آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-10:40ص

أرادة الشعوب أراده لا تقهر و لا تكسر بقوة السلاح

الخميس - 02 يناير 2014 - الساعة 10:45 م

حسن العجيلي
بقلم: حسن العجيلي
- ارشيف الكاتب


شعبنا في الجنوب العربي يكتسب تجارب تاريخية وخبرات طويلة في إدارة الأزمات وكيف يتعامل مع الأحداث والمستجدات بالذهنية المتوقدة في العقل الجنوب الحر وعندما يتم معالجة الأسباب والمسائل وكيفية إيجاد الحلول لها تجده يتمتع بالنفس الطويل ..

 هذا الشعب الذي عاصر كثير من المراحل الصعبة وتحمل العديد من المصادمات على طول مسيرة مراحل النضال التحرري قديما وحديثا وبحكم تجاربه هذه لن ينجر إلى مستنقع عصابات القتل والنهب والسلب لأنه شعب يحترم كرامة الإنسان وآمنه واستقراره ويرفض قتل النفس التي حرم الله وبرغم كل هذا لم يقف مكتوف اليدين إذا ما قررا مقاومة ومقارعة الاحتلال لن يتوارى ولن يهرب إلى الخلف شعب لدية القدرة ان يكون حاضرا في أصعب الأوقات واحلكها ظلاما كما انه على استعداد ان يعد نفسه إعدادا كاملا وجيدا سياسيا ولوجستيا وثقافيا واجتماعيا لأنه يفهم تماما طبيعة الصراع القائم مع العصابات المتنفذة في صنعاء القبلية والعسكرية الغاشمة طبعا هذا أمر ليس غريب ولا صعبا على شعب الجنوب العظيم الذي سطرا ملاحم بطوليه عظيمة على مر التاريخ ضد اعتى قوة استعمارية في العالم وهو الاستعمار البريطاني الذي كان يحتل اوسع مساحة وأطول مسافة تبدأ من الهند وتنتهي بالأراضي الفلسطينية المحتلة ذلك الاستعمار البريطاني الذي ظل يسيطر ويهيمن على الجنوب العربي قرن ونيف من الأعوام احتلالا وعندما قررا شعبنا البطل في الجنوب الخلاص والنفاذ من تركته الاستعمارية وهيمنة مملكته التي لاتغيب عنها الشمس ذهب مطرودا صاغرا مدحورا ومكسورا .

 وأعلن الجنوب العربي استقلاله وقيام دولته المستقلة كاملة السيادة على كل الأرض الجنوبية الغالية لكن وللأسف الشديد مااصاب الجنوب من هزات ونكسات ونكبات ومؤامرات داخلية وخارجية على كافة الأصعدة سياسيا واقتصاديا وعسكريا وامنيا تركت شرخا عميقا في النسيج الاجتماعي الجنوبي وفي الجسم الجنوبي بذاته ما أدى إلى توقيع اتفاقية الوحدة المشئومة والفاشلة التي قسمت ظهر البعير بعد حرب صيف 94م وأعطت المستعمر الجديد الغاشم حق السيطرة والهيمنة.

لقد اسقط نظام الاحتلال الشمالي كل مالديه من أفكار وخطط وأهداف على الساحة الجنوبية دون حياء أو خجل أو ضمير حيث عمم تلك الأزمات على كل الحياة المدنية في الجنوب من ثأرات ونعرات قبلية وجهوية ومن خلال خطط وافكار شيطانية كما كان الاحتلال اليمني مشاركا فعليا في كل الصراعات التي شهدها الجنوب قبل الوحدة وبعدها هنا وبمعنى دقيق اذا فهمنا طبيعة صراعنا مع هذا المستعمر الجديد الذي يقتل ابناءنا واهلنا في الضالع وحضرموت وعدن وشبوه ولحج وردفان وفي كل شبر من الاراضي الجنوبية استباحها بقوة السلاح نكون قد وضعنا طرق العلاج والخلاص من هذه الأفة الخبيثة .

لنا تجاربنا على 30 عاما مضت مع هذا العدو المتغطرس الذي يسعى إلى امتلاك ارضنا وتشريد شعبنا وطمس هويتنا الجنوبية ونهب ثرواتنا والعمل جاهدا على اخضاعنا اليوم وغدا لكن ومهما حاول ضرب مشروعنا التحرري لم ولن يتمكن من ذلك ان العقلية والذهنية الجنوبية التي يتمتع بها شعبنا في الجنوب بكافة فئاته وشرائحه تجعله اكثر ادراكا وفهما لما تقدمه صنعاء ورموزها من مشاريع ودسائس وتدليس وخداع بواسطة عملائها المأجورين كلها سوف تصاب بفيروس الفشل الذريع وسوف تتحطم على صخره الصمود والتصدي والتضحية الجنوبية ان مايتعرض له شعبنا الجنوبي اليوم من مواجهات وهبات شعبية على كل الأرض الجنوبية سوف تلقن العدو دروسا قاسية في طبيعه الاحتلال لاراضي الغير والنهب والسلب لحقوق الشعوب.

واذا كنا قد قدمنا صفوف طويلة من الشهداء والجرحى والمعتقلين في فترات سابقة فان شعبنا اليوم على اتم الاستعداد ان يقدم الكثير والكثير في سبيل استعادة دولتنا وارضنا وثرواتنا والعمل على دحر قوات الاحتلال اليمني الغاشم عن ارضنا ولن تخيفنا أي قوة على الأرض لان رسالتنا مقدسة نبعثها إلى العالم الحر بكل فخر واعزاز الذي هو مطالب اليوم بان يكون له موقف واضح وصريح تجاه كل القضايا التي تهم حقوق الإنسان.

 

 ولايحق لهذا العالم ان يكيل بمكيالين طالما انه قبل على نفسه ان يكون عادلا مع قضايا الاخرين ولايمكن لاي قوة ان تفرض على شعب ارضه محتلة أي حلول لا تتوافق مع تقرير مصيره وتحقيق اهدافه المشروعة  واذا كانت عصابات صنعاء تفرض اجندتها من خلال فرض سياسات الامر الواقع او اساليب التهديد والوعيد هذا أمر مرفوض في الجنوب وشعبنا سيقاوم بكل مايملك حتى يحقق تلك الاهداف ولو جيل بعد جيل ..

نعم ان هولاء القوم سيأتي اليوم الذي يساقون فيه إلى محكمة الجنايات الدولية على كل الجرائم التي ارتكبوها خلال 33 عاما وسوف يحاكمون تحت بند الابادة الجماعية التي تمارس حتى يومنا هذا ضد شعبنا في الجنوب وعليهم ان يدركوا ايضا مهما طالت بهم العنجهية والبلطجة والاستبداد والاستفزاز سوف يدفعون الثمن غاليا لان اراده الشعوب ارادة قوية لاتقهر ولاتكسر بقوة السلاح ولهم امثلة فيمن سبقوهم .