آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-02:47م

صفحات من تاريخ عدن


جيش الليوي

الإثنين - 03 يوليه 2017 - 06:09 م بتوقيت عدن

جيش الليوي

كتب/عفيف السيد عبد الله

 

في عام 1918 قامت السلطات البريطانية في عدن بإنشاء أول جيش نظامي محلي إلى جانب قوات الاحتلال البريطانية تحت مسمى جيش محميات عدن (جيش الليوي) وقوامه من أبناء قبائل محميات عدن الغربية وتحت تمويل وتدريب وتوجيه وقيادة بريطانية. وكان مقر قيادته في ليك لين "منطقة عبد القوي فيما بعد " بمدينة الشيخ عثمان، لغرض قمع الانتفاضات ضد الاستعمار البريطاني ومواجهة قوات الإمام في الشمال. وتبدل إسمه إلى جيش اتحاد الجنوب العربي بعد إنشاء "إتحاد الجنوب العربي" عام 1962, ثم تحول بذات أفراده وضباطه إلى جيش اليمن الجنوبي بعد ظهور جمهورية اليمن الديمقراطية للفترة (نوفمبر1967- 1990مايو)، وفيها صار مع الاشتراكي من أسوأ الحكام على مر التاريخ. وتحور بعد الوحدة عام 2017 إلى حراك جنوبي بعد أن أهمل واقصى عناصره من الجيش نظام صالح بعد حرب عام 1994م. وكان جيش الليوي قد شارك عام 1934م في الخلافات الحدودية بين السعودية والكويت وساعد الأخيرة على إستعادة منطقة الجهراء. كما شارك عام 1954 في الخلافات بين الإمارات والسعودية وأسترجع للأولى واحة البريمي.

وبعد صدور وعد بلفور حرضت بريطانيا جيش الليوي وقرينه البوليس المسلح المحلي في كريتر على القيام بأعمال عنف وشغب قُتل فيها 82 يهودي، وحرق 106 متجر لهم من أصل 170 خلال مذبحة عدن 1947, لإجبار يهود عدن المناهضون للصهيونية على الهجرة إلى فلسطين المحتلة.

وفي شهر مارس 1967 وعلى نحو شديد البغض وحاقد أمر الإنجليز جيش الليوي بقتل مناضلي جبهة التحرير والتنظيم الشعبي من أبناء عدن، في ضواحي الشيخ عتمان ومطاردتهم الى حدود الصبيحة. ومِنْ ثَمَّ أطلق الحزب الإشتراكي اليمني وفي داخله الليوي نظاما كاملا من القيم المزيفة وبنى مجتمعا قبليا شرسا - تحت مسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية - ينهكه التناحر تفجر حروبا أهلية، كما شاهدناه في 13 يناير1986عندما قاتل رفاق حزب وجنود وشرطة بعضهم بعضاً في حرب أهلية مناطقية وقبلية لم يكن لعدن مغنم ولا مغرم فيها، خلفت وراءها آلاف القتلى (من مجموع مليون ونصف من السكان).

وهناك الكثير من الناس والمنظمات الدولية والدول يصفونها بجرائم وانتهاكات ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم. ولكن اليمن هي البلد الوحيد الذي ترتكب فيها جرائم ضد الإنسانية بدون وجود مجرم يحاسب عليها.