آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-04:26م

مؤسسات سيادية فاشلة ومنتهية الصلاحية!

الثلاثاء - 26 نوفمبر 2013 - الساعة 07:19 م

حسن العجيلي
بقلم: حسن العجيلي
- ارشيف الكاتب


لم يعد بعد اليوم للشعب الجنوبي أي ارتباط أو صلة بمثل هذه المؤسسات السيادية والإدارية الهزيلة والفاشلة في صنعاء منذ العام 1994م عندما تم غزو الجنوب عسكريا لإسقاط اتفاقية الوحدة المشئومة بالقوة وحتى مع تعاقب الوجوه والأشخاص على كرسي الحكم من تلك الفترة وحتى 2013م المنصرم والمتمثل برئيس ماسك العصا من الوسط (( لا يهش ولا ينش)) .. وحكومة فاشلة زادت من أعباء الثقيلة على المواطن وطورت اساليب الفساد والفاسدين وأكثرت من أعدادهم .

ومجلس النواب فاقد الصلاحية يتصرف كأنة مالك البلاد والعباد كالمطية التي تحمل على ظهرها قرارات تمرير المشاريع إلى الفاسدين والسلطة معا ... وشرعنة إفقار البلاد والعباد وهم يصرخون تحت قبة البرلمان بالوطنية والولاء للوطن وللوحدة والاستقرار والسكينة العامة وكل يوم يمر القتل والنهب والتقطع في الطرقات وتفجير أنبوب النفط وضرب أبراج الكهرباء أمام أعينهم ولا يحركون ساكنا أو استعمال سلطة القانون الذي يخولهم بمحاسبة أي مسئول أيا كان وكأن هذه الأحداث التي تعصف بالبلاد والعباد لاتعنيهم عدا مخصصاتهم التي يتابعونها يوميا وشهريا و سنويا من جهات الاختصاص أمر عجيب هذا أيضا هناك مجلس شورى عبارة عن مستشفى متنقل ومتخصص في كل الأمراض التقليدية وغير التقليدية مشخصا في أعضاءه النائمون دون حراك أو حتى يقدمون مشاركات أو رؤى في إبداء وجهة النظر وتقديم الحلول التي من خلالها على الأقل يحللون المال والمخصصات التي يحصلون عليها من قوت الشعب وعلى حساب أمنه واستقراره من هنا يكمن الدور الناقد والفاعل لكل أبناء اليمن ومنظمات جماهيرية ومثقفين ومتخصصين في القانون العام والدولي وكل شرائح المجتمع الجنوبي الذين يرددون شعار التحرير والاستقلال وسؤال يطرح نفسه اليوم هل قرار الانفصال في العام 1994م هو القرار الصائب فعلا لقد كانت الردود من كافة أبناء الشعب الجنوبي مدعوما من المليونيات التي خرجت في العديد من المناسبات والمسيرات الاحتجاجية على نظام الاحتلال يوميا بان القرار هو الصواب وهو الطريق الذي يصل بنا إلى استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة والهوية .

إذا لا غريب هنا بان يضع شعب الجنوب مايراه من مناسبا من احتياطات وحذر شديدا تجاه التحديات والأخطار التي تحدق بجنوبنا وشعبنا وأرضنا ودولتنا الموجودة والتي لاينقصها إلا اتخاذ القرار النهائي باستعادتها والبدء في تثبيت قواعدها وأسسها التي افتقدناها منذ 24 عاما مضت من عمر الوحدة المشئومة والعمل بالقوانين والأنظمة التي كانت سائدة على ارض الجنوب (( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية )) .

وإذ لم نعطي اهتماماتنا واحتياطاتنا وحذرنا لما هو قادم سوف يكون الجنوب وشعبة المستهدف الأول في خلط الأوراق من قبل قوى الظلم والضلال والاستعباد للبشر .. ان ما يعد هذه الأيام من مشاريع خطيرة سياسية وعسكرية وأمنية وخلط لأوراق قديمة وحديثة تعطي مؤشر إلى بلقنة اليمن شمالا وجنوبا وصوملة أراضيه الخصبة لصالح الفوضى واعاده لعناصر الإرهاب التي تعمل على تخريب البنية الأساسية للأمن والسلام والاستقرار والسكينة العامة في الشمال والجنوب .

ومن هنا عندما يتكلم الشعب في الجنوب ويرفض الحوار الذي يعيده إلى بيت الطاعة بقوة السلاح وأساليب الهيمنة والتسلط والقتل والاغتيالات أو الاستسلام لمنطق الجهل والتعصب القبلي العسكري الفئوي الطائفي والعقل المناطقي المتدني الذي لايفقه شيء في فهم أو حوار عدا لغة البندقية وإطلاق الرصاص والغدر والمكر والعبث بمقدرات الناس .

لقد رسمنا في الجنوب لوحة مشرفة من خلال الحراك السلمي الجنوبي بكافة أشكاله وألوانه وأعطينا الشقيق والصديق الصورة الواضحة لتوجهاته واقتناع العالم بصلابة وقوة وإيمان منطقنا الحديث والراقي .. الذي أصبح سمة من سمات النبلاء وسوف تظل هذه اللوحة ناصعة البياض ترسم الخارطة السلمية وتترجم الأهداف والشعارات الجنوبية إلى حقيقة ولنا في ذلك امثال عديدة عندما يسقط ابناءنا وشبابنا ونساءنا وشيوخنا شهداء في ساحة التحرير والاستقلال ماهي ردودنا رفع الراية البيضاء راية السلم والسلام والاستمرارية في تصعيدنا النضالي السلمي حتى تتحقق كل مطالبنا واهدافنا.

ومن هذا المنطلق نتوجه للعالم كلة مرات ومرات نقول لهم اننا دعاه سلام وامن واستقرار لكل المنطقة ونقدر عاليا ماذا تعنية كلمة المصالح المشتركة والعلاقات الدولية المتبادلة بين الشعوب واذا كانت منطقتنا تعد من اهم المناطق التي لها مصالح مشتركة مع العالم واهمية موقعها الاستراتيجي نأمل من هذا العالم موقف صريح وشجاع في هذه الظروف الصعبة التي وصل اليها مؤتمر الحوار إلى طريق مسدود ومغلق من جميع الجوانب نأمل ان تعالج القضية الجنوبية في السياق المطلوب سياق الحقيقة والصدق وبحسب الاعتقاد بل هذا هو أساس الواقع ان تكون المعالجة سريعة وصريحة وواضحة المعالم والطرح يجب ان يكون مبني على تأسيس دولة في الجنوب وأخرى في الشمال وكما عودنا الرئيس السابق علي عبدالله صالح لاضرر ولا ضرار .

ولاداعي إلى تعقيد المسائل لان هذا سيقودنا إلى استحقاقات سوف تعكر أجواء التفاهم والتقارب بين الأشقاء اما إذا تركنا الأحزاب السياسية والأحزاب الدينية والقبيلي والعسكري كل يقدم رؤاه وأفكاره لن نصل إلى حلول وحتى بعد مليون سنة والمعادلة تقول هكذا يجب إعادة الأمور إلى مجراها السابق حفاظا على وشائج العلاقات الأخوية والاجتماعية والثقافية بين الشعبين بعيد عن اساليب التناحر والبغضاء والمماحكات السياسية لأننا عندما نقف عند هذه القضايا يجب ان نكون أكثر شفافية وصدق وأمانة وان نقول الحقيقة لشعبينا بدون رتوش أو تلوين كلام عادي وبسيط ومفهوم لدى الشعبين وبعيد عن التنظير والكلام المرصوص ومن هنا إذا كنا فعلا نبحث عن حلول تخرج الشعبين من عنق الأزمات الاقتصادية والأمنية المفتعلة والمقصودة والتي ترعاها قوى تجدد نفسها كل يوم في الساحة شمالا وجنوبا تلك القوى التي أرادت لمشروع الوحدة الفشل وهي اليوم تترصد لإفشال الحوار وقد أفشلته فعلا ومن هنا يتوجب علينا جميعا الوقوف لدعم كل الجهود الخيرة في سبيل تحقيق التوافقات التي تؤدي إلى إعلان مشروع الدولتين جنوبا وشمالا بالطرق السلمية والتي لاتتعارض مع متطلبات الأوضاع السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والمحافظة على الثروات النفطية والزراعية والسمكية وغيرها من الثروات التي تخدم مصالح الشعبين والدولتين كل في حدود دولته وان نجعل من ذكرى ال 30 من نوفمبر القادمة عيد الاستقلال الجنوبي جسر عبور إلى أرضية إعلان قيام الدولتين وهي مناسبة غالية سوف تعم الفرحة الشعبين في الجنوب والشمال وهذه الفرصة التي سوف تكون جزء من المخارج للحلول والانفراج المطلوب اما ان نظل نعيش تحت نير عقدة الكذب والدجل والخداع هذا أمر مرفوضا ولا يخدم إلا الفساد والمفسدين وأصحاب النفوذ والله من وراء القصد.