آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-02:19ص

أدب وثقافة


جنوح سفينة(قصة)

الأحد - 10 فبراير 2019 - 06:32 م بتوقيت عدن

جنوح سفينة(قصة)

كلمات/ عصام مريسي:

مازالت السماء تمنح الأرض زخات من خيرها حتى فاضت الأرض بما فيها من ركام وتجشأت  ثناياها دفئ الحرارة لمخزونة في باطنها لتمنح اليابسة فسحة ولو لفترة وجيزة من شدة حر الأرض التي ألقت الشمس عليها بوابل من الأشعة الحارة ، وسكان القرية النائية المرتمية في أحضان المياه المالحة يهرعون لسحب قوارب الصيد وابعادها عن مستوى المياه المتصاعدة في الاندفاع نحو اليابسة حتى لا تلتهم المياه الهائجة قواربهم التي يرتدونها في كسب رزقهم من مياه البحر الزرقاء التي تلف قريتهم الصغيرة المستندة إلى صخور جبال صيرة وهي تغسل شرشفها الذي يفوح بعبق الحلوى المضروب وأقراص المقصقص ( الكعك المغلي بالزيت) والصياد الشاب صاحب الزورق الجديد يجر زورقه بعيداً عن الشاطئ ثم يسارع لمساعدة الأخرين :

هيا يا عم انطلق بعيداً عن الموج وأنا سوف أسحب زورقك بعيداً

يجيب الصياد وهو يشعر بالارتياح من مساعدة الشاب له:

تشكر أيها الصياد القوي

الأصوات تتعالى من هنا وهناك:

على الجميع الابتعاد عن الشاطئ

ويرتفع صوت مضطرب كان لايزال عالق زورقه بصخرة قرب الساحل:

المساعدة .. المساعدة

يهب الجميع نحو الصياد لنجدته ، وما أن تنقشع السحب وتتجلى الشمس مرسلة بأشعتها الذهبية الدافئة حتى تبرز معالم سفينة جانحة ، تشد أبصار الصيادين إليها وتقف الجموع على شاطئ المياه الزرقاء في انبهار من حجم السفينة الغريبة التي ترسو بالقرب من ساحلهم وملامح من عليها وجوه تكسوها الحمرة وعيون زرقاء وخضراء , تنطلق أصوات العامة :

هموا بنا نستكشف السفينة

تندفع الجموع نحو السفينة الجانحة ويقف البعض حائرين على جانب من الشاطئ  ، وما ان تصل الجموع إلى حافة السفينة حتى يلقي الغرباء التحية بلغتهم الغريبة:

مرحباً .. مرحباً

وما أن تصطف الجموع حتى يلقي إليهم ركاب السفينة الهدايا من الأطعمة المعلبة وهم في حال من الدهشة من الاصناف التي لم يكونوا يعرفوها والاخرين مازالوا على جانب الشاطئ ينظرون في دهشة من وقوف السفينة بالقرب من مدينتهم