تقرير / محمد حسين الدباء
تعد مديرية دار سعد البوابة الشمالية لمحافظة عدن والتي كانت سدا منيعا وقوة ضاربة أذاقت المليشيات الحوثية ذل الهزيمة حيث ظلت مستعصية عليها ولم تسقط في قبة المليشيات رغم أنها أول مديرية هاجمتها .. دار سعد سجلت اسمها في تاريخ البطولة والمقاومة الوطنية .. دار سعد قدمت قوافل من الشهداء.
دار سعد تعيش الآن انفلاتاً أمنيا ليصبح حمل السلاح فيها موضة مع الذين لم يبلغوا الحلم .. دار سعد أصبح فيها إطلاق الرصاص الحي في الحفلات والأعراس عرفاً وتقليدا .. دار سعد فيها شرطتان والأمن غائب أو مغيب بفعل فاعل وهذا ما لمسناه بعد توقف الحملة الأمنية التي دشنت قبل يومين!.. تتجمع فيها عدة فصائل مسلحة وكل فصيل يسرح ويمرح بسلاحه وأطقمه دون حسيب أو رقيب أو عقاب من المسؤول عليه وما يحدث بين الحين والآخر من اشتباكات في حواري المديرية لهو خير دليل!.
لا تستحق هذا التهميش !
دشنت قيادة لواء النقل العام حرس رئاسي حملة أمنية موسعة بمديرية دارسعد.. وتحدث فيها رمزا المقاومة في المديرية محمد البوكري وأمجد خالد القحطاني وأشارا إلى أن الحملة تسعى إلى تأمين دار سعد وإيقاف الخارجين عن القانون ومنع إطلاق الرصاص الحي بالحفلات والأعراس وتنظيم حركة السير بالمديرية.
استمرت الحملة لمدة ست ساعات فقط ليفاجأ أبناء دارسعد بتوقف الحملة الأمنية دون إبداء الأسباب التي دعت لتوقفها .. هل هناك أوامر عليا خارجية أم محلية لتوقيفها؟ .. ومن المستفيد من العبث والانفلات الأمني داخل هذه المديرية.
لواء النقل ممثلا بالبوكري القحطاني أعد العدة لهذه الحملة وأقام دورات تثقيفية لضباط وأفراد الحملة لأكثر من شهر وتم طلاء الأطقم العسكرية الخاصة بالحملة والجهود التي استمرت لأشهر كل ذلك يمحى باتصال يوقف الحملة .. لماذا؟!.
علامة استفهام ؟
بعد توقف الحملة الأمنية بدار سعد عقد اجتماع طارئ بمنزل وزير الداخلية أحمد الميسري أفضى إلى استمرار الحملة الأمنية ونقلت صحيفة “عدن الغد” أن الاجتماع ضم قادة أمنيين وعسكريين.. لماذا لم يتعد هذا الاجتماع ومخرجاته منزل الميسري ؟!.. ولماذا سمح الميسري بإيقاف الحملة التي أقيمت بتوجيهات منه؟!.
غياب دور المجلس المحلي
يقوم لواء النقل بجهود حثيثة - إلى حد ما – ببعض التحركات هنا وهناك لكن دوره محصور وعمله أيضا محدد، أما مسئولية أمن المديرية فتقع على المجلس المحلي وشرطتيها اللتين انحصر عملهما في المشاكل الأسرية فقط .. لماذا يغيب المجلس المحلي ؟!.. أقل شيء كان يمكن أن يقدمه هو أن يمنع إطلاق الرصاص في الأعراس.
مواطنون يتساءلون ؟
يتساءل مواطنون من أبناء دار سعد عن مصير الحملة الأمنية ضد حمل السلاح في المديرية التي أعلنت عنها وزارة الداخلية .. مستغربين من توقف الحملة الأمنية خاصة مع تكرر عمليات التقطع والاختطاف والاغتيالات والتي كان من أسبابها انتشار السلاح في المديرية .. مؤكدين أن منع حمل السلاح سينهي الكثير من هذه العمليات.. وأنهم قد استبشروا خيرا من الإعلان عن بدء الحملة التي انتظروها طويلا لكنها قتلت في مهدها .. مطالبين وزير الداخلية المهندس أحمد الميسري بإعادة الحملة الأمنية.