آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-03:06م

ملفات وتحقيقات


قلق الامتحانات كيف نتغلب عليه؟

الثلاثاء - 16 أبريل 2019 - 05:26 م بتوقيت عدن

قلق الامتحانات كيف نتغلب عليه؟

تقرير/محمد مرشد عقابي:

 

مهتمون : يجب ان يوازن الطالب بين اوقات المذاكرة والاسترخاء حتى يتمكن من الاجابة على اسئلة الامتحان والحصول على النجاح.

 كيف تتغلب على خوفك من الامتحانات وتثق في نفسك وقدراتك وتواجه المسألة بصدر رحب، ما يؤكده خبراء الطب النفسي ان تنظيم اوقات المذاكرة واوقات النوم والراحة ونوعية الطعام الذي تأكله هي عوامل اساسية لتجاوز مخاوفك وقلقك طالما اجتهدت وبذلت ما في وسعك في المراجعة والتحصيل، فتحنا في هذه المادة الصحفية ابواب ونوافذ الحديث عن مسألة الامتحانات التي يواجهها طلابنا في مدارسهم هذه الايام والتقينا بعدد من المهتمين للنقاش حول هذا الجانب فكانت البداية مع الاخ عثمان عبد الله صالح الذي قال : هذه الايام يدخل طلاب شهادات النقل في معمعة الامتحانات وخوض ركب الاختبار الاخير برسم المواد الدراسية التي يترتب عليها نقلها من صف الى صف آخر وهذا الامر يمثل لمعظم الطلاب رعب وخوف واستنفار، حيث يشغل ذلك تفكير وعقول الكثير من طلابنا ويرهب البعض منهم، لذا يتوجب على كل طالب يخوض غمار الامتحان ان يتجنب الافراط في السهر وكثرة تناول المنبهات مثل القهوة والشأي وان يلتزم بنظام مذاكرة محدد يسوده جو من الهدوء وان ينام نوماً كافياً وان يتغذى تغذية سليمة مع الابتعاد عن التوتر والقلق وذلك بالحفاظ على الصلاة والترويح عن النفس اذا ما اراد تحقيق معدل نجاح بتفوق.

واضاف : الخوف من الامتحان يحدث تغييرات نفسيه تتمثل في نقص الانتباه واضطراب الذاكرة في صورة النسيان وتصبح الافكار مشتته وغير واضحه او غير منطقية كما تقل قدرة الشخص في الحكم على الامور ويقع في اخطاء منطقية وبجانب هذه التغيرات المعرفية توجد تغيرات اكثر اهمية في مظاهر الضغط والشعور بالانضغاط وهي التغيرات الانفعالية في صورة التوتر والغضب والضيق والخوف والتشاؤم والشعور بالعجز وهذه التغيرات الانفعالية هي تعبير عن استثارة الجهاز الانفعالي، اما التغيرات السلوكية فانها تعد نتائج للتغيرات النفسيه حيث تقل قدرة الشخص على انجاز المهام وأداء المهارات التي يجيدها فمثلاً خط الكتابة للطالب يتشوه نتيجة للضغط والتوتر الزائد وايضاً يتغير النوم والاكل وقد يضطرب الكلام ويصبح الطالب اكثر اعتمادية على الآخرين وقد ياتي بسلوكيات شاذة لا تتناسب وشخصيته وقد يحاول الانتحار لا سمح الله.

 

ماهر مبارك سالمين يقول : ما نراه اليوم من القلق والارتباك والاحباط امام حدث الامتحانات التي جعلها البعض عقبة ترهق كواهلهم هو موقف ليس تربوياً بل اكاد اقول انه موقف غير صحي ومدمر.

واضاف : لا شك ان الطالب قد يجد نفسه مفرطاً في تناول بعض المنبهات او قد يتجاوزها لأخذ عقاقير منبهة ومنشطة بناءاً على نصيحة غير سليمة من احد زملائه او حتى من المقربين اليه ففنجان القهوة المعتاد يحتوي على حوالي 100 مجم من الكافيين وهي كمية تعادل مايوجد في ثلاثة اكواب من الشأي تقريباً ويشيع بين الناس ومنهم الطلاب ان تناول القهوة والشأي يساعدان على زيادة التركيز وصفاء الذهن ووضوح الافكار وترابطها وهذا كلام ليس له اساس من الصحة وغير مثبت علمياً بل ان الدراسات والابحاث التي اجريت على طلبة المدارس والجامعات اثبتت ان الطلاب المنتظمين على تناول كميات عالية من الكافيين اكثر من 300 مجم على مدار اليوم وهو ما يعادل الكمية الموجودة في ثلاثة فناحين قهوة كان اداؤهم الذهني ودرجة تركيزهم اقل من اولئك الذين يتعاطون فقط ما يعادل 100 مجم في اليوم او من لا يتعاطون فقط وكانت نفس النتيجة عندما سمح لهم بتعاطي الكافيين قبل الاختبارات الذهنية مباشرة هذا ما اكدته التجارب العلمية، وقد يسارع البعض متسائلاً ومستنكراً ولكن ذلك الكلام العلمي مخالفاً للواقع من اليقظة لساعات اطول والقيام بالعمل والجلوس امام الكتاب لفترات طويلة وهنا يجب ان نفرق بين اليقظة الكمية وهو التيقظ دون ان يصاحبها درجة كيفية من الانتباه والتركيز التي تمكن الطالب من التعامل مع المشاكل الذهنية المعقدة، كما ان المنبهات تغطي على سرعة حدوث الارهاق العضلي وتعطي الشخص شعوراً بالنشوة والقوة البدنية والقدرة على انهاء المهام باستخدام عضلاته وليس بعقله.

 

امجد عبد الحبيب خالد يقول : اولاً يجب على الاباء والامهات عدم إشاعة القلق وزرع الرعب بين الابناء لان القلق والخوف هو بداية التدهور وبداية عدم التركيز في المذاكرة، كما ينبغي عدم التأنيب المتكرر عن طريق توجيه توبيخات مؤلمة وجارحة والاكثار من اللوم واتهام الابناء بانهم فاشلون او سلبيون فهذا بدوره يؤدي الى ردة فعل غير محمودة وغير جيدة على الابناء انفسهم.

واضاف : يجب على الآباء واولياء الامور عدم البدء بالحوار مع ابناءهم بجمل استفزازية من اجل المذاكرة لان ذلك يقلل ويضعف العزيمة والروح المعنوية، بل يجب الالتصاق بالابن ومعنى الالتصاق اي القرب منه وعدم المراقبة له والمتابعة وعدم التجسس مع إشاعة الأمل وبث روح التفاؤل فمهما كان الابن ضعيفاً فهناك جوانب يمكن ان ينجح فيها وكل ذلك له انعكاس قوي على شخصية الابن، والاستعانة بأي شخض له تأثير على الابن كالاصدقاء او الاقارب او المدرسين لمساعدة الاسرة في حث الابن على مواصلة المذاكرة فهذه من الاساسيات لانتشال وضع الطالب والرفع من مستوياته على كافة الاطر والجوانب كما يجب اعطاء الابن (الطالب) مساحة كافية من الوقت للترويح عن النفس فمثل هذه العوامل لها انعكاسات ايجابية على روحه ومستقبله في التحصيل العلمي، كما يجب حث الطالب بطرق محببه للمذاكرة واسترجاع الدروس وتلخيصها ومساعدته على الاقتراب من الله من خلال الصلاة والدعاء، لان الله سبحانه وتعالى هو ولي التوفيق والقادر عليه وهو خير معين.

 

محمد اسماعيل الحروي يقول : انا اوجه رسالتي لابنائي وبناتي الطلاب والطالبات الذين يخوضون مرحلة الامتحان او مقدمون على امتحانات مقبلة عليهم وهي يجب ان يلتزمون بنظام دقيق ومتزن في مذاكرة دروسهم والنوم والاستيقاظ، فالاستيقاظ في الوقت المحدد حتى لو لم تنم بشكل كاف في ليلتك مع الالتزام بهذا البرنامج حتى في الاجازات وعندما تأوي الى فراشك واسترخي وتجنب التفكير فيما حدث لك خلال يومك او في مشاكل تتوقعها في اليوم التالي لان شرود الذهن يؤدي الى تشتت المعلومات وضياعها ونتيجة ذلك هو الفشل لا محالة، كما يجب الانتظام بمزاولة الرياضة والجلوس في الاماكن الهادئة خلال ايام الامتحان بعيداً عن الضوضاء والازعاج مع تجنب الجوع او الشبع بكثرة قبل النوم اي اتباع نظام غذائي مهم، كما يجب تجنب المشروبات المنبهة وتجنب تدخين التبغ عند الذهاب الى فراش النوم.

واضاف : يجب عليك عزيزي الطالب ان تكون واثقاً بنفسك وبامكانياتك لاجتياز الامتحان، وواجب عليك ان تضع لنفسك خطة مجدولة للمذاكرة خلال اليوم محددة بالوقت والمادة والمكان ولا بد ان يتخلل هذه الخطة قسطاً للراحة والاسترخاء والصلاة والرياضة وتناول الطعام وقضاء حاجياتك وهواياتك مع مراعاة ان تكون المذاكرة في مكان ملائم وهادئ.