آخر تحديث :الجمعة-20 سبتمبر 2024-12:43ص


المراة والسياسة!

الأربعاء - 12 مارس 2014 - الساعة 11:48 م

أماني باخريبة
بقلم: أماني باخريبة
- ارشيف الكاتب


المرأة القوية هي التي ترسم لنفسها مسارا مختلفا عما يتوقعه منها المجتمع، وهي التي لا ترضخ للمخاوف التي في داخلها والتي تمنعها من انتقاء خيارات جدد ومن الوصول الى الصف الامامي، هناك خلل تعاني منه المرأة العربية الطامحة  الى انتزاع حقوقها العادلة للمشاركة في الحياة العامة وخدمة الوطن، ويوهمها بأن الرجل العربي هو اصل بلاءها وعادتها وتقاليدها…وتتغزز مخاوفها، وتتكرس عزلتها عن الصديق الوحيد الممكن، والقادر على ان يمد اليها يد المساعدة…فمن يحرر المرأة العربية من المرأة التي تدمرها ، وتفسد حياتها - ربما بحسن نية - بحجة انقاذها من الرجل "العدو"، المسيطر، الاناني، القاسي، المتسلط… الى آخر المعزوفة؟

ففي اليمن لا يوجد قانون يمنع المرأة من الترشح او من تبوء اي منصب في الدولة وفي القطاعات العامة الا انها لا تقدم المرأة على الترشح للنيابة او لدخول المعترك السياسي ولا تأخذ المبادرة للوصول الى المناصب الاولى ولا تمتلك الطموح للعب دور ريادي في المجال السياسي. وقد يعتقد كثيرون ان ذلك ناتج لكون المجتمع اليمني مجتمع ذكوري يضع دائما المرأة في الصف الثاني ويحدد لها مجالات لتعمل بها الا ان هذا السبب ليس كافياً وليس وحده العامل الذي يبقي المرأة في الظل في بلدنا.

نعم ليس المجتمع الذكوري وحده مسؤول عن عدم دخول المرأة المعترك السياسي فما يفاجئ ان نظرة المرأة لنفسها هي الحاجز الاكبر التي يعيقها من التقدم في السياسة وهي العامل الاكبر التي يهمشها للوصول الى القيادة.

انا اؤمن بعمق أن قضية المرأة وترشيحها لدور قيادي والتمثيل السياسي جزء من قضايا مظلومي المجتمع جميعاً رجالاً ونساء، وكنت موقنة من  أن مأساة المرأة اليمنية هي من بعض مأساة وطننا العربي مع التخلف، وان خصم المرأة والرجل هو ذلك التخلف الجاثم على الصدور.ربما لذلك، فرحي كبير بالكلمات الواعية التي يكتبها الرجل العربي تضامناً مع تحرير اخته المرأة ومشاركتها السياسيه.

تتربى المرأة منذ ان تكون طفلة على الاهتمام بالمنزل والطبخ  اكثر من الاهتمام بقدراتها العقلية وعلى انشاء عائلة وتربية الاطفال وان اقتضى الامر العمل لمساعدة زوجها. المرأة تتربى على ان تكون اما وزوجة واختا او موظفة لا اكثر فهي تنشأ على كونها كائنا تابعاً للرجل ليس باستطاعته استلام زمام الامور في عدة مجالات وابرزها السياسة. هكذا تنضج المرأة حيث لا تستميلها الحياة السياسية لان في قرارة نفسها قد اقنعت نفسها ان ذلك من مهام الرجال وان قدراتها العقلية تحد من امكانية مشاركتها في السياسة.

الا تلعب المرأة دور الجلادة والضحية في آن معاً… اليست هي ايضاً واحدة من "كهنة التقاليد" المكرّسة لاذلالها وبنات جنسها؟؟ حلف المرأة والرجل في وجه القمع والتخلف يبقى، ويبدّل وجه مجتمعنا. الصرخات النسائية الموتورة ضد الرجل تنقل القضية الى مرحلة التحدي الاعمى.

 

هكذا تنضج المرأة حيث لا تستميلها الحياة السياسية لان في قرارة نفسها قد اقنعت نفسها ان ذلك من مهام الرجال وان قدراتها العقلية تحد من امكانية مشاركتها في السياسة. هي تؤمن ان السياسة والقيادة هما زينة الرجال فعيب عليها ان تكون قائدة وان تكون سياسية لان ذلك سيعرضها الى كسر الاعراف والى التصرف بشكل مختلف عما تربت عليه. فاذا احد سأل امرأة اذا كانت تود دخول السياسة فهي لا تأخذ السؤال على محمل الجد حيث ترد بعبارة ساخرة «ايش وراني رجال عشان نكون سياسيه». واذا مدح احدهم عمل المرأة ونظرتها السياسية فهي تنسب ذلك الى مساعدة بعض الناس لتكوين تلك النظرة فلا تعتبر انها تستحق ذلك الاطراء.

نعم ان المرأة تحبط نفسها وتسخر من نفسها اذا اعتراها شعور بالميل الى المشاركة في العمل السياسي حيث تشكك بقدراتها العقلية وبذكائها وبمنطقها فلا تأخذ المبادرة وتبقى رهينة مخاوفها الداخلية ونظرة المجتمع للمرأة التي تتجرأ على النظام السائد في البلاد.

اما اذا وجدت امرأة طموحة قوية لها مشاريعها اصبحت محط سخرية في بيتها ومن زميلاتها النساء بالتحديد فتبدأن بالمزاح وبالاستهزاء والاستهبال وانها قليلة حياء وانها امرأة متحرره وتريد تمزيق بعض تقاليده البالية في لحظة نقاء وانها متسلطه وجريئة.

لا يجب ان تستمر المرأة في الحاق الاذى بنفسها و على تحطيم امالها وعلى التشكيك بقدراتها بل عليها ان تؤمن بنفسها وتفجر هذا الصوت الذي في داخلها الذي يبقيها في الخلف لانه اذا لم تقم النساء بمساعدة انفسهن لتبوء المناصب.