آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:38ص

ملفات وتحقيقات


(عدن الغد) تبحث اسباب تدهور انتاج محصول القطن في محافظتي لحج وابين

الأحد - 17 فبراير 2019 - 07:47 م بتوقيت عدن

(عدن الغد) تبحث اسباب تدهور انتاج محصول القطن في محافظتي لحج وابين

عدن ( عدن الغد ) خاص :

تقرير/محمد مرشد عقابي:
مزارعون : اتجاه الكل لزراعة القات والمزروعات التي تضمن دخلاً سريعاً للمزارع بجانب اهمال الدولة وعدم تشجعيها لزارعي القطن ادى الى تدهور انتاجه وربما انقراضه.ارتبطت محافظتي لحج وابين منذ زمن طويل بزراعة القطن الذي بدوره كان العلامة التي تميز اراضي هاتان المحافظتان الزراعية على امتداد اوديتهما المختلفة، يقول المزارع عبد الوهاب عمر فتيني محصول القطن في لحج كانت يعتمد على كمية السيول الموسمية وقد مرت زراعته طيلة العقود السالفة على امتداد اراضي وادي تبن بمراحل مختلفة، وبحسب الروايات ان في منتصف خمسينات القرن الفائت كان العائد المالي من قيمة منتوج القطن بالمحافظة ذو نسبة عالية، وقد ساعد ذلك في تحسين مستوى معيشة المزارعين، ثم جاءت مرحلة اخرى تزامن فيها الزخم الثوري مع حكم الاستعمار والسلاطين فكانت زراعته مفروضة على المزارعين حينها ولم تكن الاسعار مجزيه او مربحه رغم توفر الدعم الكافي الذي حظي به هذا القطاع من خلال وجود العديد من التعاونيات الزراعية ومزارع الدولة، اما لو تحدثنا عن زراعته في عهد الوحدة اليمنية فسنجد ان هذا المحصول وبسبب سوء الادارة وعدم الاهتمام انخفض مستوى انتاجه ومساحة زراعته.

واضاف : في بداية السبعينات شهدت زراعة القطن في محافظة لحج ازدهاراً كبيراً فقد ادخل الى روابيها صنف قطن يسمى (طويل التيلة) من اصل سوداني مصري مهجن وقد اطلق عليه كود 4 في سلطنتي ابين ولحج في ظل الاستعمار البريطاني وقد نجحت زراعة القطن في دلتا تبن وحققت نجاحاً وكان لهذا الازدهار مظاهره واسبابه، فتحسنت احوال المزا عين وارتفعت ارصدة الملاك كما ان خزينة الدولة حظيت بنصيب جيد وتحسن ملحوظ من النواحي الاقتصادية، ولم يقف الامر عند هذا الحد بل اصبح القطن اللحجي بنجاحه وجودة نوعيته محط اعجاب جميع زائري لحج من داخل الوطن وخارجه، ونتذكر الاعجاب الكبير الذي ابداه هيكنيوثم حاكم عدن حينذاك واصبح القطن اللحجي مفضل لدى العديد من الاجانب خصوصاً البريطانيين واليابانيين والهنود والامريكان.
وقال : نتيجة للسمعة الطيبة لمحصول القطن اللحجي فان حكومة عدن لم تطالب لجنة الانعاش الزراعي بتقديم ضمانات للقروض التي تأخذها بهدف زراعته وتوسيع نطاق زراعة محاصيل الخضار ومشاريع الآبار الارتوازية، وتعود اسباب النجاح الى تشجيع حكومة الانجليز القائمة في عدن للسلاطين في لحج وابين على زراعة محصول القطن تلبية لرغبات الشركات الانجليزية باعتباره المادة الخامة الرئيسية التي تدخل في العديد من الصناعات المرتبطة بالغزل والنسيج وقد لعبت الحكومة اللحجية حينها دوراً هاماً في تشجيع المزارعين وتوجيههم نحو زراعة هذا المحصول النقدي الهام، وكانت هناك نعمة المياه والسيول مستمرة السريان موسمياً على وادي تبن بالإضافة الى التسهيلات والقروض البيضاء التي كانت تقدم للمزارعين الى جانب الاهتمام بالتفتيش الدوري على الحقول المزروعة بهذا المنتج وكذا الحرص على مكافحة الآفات الزراعية تلك العوامل ادت في مجملها الى نجاح زراعة المحصول في لحج، اما اليوم ونظراً لعدم الاهتمام بهذا المنتج فقد اتجه عموم المزارعين نحو زراعة الخضار واشجار المانجو والجوافة والاعلاف اضافة الى اتجاه الغالبية الكاسحة من المزارعين لزراعة شجرة القات طمعاً في الحصول على المال لكونهم يرجئون ذلك الى حاجة السوق، هذا بجانب اهمال الدولة وعدم تشجيعها المزارعين لزراعة منتوج القطن.
المزارع جلال موسى فيصل يقول : لو تحدثنا عن محطات زراعة محصول القطن في لحج فلا بد ان نستحضر المرحلة التي اعقبت الاستقلال في عام 1967م فقد انعكس وانقلب الوضع تماماً نتيجة للإجراءات التي اقدمت عليها الدولة حيث تم مصادرة الاراضي الزراعية للملاك الكبار وغيرهم من ذوي الحيازات الصغيرة وتم فرض سياسة زراعية مركزية صارمة من قبل الدولة دون الرجوع الى المزارعين ومعرفة رغباتهم، كما تم فرض زراعة القطن بقوة القرار السياسي هذه الاجراءات ادت الى عدم الاهتمام بالمحصول من قبل المزارعين فكان ذلك اول مؤشرات بداية انهيار وتدهور زراعة هذه المنتج، اما في عهد الوحدة الوطنية فإنتاج القطن صاحبه مشاكل عديده من بينها سيادة مفاهيم جديدة اهمها تحرير الزراعة من القيود والبرامج والتسويق واخضاع جميع المحاصيل منها القطن لسياسة السوق الذي يحكمه عادة العرض والطلب.
ومضى يقول : هناك العديد من العوامل لعبت دوراً كبيراً في تحجيم زراعة محصول القطن من بينها ضعف وشحة تدفق السيول وتفاوتها من موسم لآخر، وازدياد اهتمام المزارعين بإنتاج الخضروات وغيره من المزروعات على حساب القطن، وكذا ازدياد الطلب على الخضار نتيجة تنامي وعي المواطنين بأهميتها في حياتهم اليومية صحياً ومادياً، بالإضافة الى اتجاه غالبية المزارعين في دلتا تبن وابين الى زراعة المحاصيل والمزروعات النقدية سريعة المردود، كما ان حفر الآبار الجوفية تعد من الاسباب الرئيسية وراء اتساع الرقعة الزراعية وتنوع تركيبتها المحصولية في اراضي محافظتي لحج وابين ولم يعد القطن يحظى بذات الاهمية البالغة التي كان يحظى بها في سابق عهده اي العقود الوسطى من القرن الماضي.