو. وفي المتوسط فإن الوقت من بداية ظهور الأعراض إلى تشخيص الحالة بأنها ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي يبلغ في المتوسط عامين. ونتيجة لذلك، فإن ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي له تأثير كبير على الحياة اليومية عند نحو 90 في المائة من المرضى، بما في ذلك صعوبة تسلق السلالم، والمشي لمسافات قصيرة، وفي ارتداء الملابس.

كيف يتم تشخيص المرض؟ يتطلب التشخيص وجود حالة من حالات الشك الطبية بناءً على الأعراض، تليها مجموعة شاملة من الاختبارات الطبية، بما في ذلك:

- تخطيط صدى القلب، ورسم القلب الكهربي (ECG)

- صورة بالإشعاع للصدر، التصوير المقطعي والتصوير بالرنين المغناطيسي للقلب.

- اختبارات وظائف الرئة وقياس غازات الدم الشرياني وتحاليل الدم.

- فحص نظام التنفس- فحص الرئة بواسطة المسح (سكان).

• - إجراء قسطرة للجزء الأيمن من القلب لتشخيص ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي وتقييم شدة ضعف الشرايين الديناميكية الدموية.



إجراءات علاجية

وتشمل الإجراءات عامة الحد من الآثار الضارة المحتملة لظروف المريض الخارجية المؤثرة على مرض ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي. وتوصي الجمعية الأوروبية لأمراض القلب (ESC) والجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي (ERS) بأن يتجنب هؤلاء المرضى الحمل.

كما ينصح بالتدريب على إعادة التأهيل والتمرين لغير المصابين بدنياً عبر ممارسة التدريبات الرياضية تحت إشراف طبي في المراكز ذات الخبرة، وتجنب الصعود إلى الأماكن المرتفعة، الذي يؤدي نقص الأكسجة إلى تفاقم حالة ضيق الأوعية الدموية عند مرضى ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي. وكذلك الوقاية من الالتهابات، بالتطعيم ضد الأنفلونزا والالتهاب الرئوي، ويجب تشخيص وعلاج الالتهابات الرئوية على الفور، إضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي والعاطفي والروحي للمرضى وعائلاتهم.

أما العلاج، فلا يوجد علاج معروف، والمتوفر حالياً يهدف إلى تأخير تطور المرض، باستخدام مثبطات الفسفوديستريز ومضادات مستقبلات الإندوثيلين، البروستاسكلين (للحالات الشديدة)، منبهات مستقبل IP. وفي مرحلة لاحقة قد يلجأ الأطباء إلى : عملية زرع رئة في الحالات الشديدة.

وتجري المتابعة المنتظمة مع أحد مقدمي الرعاية الطبية ذوي الخبرة في علاج هذا المرض، واستشارته عند ملاحظة أي تغيير في الأعراض بما في ذلك: زيادة ضيق التنفس، التعرق، الشعور بالصداع.