آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-03:53م

ملفات وتحقيقات


جرحى الساحل الغربي في مصر.. بين سندان الألم والمعاناة ومطرقة الإهمال والمماطلة

السبت - 16 فبراير 2019 - 07:33 م بتوقيت عدن

جرحى الساحل الغربي في مصر.. بين سندان الألم والمعاناة ومطرقة الإهمال والمماطلة

القاهرة (عدن الغد ) خاص :

كتب / احمد بوصالح

زهى شهرين ونصف قضيتها في مدينة القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية امتدت من منتصف نوفمبر 2018 إلى نهاية يناير 2019 عشت خلالها معاناة جرحى الحرب الدائرة في جبهات الساحل الغربي باليمن.

في القاهرة يتواجد نحو 1000 جريح معظمهم من أبناء الجنوب.

 وحتى وقت قريب كان  الكثير منهم يقطنون شقق سكنية تم حجزها لهم من قبل التحالف العربي "الإمارات" للإقامة طيلة فترة ومراحل العلاج وأبعده اي فترة النقاهة في أحياء المدينة الشعبية مثل ارض اللواء وفيصل وغيره.

- ازدحام المرافق الطبية:

الشي اللافت والذي يؤكد كثرة إعداد ضحايا "جرحى" تلك الحرب "القذرة" هو التواجد الكثيف للجرحى الذي يعد معظمهم ان لم يكن كلهم من فئة الشباب المتراوحة أعمارهم بين الثامنة عشر والثلاثون عاما في كافة المرافق الطبية في العاصمة المصرية.

إذ لا يخلو مستشفى عام او تخصصي او عيادة طبية او معمل او مختبر طبي او مركز علاج طبيعي من وجود جرحى يمنيين ففي تلك المواقع تجدهم بجراحهم والأمهم يجلسون على كراسي الانتظار في صالات الاستقبال لإجراء عملية جراحية او فحوصات مختبرية او مقابلة طبيب مختص او جلسة علاج طبيعي او غيره.

- مشاوير العذاب والإذلال:

رافقت والد احد الجرحى في رحلة البحث عن المحاسب بغية استلام المخصص الشهري للجريح المتوقف من شهر ديسمبر الماضي.

تلك الرحلة التي دامت زهى أسبوع اي منذ أن تناقل الجرحى خبر صرف تلك المستحقات الممثلة في صرف مخصص الغذاء وإيجار السكن وفواتير الأدوية وغيره.

ففي تلك الرحلة المضنية تجلت المعاناة التي يعيشها جرحانا في أبهى صورها.

ضل صاحبي يبحث عن مكان تواجد المحاسب متنقلا من مستشفى إلى آخر ومن حي إلى حي آخر معتمدا على معلومات الجرحى الآخرين ومرافقيهم بعد أن تعذر الحصول على المعلومة الصحيحة من مصدرها الرئيسي بسبب الإغلاق المستمر لجوال المحاسب.

- جوازات محجوزة مقابل الإيجار:

في احد مكاتب الخدمات العقارية في حي ارض اللواء بالقاهرة صادفت احد المواقف التي تمنيت أن لم أكن موجودا لمشاهدة تفاصيله المرة.

شقيق احد جرحى الساحل الغربي شانه شان الجرحى الآخرين من الجرحى لم يستلم مستحقات ولا إيجار سكن منذ شهرين جأ إلى صاحب المكتب طالبا منه إعادة جواز سفره المحتجز لديه حتى يسدد مبلغ إيجار الشقة.

أن يعيده اليه "مؤقتا" كي يستلم حوالة مالية مرسله له من السعودية ومن ثم يعيده إليه مجددا.

ضل المذكور يلح على صاحب المكتب إلى درجة التودد ومع ذلك لم يفلح في ذلك الأمر لرفض صاحب المكتب القاطع تسليمه الجواز إلا حين تسديد مبلغ الإيجار.

وتكرر هذا الموقف مع الكثير من الجرحى خصوصا انه تم إشعار الجميع بإخلاء مقرات سكنهم والانتقال إلى مستشفيات تم تحديدها من قبل المسوؤلين بدون أن يتم تسديد ماعليهم من مبالغ الإيجار.

- والدعم المعنوي معدوم أيضا:

لم يكن الاهتمام بالجرحى والمتمثل في صرف مستحقاتهم المالية في توقيتها وإيصالها إلى أماكن تواجدهم بانتظام دون الحاجة للبحث المضني عنها والركض الطويل خلفها غائبا فحسب بل حتى الدعم المعنوي غائبا بل معدوما تماما.

ففي منتصف شهر يناير الماضي زار العميد طارق محمد صالح "عفاش" جمهورية مصر وفور وصوله القاهرة قام بزيارة الجرحى المنتمون لقواته العسكرية وفي أحد مستشفيات مدينة نصر قام بزيارة جرحاه هناك واحدا وتفقد أحوالهم وخنم زيارته لهم بتوزيع مبلغ مالي مقداره خمسة عشر ألف جنية مصري لكل جريح.

- وبلغ سيل الجرحى الزبى:

تأكيدا لما سطرته أعلاه من صورة معاناة جرحانا في القاهرة لخص هولا الجرحى مشاكلهم ومعاناتهم في بيان صدر عنهم يوم ١١ فبراير نشروه على وسائل التواصل الاجتماعي وتم إرسال نسخة منه لشخصي المتواضع بهدف نشره في وسائل الإعلام المحلية هذا نصه:

بيان هام صادر عن جرحى الساحل الغربي - مصر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين محمد ابن عبد الله الصادق الأمين .

في البداية نترحم على كل شهدائنا الإبطال الذين روت دمائهم الطاهرة كل ميادين وجبهات القتال .

اننا كجرحى الساحل الغربي في جمهورية مصر العربية الذين جرحنا في معارك مع المليشيات الحوثية وأصبنا بجروح خطيرة اغلبها إعاقات وتم تسفيرنا الى جمهورية مصر العربية لتلقي العلاج هناك ولكن ماحصل لنا في جمهورية مصر  لا احد يصدقة من معاناة وأهانه وعدم توفير لنا العلاجات وإعطائنا مصاريفنا الشخصية علماً بأننا نسمع عن مليارات الدولارات تصرف لعلاج الجرحى في مصر حتى تم إغلاق المكتب في مصر بحجة وجود فساد وتم تسليمنا للملحقية العسكرية الإماراتية حسب ادعاءات قيادتنا الموقرة .

ولكن مازالت نفس المعاناة بل وأكثر مما كنا عليه حيث تم توزيعنا على مستشفيات لاتعمل لنا شي سوى الوعود الفارغة والمماطلة وتسجل تقارير خروج بحجة وجود توجيهات من الملحق الإماراتي المتفق معهم وعدم إجراء اي عمليات للمستحقين عمليات جراحية وترحيل الجرحى بدون اي علاج او مستحقات لعدة اشهر  علماً بان اغلب الجرحى قد تعالجوا على حسابهم الخاص منذ شهر ١٢ عام ٢٠١٨م العام الماضي ولم يتم تسليم مستحقات الفواتير التي عالجوا فيها او تسديد إيجارات الشقق المتأخرة على بعض الجرحى الذي مازالت جوازاتهم محجوزة عند مالكي الشقق .

علماً بأننا كجرحى أصبحنا مضيعين وتائهين لا نعرف من المسؤول عنا او المكلف بعلاجنا حيث تخلى عنا الجميع ولا احد يجيب علينا او يقدم لنا شي من ملحقية الى مايسمى بالمندوب الطبي الوهمي الموجود على الوتس اب فقط ونتلقى وعود بعض "تسكينيه" بعض الأحيان فقط ومن ثم إغلاق جوالاتهم لأسابيع طويلة.

وعليه فإننا كجرحى معركة الساحل الغربي بمصر نطالب بالاتي:-

1- صرف مستحقاتنا المالية من رواتب وإيجارات وفواتير المتبقي من شهر ١٢ /٢٠١٨حتى نهاية شهر /٢ /٢٠١٩.

2- استكمال العلاجات وإجراء العمليات الجراحية للمستحقين للعمليات بأسرع وقت ممكن .

3-الترتيب لسفر  الجرحى الذين تم علاجهم الى ارض الوطن بأسرع وقت بعد صرف مستحقاتهم المالية ومنها مرتب شهر فبراير.

وفي الختام نحمل قيادة الساحل الغربي والملحقية الإماراتية المسؤولية الكاملة تجاه ماحصل وسيحصل للجرحى في مصر ونحملهم مسؤولية ماقد يحصل .

والله من وراء القصد .