آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-03:50ص

أدب وثقافة


قصة قصيرة: البوح بأشياء لا تشتهي الانكسار

الثلاثاء - 16 أبريل 2019 - 10:38 ص بتوقيت عدن

قصة قصيرة: البوح بأشياء لا تشتهي الانكسار
تعبيرية

عدن(عدن الغد)خاص:

 

بقلم: رائد الجحافي

الزمن مختلف تماماً عن تراجيديا الأمس، فقط وحدها الدمعة تسبح في خليج الذكريات وثمة عبرة تتسلل تخوم أجراس مدينتي الجريحة، يتشكل الأسى في زواياها الفاجعة التي أضحت جزء من يومياتنا المعتادة، فهناك ترك صغاره عسى تلك القرية المتسلفة بطن الجبل الشاهق تحتفظ بشيء من الهدوء والأمان، لم يمض وقت طويل على الهجران حيث انتظار قدوم سكون المدينة وانبعاث حياتها من جديد حتى فقدت القرية عذرية سكونها الذي تمزق ذات ليلة شديدة البرودة ورحلت احلام الصغار في منحى آخر إذ لم يعد الدرس وكراس المدرسة يجدي في الهاء الصغار عن أشياء لم يألفوها من قبل،

 

وتلاشت معها حكاية المدرس ورائحة زيت النارجيل المتسلل خفية على مقدمة جبين محمد وأقرانه في الفصل الترابي الصغير، الأمر تطور كثيرا وحتى دفتر الرسم الذي كان يشع بالألوان والأشكال الجميلة التي تحاكي خيال الصغار أضحت صفحاته لا تخلو من صور واشكال القنابل وموميات لم استطع هضمها بينما شرعت افتش طبوغرافيا صغيري "محمد" لذي أضحى يدرك ماهية الانفجار اكثر من إدراكه لتلك الأشياء الملونة وفي موعد العشاء لم يتوان عبدالباسط التعليق على رائحة الخبز المحترق إذ سارع ليقول مبتسما بينما يرمق والدته بنظرة بريئة قائلاً إن خبز اليوم رائحته تشبه كثيرا رائحة البارود..

كانوا خمسة قبل خلودهم للنوم يعقدوا جلستهم الختامية المعتادة مجدداً يتدارس فكرة الانتقام..