آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-11:33م

صفحات من تاريخ عدن


يوميات رمضانية ... حكاية الحاج علي أبوبكر باسودان مع خيوله...

الخميس - 09 مايو 2019 - 05:02 م بتوقيت عدن

يوميات رمضانية ... حكاية الحاج علي أبوبكر باسودان مع خيوله...

عدن الغد/ خاص:

في دراسة جديدة بجامعة تافتس الأمريكية لدراسة تأثير تربية الحيوانات على الأفراد في نهاية سِنِّ المراهقة ومُقتبل الشباب أي في فترة نمو الشخصية وجد العلماء أن ثَمَّة علاقة وثيقة بين الاعتناء بالحيوانات الأليفة وتكوين علاقات وطيدة بالمجتمع. فالعلاقة التي تتكون بين الإنسان والحيوان من شأنها أن تغير الإنسان، وذلك عندما يتولى إطعامه، ويعتني بسلامته وتنظيفه، ويستمتع أحدهما برفقة الآخر. وهذه العلاقة التي تخلق التعاطف تِجاه الحيوان تبني أيضًا المهارات الاجتماعية والصفات الجيدة في الإنسان.

وبعد هذه المقدمة الموجزة أود أن أذكر لكم لطيفة من اللطائف النادرة التي تظهر العلاقة الحميمة التي ربطت الحاج علي أبوبكر باسودان بخيوله, حيث كان للحاج علي مجموعة من الخيول في أسطبله الموضح في الصورة, وهذا الإسطبل كان موقعه هو نفس الموقع الحالي لمطعم وفندق العامر في الميدان في كريتر.

كان علي باسودان يستخدم الخيول لجر العربات التي يتنقل بها الركاب وكانت تُسمى (جاري خيل) ويقودها عادة عماله من أبناء الجالية الصومالية في عدن، 
في أحدى المرات وطبعاً هذه الحكاية ذكرها لي الحاج عبدالمجيد مرشد رحمة الله عليه عندما كُنا نلتقي يومياً بعد صلاة الفجر في مُقهاية شوقي علي أبوبكر باسودان أبن الحاج علي أبوبكر، ذكر عبدالمجيد مرشد، هذه القصة وهي من العجائب قائلاً: "كان الحاج علي باسودان يذهب إلى إسطبل خيوله يومياً أثناء فترة العصر ليتفقد عماله وخيوله ويشرف على تغذيتهم والإعتناء بهم, وقد كان الحاج علي دقيق في مواعيده وكان عادةً ما يخرج من بيته ويصل إلى مقهاية زكو في التوقيت ذاته وهو الساعة الرابعة عصراً, فكانت الخيول في ذات التوقيت تصيح وتتقفز بطريقة غريبة ولكن لا أحد يدري لماذا تفعل ذلك، وفي هذا التوقيت تحديداً، وماهي تلك العلاقة بين الخيول وهذا التوقيت...!!

ففي أحدى المرات حصل هذا الشي مع الخيول وكان أحد الجالسين من عيال عدن متواجد بجانب الإسطبل ففزع من صراخ الخيول وحركتها الغير إعتيادية فسأل سايس الخيل الصومالي: "ليش الخيول تصدر هذه الأصوات وتقفز..؟!! فرد عليه السايس الصومالي بلكنة صومالية لطيفة قائلاً: "وريا هذا خيول فرحانة علسان حاج علي باسودان وسل مقهاية سكو...!!" ... سبحان الله على إحساس الحيوان بمالكه المحب له...

هذه هي عدن وبساطتها التي عُرفت بها هي وأهلها الأخيار في تلك الفترة الذين أحبوها فبادلتهم الوفاء بالوفاء ورحمة الله على من مات منهم رحمة واسعة.

بلال غلام حسين