آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-08:22م

ملفات وتحقيقات


72 ساعة حرب.. طرفا الصراع يغرقان تعز بعشرات القتلى!

الأحد - 24 مارس 2019 - 05:59 م بتوقيت عدن

72 ساعة حرب.. طرفا الصراع يغرقان تعز بعشرات القتلى!

عدن (عدن الغد) خاص:

تقرير: عبدالسلام عارف

تغيّرت معالم مدينة تعز بفعل الحرب التي تشهدها البلاد، وتغيّرت أيضاً سبل الوصول إليها، وأصبحت أكثر كلفة وفقاً لعوامل المسافة والزمن والأمان.. فمنذ نحو عامين فرضت قوات الانقلابيين حصاراً خانقاً على المدينة من جميع المنافذ، الرئيسية والفرعية أيضاً.

وبفعل الحرب والحصار أصبحت تعز معزولة عن ضواحيها من جميع الاتجاهات، باستثناء المنفذ الجنوبي، الرابط بين مدينة تعز والضواحي الجنوبية المرتبطة بمحافظة عدن، وهو المنفذ الوحيد المفتوح.

تبدو ملامح تعز وهي تعاني من نكبات واسعة وحرب الحوثي، واقتتال فصائل المعارضة فيها اوجع المدنيين كثيرا وفاقم من معاناتهم، ويبدو أن بعض المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة الموالية للتحالف في محافظة تعز وسط اليمن ستتحول إلى ساحة لتصفية الحسابات بين حلفاء التحالف.

وتوسعت دائرة المواجهات المسلحة أمس السبت، بين قوات موالية لحزب «الإصلاح» في تعز وأخرى تابعة لكتائب «أبو العباس» الموالية للإمارات، مخلفة عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين.

وقالت مصادر محلية في تعز لصحيفة (عدن الغد): “إن دائرة الاشتباكات توسعت عقب يوم من بدء حملة أمنية دشنها محافظ تعز الموالي لحزب الإصلاح لتعقب مسلحين خارجين عن القانون إلا أن معارضيها قالوا إنها باتت مسيسة”.

واندلعت الاشتباكات أمس الأول في المدينة القديمة قبل أن تتوسع إلى مناطق أخرى. والاشتباكات هذه بين قوات محسوبة على «الإصلاح» وأخرى محسوبة على القيادي «أبو العباس» الموالي للإمارات، وتضرّر عدد من المنازل جرّاء الاشتباكات التي أحدثت فوضى عارمة في المدنية.

الاشتباكات اندلعت بين فصيلين عسكريين مواليين للشرعية ويتبعانها مباشرة الا ان هناك أطرافا تتجاذبها وتمولها، فالقوات الموالية للمحافظ الجديد لتعز نبيل شمسان مدعومة من علي محسن الأحمر وقوات ابو العباس تدعمها الامارات.

وباشرت تلك القوات بالفعل عمليات ملاحقة لخصوم الإخوان كتائب «أبو العباس» من سياسيين وأيضا من مقاومين مسلّحين مشاركين في مواجهة المتمرّدين الحوثيين.

وسُجّل، أمس الأول وأمس، توسّع كبير في نطاق الاشتباكات التي كانت قد اندلعت الخميس الماضي بين القوات الموالية لحزب الإصلاح، ومسلحين مناوئين انطلاقا من الحي القديم بالمدينة.

قال الكاتب السياسي فهمي محمد عبدالرحمن انه للمرة الثالثة تشهد مدينة تعز حملة أمنية مكثفة للبحث عن مطلوبين أمنيا وفارين من وجه العدالة وهم بلا شك كثيرون في هذه المدينة التي توشحت بالخوف والرعب لمدة أربعين ساعة على الاقل هن عمر الجولة الثالثة من ممارسة العقل العابث في تعز الحالمة.

ويشير عبدالرحمن للمفارقة: أن هذه الحملة كسابقاتها توقفت في منتصف الطريق دون أن تحقق أهدافها بعد أن أوقفت نبض الحياة في قلب المدينة، والسبب في ذلك عجز الحملة الأمنية منذ البدء عن تقديم نفسها كعملية أمنية مهنية خالصة ومجردة من الفعل الانتقائي او الكيل بمكيالين والذي يعبر غالباً عن خبث سياسي يحرك مثل هذه الحملات التي تولد ميتة منذ لحظة اتخاذ القرار الذي بلا شك نجده يفتقد للفطنة والذكاء وحتى للمصداقية في نظر الكثيرين.

ويضيف عبدالرحمن: كل ما فعلته هذه الحملة خلال يومين هو زرع الخوف والرعب في جوف النساء والأطفال وسقوط بعض الأبرياء لاسيما في منطقة معينة، وكأن ما يجري هو عقاب للجغرافيا وللإنسان الساكن في ما يسمى المدينة القديمة.

ويرجع عبدالرحمن قائلا: أنا لست من المتعاطفين مع ابو العباس ولا مع رجالاته بالمطلق، لكوني أرى كل هؤلاء المتكئين على الجملة الدينية أنهم ليسوا مؤهلين لقيادة الدولة وغير مؤهلين لبناء اوطان تعيش فيها شعوب حرة بما تعنيه هذه الكلمات والمفردات من معنى سياسي وحضاري وإنساني، وفي المقابل لست متحمسا بالمطلق لهؤلاء القادة المتربعين على قيادة الجيش والأمن لكونهم من جهة أولى خاضعين وغارقين حتى شعر رؤوسهم بالوصاية السياسية، ولكونهم من جهة ثانية غير مبرأين في نظر الكثيرين من أبناء تعز من تهمة العمل الانتقائي والكيل بمكيالين فيما يتعلق بضبط المطلوبين أمنياً أو المرتكبين لأعمال مخالفة للقانون داخل مدينة تعز.

ويختم حديثه: على سبيل المثال فقط أحد المتهمين بالقتل محسوب على حزب ما، يقبع الآن في حجز الشرطة العسكرية وقد صدرت عدد من المذكرات القضائية (نيابة ومحكمة) تخاطب قيادة الشرطة العسكرية بتسليمه، وهو المحتمي بكبير، الى السجن المركزي ليتم محاكمته محاكمة عادلة أمام سلطة القضاء، وحتى الآن يتم رفض أوامر القضاء بطريقة مُهينة للقانون في مدينة حالمة، وكذلك أوامر صادرة من النائب العام للقبض على مطلوبين لم يتم التعاطي معها حتى اليوم، وآخرون متهمون بأعمال قتل وارتكاب جرائم في حق المدنيين والنساء والاطفال، مازالوا يعيشون بكل حرية وحماية على الضفة الأخرى، إذ لم يكن بعضهم مشاركين جنوداً مجندة في الحملة الأمنية.

 

تمرد أمني

وأطلق محافظ محافظة تعز نبيل شمسان رئيس اللجنة الأمنية أمس الأول حملة أمنية للقبض على بقية المطلوبين أمنيا في المناطق الشمالية الشرقية من المدينة وأوكل المهمة الى قائد محور تعز ومدير الأمن رئيس الحملة الأمنية وتشمل الحملة كل المربعات شمال المدينة وجنوبها وشرقها وغربها.

وتراجع محافظ تعز نبيل شمسان وطالب قائد محور تعز بوقف عمليات ملاحقة المطلوبين بعد توسع الاشتباكات التي راح ضحيتها أكثر من 80 قتيلا من المواطنين.

وقال وكيل محافظة تعز عارف جامل إن قائد المحور ومدير الأمن متمردان على توجيهات المحافظ ويتحملان المسؤولية الكاملة حول كل ما يجري من أحداث داخل المدينة القديمة، وتستهدف قوات موالية لحزب الإصلاح بشكل أساسي كتائب أبو العبّاس باعتبارها العقبة الأكبر في طريق سيطرتها على تعز، لكنّها تستهدف أيضا خصوما آخرين.

وأقدمت المليشيات خلال الأيام الماضية على إحراق مقرّ لحزب المؤتمر الشعبي العام والتحرّش بمنازل بعض من أعضائه من خلال إطلاق النار باتجاهها، فيما داهمت عناصرها مقرّات تابعة للسلفيين من بينها إذاعة محلّية ناطقة باسمهم ودمّرت محتوياتها.

وعلّق السياسي اليمني نبيل الصوفي على الأحداث الجارية في تعز بالقول “إنّ الحرب ضد أبو العباس لم تتوقف”، ملمّحا إلى وجود تواطؤ داخل صفوف الشرعية اليمنية مع الإخوان في سعيهم لبسط السيطرة على المحافظة.

 

اتهامات للجنة الأمنية

وقال الناشط حسام المليكي: ان غزوان المخلافي هدد قبل اسابيع بأنه سيرفع قضية على كل من تقدم ضده ببلاغ للنائب العام وان هؤلاء الناشطين يسعون لتشويه “شخصه العظيم”!.

وأضاف المليكي: ان هذا الحدث يصف مدى التفاهة التي وصلت اليها تعز، قلنا نعم نحن مع لجنة امنية تمثل السلطة المحلية للقبض على كل المطلوبين امنيا وليس على مجرمين في منطقة معينة واغفال منطقة أخرى ومن ثم تحدثني اننا نبقبق ضد عمل لجنة ليست امنية بل لجنة الانتقام من الخصوم المجرمين على حساب مجرمين اخرين ولخدمة اطراف سياسية معينة.

وطالب المنظمات الدولية برصد كل هذه الانتهاكات المليشياوية تحت مسمى سلطة الدولة، ورفع تقارير تدين هذه الممارسات اللا مسئولة والتي تزيد من التعقيد للوضع أكثر مما هو معقد بالأساس.

 

قصف عشوائي

وقال نشطاء محليون بمحافظة تعز ان مليشيات مسلحة تابعة لحزب الإصلاح نفذت اعمال قصف عشوائية أمس السبت واستهدفت مواقع مدنية في المدينة.

وتعرض مستشفى المظفر بتعز لعملية قصف من قبل هذه المليشيات، بحسب ما افاد مصدر محلي.

وقال المصدر لصحيفة (عدن الغد) ان المستشفى تعرض لقصف شديد وهو ما تسبب باشتعال النيران فيه.

وتسود منذ يومين اشتباكات مسلحة بين قوات موالية لحزب الاصلاح واخرى تابعة لجماعة ابو العباس.

 

اهتمام جنوبي

واتهم السياسي والكاتب الجنوبي هاني مسهور حزب الاصلاح بتشكيل مليشيات مسلحة ونشر الفوضى بدعم قطري, معتبرا ان ما حدث في محافظة تعز من فوضى سيحدث في كل أرض تصل لها يدهم.

وقال مسهور في تغريدة نشرها على حسابه في تويتر: “ما حذرنا منه يحدث في تعز، تسليح حزب الاصلاح نتيجته قتل وارهاب وترويع باسم الدين”.

واضاف: “ما يجري في مدينة تعز من المليشيات الممولة من قطر سيحدث في مأرب والجوف وفي كل أرض تصل لها يد اخوان اليمن”.

وعلق المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي عضو هيئة رئاسة المجلس سالم ثابت العولقي على ما يحدث في محافظة تعز من مواجهات مسلحة بين قوات تابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح وأخرى مناوئة للحزب.

وقال العولقي في تغريدة له على حسابه بتويتر: “كان البعض يظن أن ما نقوله عن التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن) مجرد شماعة أو استهلاك إعلامي”.

واضاف: “ما يحدث في تعز يؤكد ما نقوله منذ سنوات، و يدق اجراس الخطر من جديد حول دموية هذا التنظيم ومشروعه الخبيث”.

واعتبر ان استغلال القرار الشرعي وتوظيفه لتمرير أجندة جماعة حاقدة ومريضة لن ينجح ولن يمُر.

وتشهد محافظة تعز هذه الايام مواجهات مسلحة بين قوات تابعة لحزب الاصلاح واخرى مناوئة للحزب، تسبب بمقتل عشرات المدنيين وتدمير مئات المنازل