آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:40م

ملفات وتحقيقات


الفن المعماري اليمني وأصالته التاريخية (1---2).

الأربعاء - 20 مارس 2019 - 06:25 م بتوقيت عدن

الفن المعماري اليمني وأصالته التاريخية (1---2).

تقرير/محمد مرشد عقابي:

العمارة اليمنية تحظى بشهرة عالمية واسعة لما تتمتع به من ميزات متنوعة من حيث توافقها مع البيئات المختلفة المحيطة وتلبيتها على مر العصور لاحتياجات مستخدميها، وفي العقود الاخيرة ومع تطور مناحي الحياة العصرية بشتى مجالاتها تعرضت هذه الثروة التراثيه في وطن الحضارات والتأريخ للعبث بقصد او بدون قصد نتيجة للجهل بقيمتها التأريخية والعلمية والعالمية او بسبب الاهمال ومن ثم الهدم والمتاجرة بالارض، ولمناقشة ابرز المخاطر التي يتعرض لها الارث المعماري اليمني والتدابير اللازمة للحفاظ على المدن اليمنية من التلوث بالانماط الغريبة على البيئات اليمنية المحافظة على الطابع المعماري الفريد وعن الاساليب الصحيحة في استخدام الانماط العناصر المعمارية في العمارة الحديثة باليمن استضفنا عدد من الشخصيات المهتمة فكان لقاءنا الاول مع المهندس مروان عبد الحميد مبارك والذي قال : بالنسبة للمخاطر التي تسببها الانماط الغريبة عن العمارة اليمنية اوضح ان تلك المخاطر لايمكن تلافيها نتيجة التحولات الجذرية في المجتمع اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً ولكن يجب القول اذا كان لابد من هذه الاشياء فيجب حصرها زمنياً ومكانياً وتحت طائلة من الاسئلة، والحفاظ على العمارة اليمنية يعني الكثير، فالحفاظ عليها يؤدي الى السياحة بالمقابل جلب الاموال وخاصة اذا لم توجد ثروات اخرى تزيد من دخل الفرد والمجتمع.

واضاف : لاتظل العلاقة بين التراث والتقاليد والحفاظ عليها عند زمن تتوقف فيه الحياة بل يجب تطوير العمارة بحيث يتلائم والتغيرات الزمنية ولا تفقد طابعها التقليدي الممتاز على مر السنين، ومن وجهة نظري ارى ان المعالجات التي يجب ان تتبعها الجهات الجهات المعنية للحفاظ على هوية وطابع العمارة اليمنية تكمن في : تحسين العلاقة المتبادلة بين الانسان والعمارة (المبنى التقليدي) حيث على الانسان فهم معنى الفن المعماري التقليدي حتى يعطي فوائدة وليس العكس على سبيل المثال المتغيرات تتطلب وجود الماء بشكل دائم في المبنى الطيني لذا تكون المعالجة بجعل المواسير الخاصة بالمياه على السطح الخارجي للجدار الطيني وليس بداخله حتى تسهل عملية كشف تسرب الماء.

 

موسى عباس الحامدي يقول : هناك العديد من المدن اليمنية التي تتميز بطابعها المعماري القديم والفريد منها مدينة عدن التي تعد من اقدم المدن العربية التي شكلت همزة وصل بين الحضارات القديمة في الشرق الاوسط والحضارات العالمية الاخرى حيث سميت قديماً من قبل العرب بعين اليمن وظلت عبر التاريخ نافذة اليمن المطلة على الخارج نتيجة موقعها الاستراتيجي الهام الذي تتميز به.

واضاف : ان الانفتاح الحضاري على العالم الخارجي والحركة المعمارية التي شهدتها عدن ادت الى تغييرات جذرية في بنائها الحضري والمعماري ونشوء تحولات عديدة في خصائص وخواص النمو العمراني وانتشار المظاهر المعمارية الغريبة على البيئة التقليدية، فللأسف ان خصائص العمارة التقليدية لمدينة عدن تلاشت معظمها واستبدلت بعمارة حديثة مستوردة تحمل مواصفات غير ملائمة للظروف البيئية والمناخية وحتى للخصوصيات الاجتماعية والحضارية والاقتصادية للمدينة.

ومضى يقول : من هذه الزاوية يجب ان يكون هناك بحث للتعريف على الهوية المعمارية لمدينة عدن كونها من اهم المدن اليمنية من الناحية العمارة القديمة والاثرية وذلك لاظهار نماذج حية وواضحة لهذا التراث وتظهر خصائصه من نواحي التخطيط والتصميم والانشاء والاتجاهات، كما يجب ان يكون هناك بحث يستعرض المراحل التاريخية المختلفة للتطور العمراني التي يمكن من خلالها تصنيف البناء ومدى التوافق وتلائم البيئة المحليه ومتطلبات المدينة لمواكبة الحاضر، ومن الاهمية بمكان ايضاً ان تكون هناك قرارات وتوصيات تتعلق بالحفاظ على الهوية المعمارية المحلية للمدن اليمنية ذات الطابع الحضاري القديم والالتزام بمخططات استعمالات الاراضي ونوعية المباني.

 

فارس عبد الوهاب القاضي يقول : تشكل العمارة القديمة الوجه المشرق للحضارة اليمنية التي تمتد حدودها الى ازمنة تليدة وغابرة وتكمن اهمية العمارة اليمنية من خلال الدراسات الحديثة المتعددة لخصائص هذا البناء واستخلاص التوصيات في استخدام مواد البناء القديمة التي اساسها الطين في البناء الحديث كون الجدران الطينية تشكل عازلاً ممتازاً للحرارة والبرودة كما لا يسمح بسرعة انتقالها بين الغرف وسهولة التعامل مع الطين اثناء البناء يسهل تشكيله وزخرفته، وهناك عدد من التوجيهات الدولية توصي باعتبار المدن التاريخية اليمنية والبناء القديم احد التراث العالمي الذي يجب المحافظة عليه الا اننا مازلنا لا نمتلك الادارك بهذه الاهمية لمدننا التاريخية.