آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-09:02ص

كيف نفهم طبيعة صراع القوى التقليدية في صنعاء

الإثنين - 06 يناير 2014 - الساعة 02:53 م

حسن العجيلي
بقلم: حسن العجيلي
- ارشيف الكاتب


للآسف لم يتطرق أي سياسي او باحث او متابع الى مسألة هامة وتاريخية لها ارتباطها السياسي والتاريخي بطبيعة الصراعات التي تشهدها الساحة الشمالية بطولها وعرضها في حقبة زمنية كانت من اهم الحقب من تاريخ هذا الصراع . الا وهي مسألة تحتاج الى اعادة التامل الى كل الخلافات والصراعات بعد الانقلابات العسكرية والحركات السياسية التي ساعدت الى الوصول الى ظاهرة الا دولة ابتداء من انقلاب 26 سبتمبر 1962م حيث ظلت الساحة مفتوحة امام كل ما افرزتة أي قوى جديدة كانت تتطلع الى ارساء بناء قواعد واسس الدولة المدنية الحديثة في الشمال والخروج باليمن من عنق الزجاجة .. لكن تدخل بعض القوى الاخرى النافذة والتقليدية عملت على فشل هذا المشروع الوطني ... وكثيرا من الحركات السياسية بدعم شبة عسكري او مادي جازفت وحاولت الاستيلاء على السلطة في صنعاء في ذلك الوقت لكن ما كان يصادفها هو الفشل لان المترصد كان حاضرا وبقوة عدا الحركة السياسية والعسكرية التي قادها الرئيس ابراهيم الحمدي كانت هي الوحيدة التي جاءت واوجدت مشروع وطنيا متكاملا الذي فعلا يهدف الى قيام الدولة المدنية الحديثة في الشمال .. المرجوه منذ العام 1962م والذي كان للعالم مطلبا اساسيا من وقت طويل .


وعندما جاء الرئيس ابراهيم الحمدي الى السلطة كانت الساحة في الشمال مهيئة لاستقبال هذا المولود الجديد في مرحلة من اصعب المراحل تعقيدا التي انشأت فيها المؤسسات التعاونية والسياسية والعسكرية والامنية وكان للاقتصاد ان ينمو ويحقق معدلات نمو كبيرة من حيث توفير العملات الصعبة من دون الحاجة الى مساعدة البنك الدولي وبشهادته حيث كانت المشاريع التنموية تعم جميع المحافظات الشمالية واهم مافي ذلك المشروع القومي الوطني الذي وفر وسائل الامن والاستقرار وبناء الجيش على اسس علمية مبنية على استحقاقات وطنية بحثة عمت كل ابناء اليمن شمالا  ... وكان المواطن في تلك المرحلة مندفعا بكل فئاتة ومشاركا فعليا نحو بناء الدولة المدنية الحديثة في صنعاء .. لكن ماحدث لهذا المشروع العظيم الذي كان يسعى الى توحيد الشطرين على قاعدة المساواه واحترام السيادة والهويه الوطنية لكل شطر ان طبيعة الصراع في الشمال حينذاك وعلى وجه الخصوص في العاصمة صنعاء لم تكن مستوعبة استيعابا كاملا لاسياسيا ولا قبليا ولا عسكريا بالرغم من ان المشروع الوطني الذي وضعة الرئيس ابراهيم الحمدي وزملائة من اعضاء مجلس القيادة كان فية من الانضباط والالتزام بكل قواعد اللعبة الداخلية والخارجية الاقليمية والدولية الا ان تدخل بعض من كانوا الى جانبة ومن اعطاهم الثقة الكاملة كل في مجال اختصاصة هم من خلخل ثوابت واسس البناء التي كان يستقيم عليها مشروع بناء الدولة المدنية الحديثة حتى وصلت الامور الى ماوصلت اليه .


الرئيس الحمدي كان علامة فاصلة ومرحلة استراتيجية في تاريخ كل الحركات التي قامت بانقلابات على الحكم الامامي قديما وفشلت وانقلابات اتت بعد انقلاب 26 سبتمبر 1962م التي ذهبت بالرئيس السلال والرئيس الارياني .. كما كان الرئيس الحمدي محطة توقف فيها قطار النهب والسلب والسيطرة على السلطة من قبل المشايخ والقبائل والعسكر واوقف كل التدخلات القريبة والبعيدة من قبل دول الاقليم وبعض القوى التي ترتبط بقوى خارجية مما جعل اليمن الشمالي ينهض نهوضا ملموسا وسريعا لكن هذا التوجة ازعج تلك القوى داخليا وخارجيا في تلك المرحلة ونجحت المؤامرة وذهب الحمدي مع مشروعه العظيم وخسرت اليمن شمالا رجل عظيما لم تشهد له اليمن الشمالي مثيلا .


ثم اتى بعده الرئيس السابق علي عبداللة صالح الى السلطة ومن خلال توافق كل القوى وفق المصالح المشتركة التي خاضت هذا الصراع قديما وحديثا بشروط مسبقة واهمها ان يكون اولا علي عبداللة صالح رئيسا لليمن الشمالي تحت التجربة لمرحلة تحددت في حينها واهم مافي هذا الاتفاق وهذه التسويات ان يعود ان اليمن الشمالي أي النظام في صنعاء الى المربع الاول .. ابتداء من التقاسم  لكل مفاصل السلطة وملحقاتها وتنفيذا لكل التوجيهات والالتزام بكل الخطوط التي ترسم ملامح السياسة الخارجية لصنعاء .. وسارت الامور ونجح الرئيس السابق علي عبداللة صالح وحكم اليمن مايقارب 33 عاما بمافيها حقبه الوحدة المشؤومة . طبعا حقق الرجل من خلالها كثير من العثرات والنكبات وخلف مزيدا من الازمات واسقط كثيرا من المؤسسات الناجحة التي انشئت خلال فترات الحكم الذي سبقة . عمل على ضرب الاقتصاد الوطني ورفع ميزان حجم المديونية والتضخم المالي واعاد تفعيل دور القبيلة والطائفة ومنع تشكيل الاحزاب واعاد الاعتبارات لكل المتنفذين من الذين فقدوا مصالحهم سابقا ثم حصر الحكم على رموز من حاشيتة واتى بابواق تحت مسميات حزبية واعلامية حيث ادخل عليها بعض المزايا والرتوش والالوان واغرقها بالمال العام لكي تكون قريبة منه ومن الحقيقة الكاذبة لتخدم نظامة وايضا اقام مؤسسة عسكرية وامنية لاتخدم مصالح اليمن واليمنيين شمالا قيادات غير مؤهلة حتى تكون تحت امرتة وحامل اساسي لحكمة المستبد والقاهر لاراده شعبة في الشمال ايضا اوجد قوى خارجة عن النظام والقانون مهمتها الاساسية كيف تصنع الاحداث والازمات كذلك في عهده من الحكم الطويل لم يكن مسموحا لاي راي او نقد او أي مطالبة بالحقوق والحريات او أي معارضة سياسية وطنية وعمل على تكميم الافواه وشراء الذمم وتفريخ كثير من التكوينات داخل المجتمع  شمالا وجنوبا.


ومع تشكيل ولملمة المؤتمر الشعبي العام الذي اصبح مظلة لكل الاحزاب التي كانت تعمل من تحت الطاولة وباسمة حكم اليمن طوال هذه الفترة ومع ازمة ثورة الشباب كثيرون قفزوا من قاربه خوفا من ثورة الشعب وغليانه للاسف حزبا كان غير مشارك في السلطة وكانوا ممن تبووا مناصب   لم يكونوا اصحاب قرار علي عبداللة صالح كان يحكم اليمن وكما قال واكد في العديد من المرات بانة كان يحكم اليمن شمالا بالتلفون وهذه وصفة من وصفاتة بينما في الحقيقة من كان يحكم اليمن شمالا هم من اوصلوه الى دفة الحكم أي حكومة الظل واصدقاء الامس ايضا لاننسى هناك حركات واحزاب متعددة الاشكال والالوان كانت تعمل معة وتستلم المعلوم من تحت الطاولة وهم كثيرون عترفوا بذلك كما انهم اليوم يشغلون في صنعاء مناصب كبيرة ولان هذه الاحزاب والحركات المفرخة باعت الرجال المخلصين والشجعان من الذين غيبهم النظام خلال فترات الصراع ..ومن الذين كانوا يسعون الى تغيير واقعا كان مملا وتعيسا على الوطن والمواطن في صنعاء وبقية المحافظات الشمالية وضعا منعكسا بظلامة وضبابيتة على كل الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية .


الرئيس السابق صالح طور اساليب الرشوة وعمل لها مسميات مشرعنة وحماية للفساد والمفسدون وقلدهم المناصب واعطى لهم الحصانة من الدستور الذي صنعة بنفسة والذي من مواده تحدد عدم مسائلة او محاكمة وظائف او مناصب بحد ذاتها ايضا كانت هي القانون وهي النظام .. لقد وضع الرئيس السابق صالح الشمال تحت الوصاية الاقليمية والدولية مستفيدا من الظروف التي كانت تسود المنطقة حينذاك وكان النظام في الجنوب الشماعة التي كانت يعلق عليها ازماتة ومشاكلة والذي يخوف بها اصدقائة وحلفائة في دول الاقليم والمنطقة .. كما استغل ظروف الحرب الباردة التي كانت قائمة على المصالح السياسية والاقتصادية ومناطق النفوذ الرئيس السابق صالح عمل على ضرب الحس الوطني الناقد والمتابع والباحث بشؤون الازمات ووضعه في قالب مغلق صنعة هو بنفسة ولما جاءت الوحدة ماكان عليه ان يخفي شيئا من المشهد الذي اعاد الاعتبار لكل القوى الحية من الاحزاب والحركات الوطنية والمنظمات الجماهيرية التي تصارع وتقارع في الساحات على السلطة ذلك هو المشهد العظيم الذي قدمتة القيادات الجنوبية عندما جازفت ووقعت اتفاقية الوحدة المشؤومة ذلك الموقف البطولي الذي تجاوزت من خلالة القيادة الجنوبية التي وقعت دون ان تعود الى شعب الجنوب حيث قدمت دولة متكاملة في طبق من ذهب وجعلت من هذه الاحزاب والحركات التي كانت مغمورة ومدفونة تحت  الارض ان تعود الى ادوارها المفقودة زمنا طويلا يساوي حكم الرئيس السابق صالح لكن مايثير الشكوك والتامل لمواقف هذه الاحزاب والحركات التي انقلبت على نفسها وتنكرت لموقف الجنوب وشعب الجنوب وادارت ظهرها للحقيقة والواقع ماجعل لشعب الجنوب دور فاعل وقوي الذي اخرجهم من المعادلة السياسية في الصراع القديم والحديث في الساحة اليمنية شمالا وجنوبا واللة من وراء القصد......