آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-08:22م

أخبار وتقارير


ندوة دولية بمقر الأمم المتحدة بنيويورك تدين ما يتعرض له المدنيون في اليمن من انتهاكات وأخطار

الجمعة - 07 ديسمبر 2018 - 05:34 م بتوقيت عدن

ندوة دولية بمقر الأمم المتحدة بنيويورك تدين ما يتعرض له المدنيون في اليمن من انتهاكات وأخطار

(عدن الغد)هايل المذابي

 

بالتزامن مع مباحثات السلام اليمنية في السويد، عقدت صباح أمس في مقر الأمم المتحدة بنيويورك ندوة بعنوان "المدنيون في صراع اليمن من منظور القانون الدولي الإنساني"، تم التطرق خلالها إلى عدد من القضايا المتعلقة بالمدنيين والأطفال وضرورة الحفاظ على حياتهم وسلامتهم في الحرب الدائرة في اليمن منذ أربع سنوات.

في بداية الندوة التي نظمتها الهيئة الدولية للسلام وحقوق الإنسان بجنيف (ILPHR) ، والمجلس العالمي للحقوق والحريات  (ICRF) في الولايات المتحدة الأمريكية، أكد الدكتور إبراهيم العدوفي، رئيس الهيئة الدولية للسلام، في كلمة مسجلة على أهمية موضوع الندوة، وما تشكله الأوضاع الإنسانية الخطيرة في اليمن من انتهاك لحياة وحقوق المدنيين من أطراف النزاع المختلفة،  مطالباً بإطلاق سراح الأطفال المجندين وضمان إعادة دمجهم بشكل دائم، وأهمية سرعة معالجة قضية الألغام وانتشارها الواسع وخطرها على أرواح المدنيين.

من جهته، أشار الدكتور دحان النجار، رئيس المجلس العالمي للحقوق، إلى أهمية تزامن انعقاد الندوة في نفس يوم بدء محادثات السلام في السويد، مؤكداً أن أطفال اليمن بحاجة إلى التعليم والكتاب المدرسي وليس إلى السلاح والموت في جبهات القتال، وأن أرض اليمن أصبحت مزروعة بالألغام التي تتفجر تحت اقدام سكانها بدلاً من القمح والذرة والخضروات والفواكه التي اشتهرت بها اليمن السعيد.

 

تجنيد الأطفال وقتل المستقبل

استأثرت ظاهرة التجنيد الكبير والمستمر للأطفال في اليمن على الجزء الأول من الندوة، حيث قام الباحث البريطاني بيتر سيلسبري، وهو من كبار المستشارين في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى المعهد الملكي للشؤون الدولية المعروف بـ"تشاتام هاوس"، عبر مداخلته المعنونة "تجنيد الأطفال وحماية المدنيين بموجب القانون الدولي" بتسليط الضوء على هذه الظاهرة، مؤكداً أنه عندما انسحب الحوثيون من عدن تركو ورائهم العديد من الأطفال التائهين الذين تم تجنيدهم آنذاك، مشيراً إلى انه أطلع على تجربتهم المريرة وكيف تم استدراجهم عبر قنوات النفوذ القبلية والدينية إلى الجبهات دون علمهم بذلك.

وأكد سيلسبري أن تجنيد الأطفال لا يقتصر على جماعة الحوثي فقط ، وأن هناك أطراف أخرى، مثل القاعدة ووحدات محسوبة على الحكومة اليمنية، قد جندت أطفالاً أيضاً، إلا أنه أوضح أن جماعة الحوثي "تضل الاسوأ من بين الجميع"، وكيف أنها تستخدم العامل الاقتصادي بشكل رئيسي في استقطاب الأطفال، مشيراً إلى أنه  تم رصد العديد من حالات الإكراه التي مورست لصغار السن من الأطفال، ومساومة أهاليهم على إطلاقهم بالمال أو القبول بالذهاب بهم إلى معسكرات التدريب.

من جهته استعرض الدكتور محمود العزاني، رئيس مؤسسة تمدن في بريطانيا، في مداخلته بعنوان "قتل المستقبل وتجنيد الأطفال في اليمن"، إلى آخر الاحصائيات والمعلومات المتعلقة بتجنيد الأطفال في اليمن، وعوامل الاستقطاب والإكراه التي تستخدم في هذه العملية. مختتماً أن مسألة تجنيد الأطفال هي جريمة حرب وقتل متعمد لمستقبل اليمن والأجيال القادمة.

 

كارثة الألغام والدروع البشرية

أما في الجزء الثاني من الندوة فقط تطرق المشاركون إلى قضية الاستخدام الواسع للألغام الأرضية والخطر البالغ الذي تشكله على المدنيين في اليمن، ليس فقط في الوقت الحاضر بل وعلى الأجيال قادمة، إضافة إلى الاستخدام غير المسبوق للمحتجزين كدروع بشرية خلال هذه الحرب، وأهمية الالتفات إلى هذه القضية من أجل إنقاذ أرواح الضحايا المحتملين وتخفيف معاناة أسرهم.

توزعت مداخلات هذه الجزء على ثلاثة عناوين رئيسية، بدأت بعنوان "الضحايا المنسيون دروع بشرية" للدكتور همدان دماج، نائب رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني، والتي ألقاها نيابة عنه الباحث د. عادل حنيبر. وفي هذه المداخلة تم التطرق إلى الاحصاءات والحوادث الموثقة منذ اندلاع الحرب، والتأكيد على أهمية أن يلتفت المجتمع الدولي إلى جرائم الحرب المنسية والتي ستشكل دائماً عائقاً في طريق المصالحة والسلم الاجتماعي سواء أثناء النزاع أو خلال فترة ما بعد الحرب.

من جهتها، أكدت رئيسة منظمة (يمن أيد) الناشطة الحقوقية سمر ناصر في مداخلتها بعنوان " الألغام الأرضية في القانون الدولي" إلى ما تشكله قضية الألغام التي زرعتها الحركة الحوثية من خطر على المدنيين وتأثيرها السلبي أيضاً على المجتمعات والاقتصاد، وعلى الحد من نشاط المنظمات الدولية التي تعمل في مجال المساعدات الإنسانية.

أما الخبير الدولي جونا ليف، مدير العمليات في مؤسسة بحوث التسلح (بريطانيا)، فقد أوضح في مداخلته المعنونة "الألغام والعبوات الناسفة المستخدمة من قبل قوات الحوثيين في الساحل الغربي" إلى ضلوع إيران المباشر والكبير في رفد الحركة الحوثية بالألغام إيرانية الصنع التي لم تكن في حوزة الجيش اليمني قبل الحرب، وتدريب الحوثيين على صناعة ألغام محلية الصنع بأعداد هائلة. مؤكداً على أهمية وضع الخطط والخرائط من الآن لنزع هذه الألغام واشراك الجميع، بما في ذلك الحوثيين، في هذه العملية.