آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:39م

ملفات وتحقيقات


المعتقلات في سجون المليشيات الحوثية ..خفايا وأسرار

الثلاثاء - 12 فبراير 2019 - 09:06 م بتوقيت عدن

المعتقلات في سجون المليشيات الحوثية ..خفايا وأسرار

عدن (عدن الغد ) خاص :

▪ السجينات معاناة طي الكتمان ..وملف غامض تديره قيادات المليشيات

▪ سجون سرية  وحشية .. وقتل .. وتعذيب

.. محمية بالفتاوي الطائفية .. الاقتراب منها خطر

•           تحيق استقصائي أعده للنشر / سعيد الجعفري

رغم ان المليشيات الحوثية تحيط ملف المعتقلات من النساء لديها بالمزيد من السرية والغموض ..نحن نحاول ان نفك الكثير من خفايا وأسرار هذا الملف. وفي حين تتوعد كل من يقترب منه بالموت مع ذلك ودون تردد ها نحن في سجون المليشيات نبحث ونفتش ونقلب الملفات حاملين أرواحنا على أكتافنا فلن تكون اغلى من دماء اليمنيين ..السجون السرية قضية خطرة بالنسبة للمليشيات الحوثية ممنوع الاقتراب منها وها نحن نفعل فالي التفاصيل

تعيش العديد من المعتقلات ، في سجون المليشيات الحوثية ، فصول دامية من الالم والمعاناة والانتهاكات .  التي تفوق الخيال ، وتثير عشرات التساؤلات المخيفة ، عن واقع ما تتعرض له المعتقلات ، في سجون المليشيا ، من وحشية مفرطة في التعذيب والإخفاء القسري .

ونحاول ان نجيب على هذه التساؤلات المخيفة  في ثنايا هذا التقرير عن واقع المعتقلات وإبراز الصورة المحاطة بالكثير من الغموض. في ظل ظروف انسانية بالغة التعقيد. تحيط بالمعتقلات  اللاتي تعرضن للإخفاء القصري .  الذي تجهل فيه اسر السجينات .اي معلومات عن واقع المعتقل وظروفه

مع مليشيات تحيط هذه السجون بالمزيد من السرية والكتمان . بل وتنفي وجود المعتقلات لديها . امام القادمين في السؤال لتترك الاهالي في حيرة وقلق دائم.

•           حقائق تدحض مزاعم المليشيا

غير ان ما تحاول إنكاره المليشيا . لم يعد سرآ خافي على أحد . ونشرت المنظمة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر .  في وقت سابق ان المليشيات الحوثية تعتقل ما يزيد عن 120 امرأة . في سجون البحث الجنائي وسجون سرية أخرى . في الوقت الذي تقول مصادر أخرى لعدن الغد. ان العدد الحقيقي للسجينات المعتقلات ، في سجون المليشيا . يفوق هذا الرقم ويزيد عن الفين سجينة . تم اعتقالهن على خلفية مشاركة النساء في مظاهرات احتجاجية . لتدهور الوضع المعيشي ،  في العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها المليشيا ، الي جانب مشاركة أخريات . للمطالبة بالأفراج عن جثمان الرئيس الراحل علي عبدالله صالح .

•           قهر وإذلال

يقول احمد اعتادت المليشيات الحوثية على ممارسة القهر والإذلال .  بحق عموم فئات الشعب ، دون استثناء لاحد بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن  فهذه المليشيات لا تتورع من ارتكاب مختلف الجرائم  دون رادع ولا تراعي اي حرمات.

حيث تتخذ من السجون اداة لممارسة القهر والأذلال والتعذيب ، والزج بالمئات من المواطنين والأطفال والنساء ، في هذه المعتقلات السرية  التي تعمل خارج نطاق القانون ، وتفتقر لا بسط المعايير المعروفة  ويجهل مصيرها عموم الناس .  حيث تدار من قبل المليشيات ، بصورة يطويها الكتمان والسرية ،

 وفي هذا السجون يتم ارتكاب مختلف الجرائم ، وتمارس مختلف اساليب التعذيب  ولاتزال اسر المعتقلات تجهل مصيرهن . واماكن اعتقالهن  لكن ثمة معلومات صادمة يجرى كشفها وازاحة الستار عنها عن حالات التعذيب الذي تتعرض لها السجينات من مصادر مختلفة ، وتروى الناجيات من هذه السجون قصص مخيفة  لحالات التعذيب التي تمارس بحق السجينات .

مها - احدى المعتقلات في سجون المليشيا . التي تم  اطلقها بعد اكثر من شهر من المتابعة ، والبحث عن الوساطات . تمكنت أسرتها من التوصل الى إطلاق سرحها . يقول أحد أقاربها لنا والذي يطالبنا بعدم الكشف عن اسمه . بإن السجينة على الرغم من مرور شهرين على إطلاق سراحها . الى انها تعيش تحت واقع الصدمة النفسية . وتمضي معظم وقتها في حالة الصمت  لوحدها  وانها فقدت الكثير من عادتها الاجتماعية  وتعيش حاله من الرعب الدائم .  وهو الأمر الذي يعكس الظروف ، التي مرت بها في سجون المليشيات الحوثية يضيف قريب مها نقلا عنها بانها تجهل المكان الذي كانت معتقله فيه  وان حالاتها حتى اللحظة ، تظهر حجم المعاناة ، التي قضتها في سجون المليشيات الحوثية .

غير ان مها قد تكون اكثر حظا . من غيرها من المعتقلات ، اللاتي لا يزلن في معتقل وسجون المليشيات ، وحتى اللحظة والكثير لا يزال  مصيرهن محاط ، بالكثير من الغموض  فلم تتمكن اسر تلك المعتقلات . من الوصول الي مكان اعتقالهن.

فالكثير من الأمهات ، يواصلن الكفاح من أجل الوصول الي أماكن اعتقال بناتهن ، والكشف عن المصير الغامض . الذي يحيط بهن .. امام إصرار المليشيا في إبقاء هذا الملف طي الكتمان .

وازاء كل ذلك فشلت جميع الجهود المبذولة لزحزحة القضية . وبحسب مصادر في رابطة أمهات المعتقلات ، التي تواصل تنظيم الوقفات الاحتجاجية فإن المليشيا لا تكترث في الاستماع ، الي المطالبات  وتقابل ذلك بالمزيد من التعنت ، والتجاهل  وترفض المليشيا من الأدلاء باي معلومات عن وضع السجينات .

وتقابل جميع الجهود بالتهديد والوعيد . لكل من يقترب من هذا الملف .. وقد اقدمت على أغلاق مقر المنظمة الوطنية لمكافحة الإتجار بالبشر  اثر اهتمامها في متابعة قضايا السجينات ، وقيامها بالإفصاح عن معلومات مرعبة . لواقع السجينات في سجون المليشيا السرية  وتلاحق العامليين بالمنظمة .

 ولفت المدير التنفيذي للمنظمة نبيل فاضل -  في تصريحات إعلامية ، عن اقدام المليشيات  على أغلاق مقر المنظمة ، وانها تقوم بملاحقة العاملين بالمكتب.

وكنا مطلع هذا الاسبوع مع  حدث ، يفسر بعض من جوانب الغموض . الذي يحيط بهذه القضية. وحول الطريقة التي تتعامل بها المليشيا ، مع كل من يقترب من هذا الملف.  في حدث كان مسرحة مقر البحث الجنائي ، المتهم بإخفاء عشرات النساء ، حسب ما تسرب من معلومات ، اكدتها أيضا مكافحة الإتجار بالبشر . التي قالت انها تمكنت من التأكد من صحة البلاغات ، التي  تلقتها بهذا الخصوص  حيث شهد مقر البحث  إقدام مسلحين يتبعون قيادات في جماعة الحوثي ، لا يعرف مكان عملهم على اعتقال ثلاثة ضباط ، يعملون في البحث الجنائي من داخل المقر .  واقتيادهم الي أماكن غير معروفة ، قالت تقارير إعلامية ، انهم على صلة بقضايا النساء المعتقلات في سجون البحث الجنائي . وكانوا على صلة بالمتابعة  من أجل اطلاق سراح عدد من السجينات .

•           سجون سرية..

 تثير السجون السرية التابعة للمليشيات الحوثية عشرات التساؤلات حول اماكن تواجدها، وواقع هذه السجون التي تعمل خارج القانون وتفتقر لأبسط المعايير الأخلاقية . ولا تتبع اي جهة رسمية وتدار من قبل المليشيات وتحاط بالمزيد من السرية والكتمان تقول انيسة مشعل الناشطة الحقوقية.

السجون الحوثية لا تمتلك اي مشروعية او صفة رسمية  وتتحول الي أماكن  لممارسة الظلم القهر والتعذيب . بحق الخصوم . تدار من قبل عصابات إجرامية  بعيدا عن اي صفة رسمية .

ويشكل وجودها مصدر  للتنافس بين قيادات المليشيات  على امتلاك السجون الخاصة البعيدة عن اي سلطات .

وشهدت فترة المليشيات رواج لعشرات السجون السرية ، الاكثر إثارة وغموض فيها السجون المخصصة للنساء . والتي برزت الي الواجهة كقضية حقوقية وإنسانية  مع إقدام المليشيا علي اعتقال عشرات النساء ،  وبنات الجامعة ، على خلفية الاحتجاجات الرافضة لسياسيات المليشيا  وازاء ذلك تم استحداث المزيد من السجون  وبرز الي السطح حدة التنافس . بين قيادات المليشيا ، على امتلاك السجون  وكانت قد استدلت  تقارير إعلامية ، بفضيحة القيادي في الجماعة ، سلطان زابن الذي قالت التقارير ، انه بات يمتلك سجن خاص به ، في احدي الفلل بضواحي العاصمة صنعاء  بعيدا عن أجهزة الدولة ، التي تخضع أيضا ليسطره المليشيات .

وخلال هذه الفترة ، من تفرد المليشيا ، وسيطرتها على مؤسسات الدولة . في العاصمة صنعاء. تم استحداث المزيد من السجون  ونقل المعتقلات بين سجون مختلفة  في امر ، كان قد تسبب بخلاف ، حول تنازع الصلاحيات ، بين قيادات المليشيات ، والمؤسسات التي تسيطر عليها حيث تشير العديد من التقارير الإعلامية  لحالة الخلاف بين قيادتي وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الاجتماعية ، الخاضعتين لسيطرة المليشيا في صنعاء وبحسب وسائل اعلام ، فإن الخلاف نتيجة رفض وزارة الشؤون الاجتماعية لطلب الاولي ، بتخصيص أحد السجون ، الذي تشرف عليها  المخصصة للإحداث ، بغرض تحويله الي سجن للنساء اللواتي يتم اعتقالهن من قبل المليشيا بشكل غير قانوني .

وتشير تلك التقارير الإعلامية ، الي انه كان قد جرى الاطاحة بوزيرة الشؤون الاجتماعية ، والقيادية في حزب المؤتمر الشعبي العام فائقة السيد ، على خلفية رفضها لنفس الطلب ، من قبل قيادي حوثي يداعى الكرار  ، الذي اراد من الوزيرة ، ان تمنحه سجن الأحداث ليستخدمه  كسجن خاص به مخصص للنساء المعتقلات لدى هذا القيادي ، وهو الامر الذي اعتبرته الوزيرة ، حسب ما نقل عنها بانه يعد جريمة لا يمكنها المشاركة فيها .

يقول سمير الشرعبي - تتخذ المليشيات ، من هذه السجون التي تحيطها بالسرية والكتمان ، الي مكان لممارسة القهر والإذلال للخصوم . وكل من يختلف معها ، او لمجرد الشك والاشتباه  دون الحاجة لتوفر الأدلة  ولاتخضع هذه السجون ، الي اي معايير ، ويلقى السجناء فيها معاملة قاسية ، وابتكار وسائل تعذيب .

•           تعذيب ووحشية

رغم محاولات المليشيات ، في ابقاء قضية المعتقلات ،  من النساء خارج دائرة الضوء .

غير ان  ما تم كشفة وتسريبه ، من مصادر متعددة ، من معلومات صادمة . يجرى كشفها وإزاحة الستار عنها ، عن واقع السجينات ، في هذه المعتقلات ، وحالات التعذيب . الذي يتعرضن له ، وكان نهاية الشهر الماضي ، قد كشفت مصادر امنية ، عن وفاة ثلاث فتيات معتقلات ، تحت وقع التعذيب ، الذي تعرضن له من قبل عناصر المليشيا . ووفقا لتلك المعلومات  فإن تلك المعتقلات ، ممن تم إيداعهن سجن البحث الجنائي   على خلفية الاحتجاجات  التي شهدتها أمانة العاصمة ، للمطالبة بجثمان الرئيس الراحل صالح . وتقول تلك المصادر ، الي ان الفتيات الثلاث ، قتلن تحت وقع وحشية التعذيب  المفرط ، ولاتزال جثثهن متروكة في إحدى الثلاجات ، في مستشفى خاص بضواحي العاصمة  وكانت أمانة العاصمة قد فاقت نهاية العام الماضي .  على وقع جريمة غامضة ،  هزت مشاعر الجميع ، لفتاة عثر عليها ملقية في حي حدة . عليها أثار التعذيب ، تم لا حقا التعرف عليها  حيث كانت ضمن المعتقلات اللاتي خرجن للمطالبة بجثمان الرئيس السابق على عبدالله صالح .

 

توثيق لحالات التعذيب

وتقول المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، ان مليشيا الحوثي، تقوم بتعذيب وقتل عدد من المختطفات ، في سجون المليشيا.

وقال رئيس المنظمة نبيل فاضل -  في حديث لوسائل اعلام، إن مليشيا الحوثي قتلت عدداً من المختطفات ، اللائي تم اعتقالهن والزج بهن في السجون .

وأوضح فاضل أن إحدى المختطفات ، اللاتي تم قتلهن  تنتمي لمحافظة إب، مشيراً إلى أن مختطفة أخرى حاولت الانتحار.

واتهم فاضل، المدعو سلطان زابن وعناصره وهم: حسين بتران وأحمد الحاسم وأحمد مطر وخالد طاهر ومحمد الأبيض والرازحي، بالوقوف خلف عمليات قتل وتعذيب المعتقلات.

وهو أيضا ما يتطابق مع تقارير إعلامية ، أخري تحدثت عما نسبته لمصادر أمنية، عن وفاة ثلاث معتقلات، جراء التعذيب . الذي تعرضن له من قبل عناصر مليشيا الحوثي.

وقالت المصادر، إن الثلاث الوفيات ، هن من المعتقلات اللاتي تم إيداعهن سجن البحث الجنائي ، أواخر العام الماضي، وإن حالتهن الصحية ، لم تحتمل ما تعرضن له من سوء معاملة وتعذيب

•           ابتزاز اسر المعتقلات

تمارس المليشيات الابتزاز على اسر  وذوى وأقارب المعتقلات  للحصول على مبالغ مالية ، مقابل السماح لهم بزيارات خاطفة  بحضور المشرفات في هذه السجون .التي تفتقر لأبسط الظروف الملائمة   ويسودها القهر بحسب المصادر . التي اكدت أيضا تعرض السجينات للإهانات والضرب والتعذيب  وأرغمهن على الإدلاء باعترافات إجبارية  بغرض إدانتهن  وهو ما يظهر ، بحسب المراقبين وحشية المليشيات   القادمة من خارج الضمير الإنساني .

•           مصادر حقوقية تكشف بعض من الغموض

وكشفت مصادر حقوقية .  عن قيام مليشيا الحوثية ، بأشكال مختلفة من التعذيب وإرغام المعتقلات ، في الإدلاء باعترافات خطيرة . تجعلهن متورطات بأعمال أمنية  لم يرتكبن أيا منها وتمارس اشكال مختلفة من التعذيب والقهر بحق المعتقلات . في اعمال تتنافي مع الطبيعة الإنسانية ، وأبسط الحقوق  وهو الأمر الذي ينعكس تبعاته ، على اسر وأقارب المعتقلات . التي تعيش الحيرة والقلق والمخاوف  في سجون غير شرعية ، لا تتقيد باي قوانين ، تديرها عصابات ومليشيات لا يوجد ما يلزمها باحترام الحقوق والحريات . حيث تشكل مخاوف أسر المعتقلات فصول أخرى من القلق والحيرة والخوف . من منطلق الإدراك لوحشية المليشيات وعدوانيتها  وعدم تقيدها بالقوانين  في سجون مجهولة . خارج القانون في ظل صمت دولي لجرائم المليشيات .

وتؤكد تقارير إعلامية ، إن مليشيا الحوثي ، تقوم بتعذيب المعتقلات بشتى وسائل التعذيب . بما فيها العصي الكهربائية ، ومنع الأكل والشرب عنهن لأيام.

وأضافت المصادر الي أن عناصر المليشيا ، تطالب المعتقلات بالتواصل مع ذويهن ، لدفع مبالغ مالية كبيرة . مقابل الإفراج عنهن، مشيرة أن عناصر المليشيا تقوم بأخذ الأموال ، وترفض بعدها الإفراج عن المعتقلات.

وأوضحت المصادر أن المليشيا ، رفضت السماح لأسر المعتقلات بمعرفة اي معلومات عن حول ظروف واماكن المعتقلات

•           فتاوي طائفية للإرهاب

هذه السجون تجد المزيد من الدعم والمساندة وتضيف عليها طابع ديني لإرهاب كل من يفكر بالاقتراب السؤال عنها . المفتي المعين من قبل المليشيات كان قد خرج بسيل من الشتائم والتهم في خطبة الجمعة لكل من يتحدث عن هذه السجون او يتسأل عن مصير السجينات . وكان قد زعم انهن اختطفن بقضايا أخلاقية وقال سكان محليون ان المدعو شمس الدين بن شرف الدين المعين من قبل المليشيات الحوثية رئيس دائرة الإفتاء قد كال التهم للمعتقلات ملقى بعشرات الأوصاف عن سلوك المعتقلات وشدد على ضرورة العقاب الرادع لمن يتحدثون عن جريمة اختطاف النساء بغرض إرهاب المطالبين بالكشف عن مصير المعتقلات.