آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:18م

ملفات وتحقيقات


(تقرير): أسواق الجوّالات رزق مؤقت .. يديره جيل جديد من الشباب

الأربعاء - 28 نوفمبر 2018 - 03:01 ص بتوقيت عدن

(تقرير): أسواق الجوّالات رزق مؤقت .. يديره جيل جديد من الشباب

تقرير / الخضر عبدالله:

تعد  مدينة الشيخ عثمان  بعدن أكثر ضواحي المدينة ازدحاماً بمجالات بيع الجوّالات وأصبحت المدينة أكثر شهرة ودخلت قاموس الأسواق المحلية.. سميت الهواتف الخلوية نظراً لأن المناطق الجغرافية التي تغطيها تقسم إلى خلايا تشبه خلايا النحل، وهذه الخلايا متى ما وجد بها الهاتف المحمول فإنه يستقبل إشارة من محطة تقوية في نفس المنطقة التي يقع فيها، كما أنه يبعث الإشارات الصوتية للمتحدث على شكل موجات تسمى موجات ميكراوية أو موجات دقيقة ذات ترددات عالية جداً تؤثر على نشاط الأنسجة الحية تأثيراً مباشراً، مما يبعث آلاماً في الأذن تتطور أحياناً إلى ضعف في السمع، كما أن هذه الموجات قد تكون أيضاً سبباً من أسباب الإصابة بالعقم،وهناك أبحاث علمية تثبت أن لها تأثيرا سلبيا على الأنسجة الحية، فهي تتسبب في زيادة انشطار الخلايا وتكاثرها أو نموها بطريقة غير مسيطر عليها، وهو ما يسمى بالانقسامات الخبيثة أو السرطانات .. والهواتف النقالة تشبه الهواتف العادية بالضبط، إلا أنها تستخدم كوسيلة لا سلكية فترددات الإشارة التي تنقل عبرها المعلومات الصوتية ترتفع بنسبة عالية، وهذا الارتفاع هو ما يؤدي إلى التأثيرات السلبية.

 

ومع تقدم البشرية

أضحى الهاتف المحمول «يحلق على مرابعنا» يعني أنه في كل خصر ويد وجيب.. فبعد أن كان المقتني للهاتف النقال أو الخليوي من رجال المال والأعمال أضحى الآن في متناول كل طفل وربة بيت وصاحب (عربية حمار) بل إن طائفة من الأطفال هم من أطفال الجوالات وأضحى هذا النمط الأخير سوقاً رائجة للاستبدال والبيع والشراء، ليس لأرباب المحال المرخصة بل لكل من آنس في جيبه وحشة فإلى على نفسه أن يبيع ويشتري في كافة أنواع الجوالات.

والسؤال هو، هل دفعنا نحن ضريبة التقدم العلمي بأن أضحى الهاتف النقال أو المحمول في متناول المتردية والنطيحة وما أكل السبع؟.. إن الكسندر جراهام بل أو ماركوني حين اكتشف الأول الهاتف والثاني الراديو لم يكن يدر بخلدهما أن الهاتف المحمول سيكون محمولاً على (الشبع والبطرة) بحيث يتم تبادل الرسائل المصورة بمختلف مشاربها على الهواتف ذات الكاميرا.

 

فوق السطوح

يقال (يا بخت من معه سطح مرفوع ومكشوف) فإن شركات الاتصالات ستستأجر هذا السطح لتركيب (نصب تذكاري) مقوٍّ وبالعملة الأجنبية يا فرحتي بالرعية، أي أن سعر إيجار السطح من 1000-20000 دولار في العام، وليس بالضرورة أن تكون الكهرباء في هذا الحي الذي يوجد به مقو ضعيفة نتيجة للكيبل الممدود، بل الأهم ماذا تحقق شركة الاتصالات من أرباح. تقول إحدى الدراسات في هذا المجال: تنشر مقويات السيار بشكل متزايد يهدف من خلاله المستثمرون لتأمين خدمة أوسع للمشتركين ولتغطية أكبر مساحة ممكنة تصل إليها هذه الخدمة.. وتشير دراسات علمية الى أن أخطارها تتراوح بين الصداع المزمن والسرطان على المدى البعيد.

 

من مجالس القات

في هذه المجالس يقاس الإنسان (المخزن) عادة بمدى القات الذي يشتريه وبنوع الهاتف المحمول لديه، فوضع حزمة القات إلى جانب الهاتف قبل التخزين وأثناءه  يدل على أن هذا الشخص من أرباب النعم.. ولا بأس أن يخفي هذا الشخص هاتفاً آخر في جيب سترته ليتصل من خلاله خفية بالهاتف الآخر الموضوع بجانب حزمة القات بطريقة فنية لا تخلو من حصافة وحذاقة ليوهم (المخزنين) الآخرين أن اتصالاته كثيرة ولا بأس أن يتحدث عن الدولار والريال السعودي.

 

في شارع الجوّالات

جوال هنا وهناك .. إذ تعد مدينة الشيخ عثمان أكثر ضواحي هذه المدينة ازدحاماً بمحلات بيع الجوالات والبائعين الجوالين للجوالات. كان لـ "عدن الغد" فرصة الالتقاء ببعض الشباب الذين يعملان في محلات لبيع الجوالات بالشيخ عثمان والذين وصفوا حركة بيع الجوالات بالناشطة (بيع واستبدال)، وأكدوا في حديثهم أن أكثر الزبائن من القطاع النسائي والأطفال, وحول انتشار محلات بيع الجوالات أشاروا إلى أن هذا العصر هو عصر الهاتف النقال. وحول بيع الشرائح  قالوا: " نحن نتعامل مع وكلاء شركات الاتصالات المحلية.. كما أننا نتولى إدخال النغمات والبرامج العملية التي تخدم الجوال مثل برامج التصوير والواتساب والايمو والفيسبوك " مؤكدين أن حركة بيع الهاتف  الذكية  ناشطة أكثر من أي نوع آخر. وقالوا: «نحن نوفر الحماية الكاملة من (الفيروسات)». مؤكدين أن ظاهرة بيع الجوالات في الشوارع ليست طيبة لأنه ربما يكون بالهاتف عطب، أما إذا اشترى الشخص هاتفاً من صاحب محل فيمكن التفاهم معه.

 

جوال في شارع الجوالات

والتقينا بأحد بائعي الجوالات المتجولين وسألناه: هل بيع الهواتف مربح؟ فقال: " نحن نلقط رزقنا ببيع وشراء واستبدال الجوالات، وذلك لأن هذه الشغلة خفيفة، يعني جوال أو جوالين في يدك مش جونية رز فوق ظهرك.. ونحصل على زايد ناقص في هذه الشغلة... يا أخي الأعمال ماشي أيش نسوي؟!».

 

وبعد..

لقد دخلت في قاموس الأسواق سوق جديدة هي سوق الجوالات.. ازدهرت مؤخراً.. وأضحى اقتناء الجوال كساعة اليد في المعصم.

هل دفعنا نحن ضريبة التقدم العلمي بعد أن أضحى الجوال في متناول المتردية والنطيحة ؟!!