بحث وإعداد: وديع أمان
رئيس مركز تراث عدن
لوحة أثرية لمدينة عدن تم تقديمها كهدية لوالي عدن السلطان الملك الناصر أحمد بن الأشرف إسماعيل وهو أحد سلاطين الدولة الرسولية (إستمرت فترة حكمه لعدن قرابة 24 عاما)ً، وقد رُسمتا هاتين اللوحتين من قِبَل الرسَّام الخاص للأمبراطور الصيني المُتحدر من عائلة "مينج" خلال زيارة مبعوثه الخاص لعدن سنة 1421م على رأس أسطول بحري تجاري ضخم قوامُه 300 سفينة وأكثر من 37000 شخص.
وقد وصف هول هذا المشهد الرحالة المغربي (ابن المجاور) في كتابه الموسوم (تاريخ المستبصر) قائلا: وسفنهم غطت البحر والسماء (نظرا لكثرتها، وقد تبادل الطرفان الهدايا الثمينة فيما بينهُما وكان الصينيون يرغبون بشراء البضائع والسلع الثمينة من أسواق عدن بحسب ماجاء في رسالة خاصة من ملك الصين إلى والي عدن فأصدر الوالي مرسوماً يُهيبُ به أهل عدنا وخصوصاً التُجَّار منهم أن يُخرِجوا أفضل وأثمن ماعندهم من مُقتنيات وسلع وجواهر لعرضها لزوار المدينة الصينيين فأستجاب أهل عدن لنداء حاكم مدينتهم فأعجب الصينيين بالبضائع النفيسة المعروضة وأشتروا الجواهر الكبيرة الحجم والياقوت الأحمر واللؤلؤ بأحجام كبيرة والمرجان والكهرمان والزراف وأحجار كريمة اخرى وبعض الحيوانات التي كانت تُباع في أسواق عدن والتي يتم إحضارها من أفريقيا كالأسود والنمور والزيبرا (حمار الوحش) .
ويقول أحد كبار البحارة الصينيين من الذين رافقوا الأسطول الصيني إلى عدن: " كما إشترينا عدة صناديق من شعاب المرجان وأشياء أخرى مثل الكهرمان ، وماء الورد والزراف ، والأسود ، وحُمُر الوحوش ، والفهود ، والنعام ، والحمام الأبيض ، وكل ذلك حملناه إلى الوطن " ..
ونستخلص من كُل ذلك أنّ أسواق عدن في تلك الفترة وقبل تلك الفترة وفي فترات لاحقة كانت محطة تتجمع فيها السلع القادمة من شرق أفريقيا ومصر والشرق الآسيوي ولهذا إستحقت تسميتُها الشهيرة المعروفة لدى العرب قديماً "بفرضة العرب" أي "سوق العرب" الذي ليس له مثيل !
المراجع:
- عبد الله أحمد محيرز : رحلات الصينيين الكبرى إلى البحر العربي 807 ــــ 835 هـ / 1405 ــــ 1433 ميلادية دار جامعة عدن للطباعة والنشر 2000 م .
- تاريخ المستبصر - لأبن المجاور الذي زار عدن حوالي سنة 800 هجرية
