آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-10:11م

رحيل غير معلن الى موت غير مسمّى

الثلاثاء - 01 أكتوبر 2013 - الساعة 09:24 م

عامر السعيدي
بقلم: عامر السعيدي
- ارشيف الكاتب


الوداع طعنة ابتدعها الوطن .. والغربة انتحار بدمعة أمّ أضعف من التحنان ..


أما الموت فهو الحياة في الحب بعيدا عن المحبوب .



لعل الحقيقة لم تخلق بعد وربما كان الحب أول محاولة فاشلة لتكوينها .



ولكن لماذا تشغل الاحتمالات حيزاً هائلاً من الوطن والحب .


لا أحد يدري ...



وكان لا يعي ما لا يقول حتى عندما أغلق باب الكلام وحاول أن يكتب قصيدة رثاء تنتهي بموت البطل كما لا يحدث عادة في الأفلام والروايات لتكون شاهدا من كلام على ضريح عاشق مفقود ... كان لا يعي .



لا شئ يستساغ بعيدا عنك حتى الحب يا جميلتي .



كانت هذه الكلمات مبعثرة في المجهول.. على رفوف الوجع .. في ثلاجة الأحلام .. بين قصاصات الصمت وحتى على سرير الدموع الذي كان يمدد عليه جراحه كلما استيقظت في دمه عريانة كالمطر .



قبل الحياة بإحدى عشر امرأة وقبل أن تعلم أنه شاعرا كتب إليها يقول :



الشاعر مجرد انفعال آني يصاب غالبا بالخفوت قبل ان ينتشي بضلال الاشتهاء.



الفلاح عادةً .. يجعل من معشوقه معبودا شاهق الظل .. 


ويتعبد في محراب اللوعة كجرح لا يجرؤ على التوقف ولو للحظة موت


حتى لا يغفو خارج العذاب والحب .. 


بعيدا عن الأمل .. و قريبا من النسيان ..


وكأن عليه ان يظل عاريا من الهدوء .. 


مخنوقا بدمعة رجاء مؤجل .. و فقيرا إلا من عنفوان الحب .


انتهى ...



إنّ إلى قلبك الرجعى ..


بهذه الدمعة صدح الحب وهو يتأمل عاشقا يتهيئ للموت ...


ثم دخل في غيبوبة مفتعلة ريثما يرتب له بلاداً في الغيب يأوي إليها .



لم أعد أملك من الأمل ما يجعلني أقاوم أكثر 


لا أدري ان كان يفترض بي أن أستجيب للخيبة وأقبل بالهروب الى الوراء معك .


هكذا قال الكتاب الذي بقي له من الحب 


لا عليك ..
لك أن تسمها إجازة غير شرعية .. مفتوحة الى ما لا .. او مغلقة بآخر شهقة .


لكنها ليست استراحة محارب ولاحتى هزيمة مستهتر .



أنت تذبل بهدوء .. تستسلم لعنجهية الورد وغباء خناجر العدم ..


آن للقصيدة ان تستريح من نزيف تنهداتك وتأوهات نزيفك ..



توقف عن استجرار الحب على خارطة لا مكان فيها لغير البؤس ..



لا تحلم بقطعة أمل أو قنينة ضوء .. النجاة خط أحمر ليس بوسع الأشقياء تجاوزه ، أو حتى الاقتراب منه ولو احتمالا ..



لم لا تعي أن لامكان لسمرة فلاح في قائمة ألوان الحياة الباذخة ؟!



عليك أن تنام مبكرا حتى لاتزعج النبلاء برائحة النور التي تفوح من قلبك المعجون ببساطة الطين و مخلوط العناء .



مهلوس ..


هكذا ستقول عنه وهي تقرأ مع كائنات الفراغ هذيان مجنون راحل .


صديقتها في آخر السطر ستقرأ :


لم يعد للنور قيمة ولامعنى .. حتى التحية بالظلام أصبحت رسمية .



هي لن تستوعب جيدا أنها كانت وطنا قاسيا إلا عندما تعود إلى غرفة نومها وتفتح أرشيف الرسائل حيث لا كلام بعد أن تحول كل حرف إلى حمامة خضراء تحمل في قلبها أسرابا من الضوء والورد والعصافير .



الحزن أجمل ما توصل إليه العشاق ..



سوف تخلع قلبها وترمي به من نافذة الحياة حتى تستريح منها .


سوف يكون حيث سيقع قلبها تماما وعليه ان يلتقط ذلك القلب قبل أن يستقر


عليه أن يعود به إليها ويفتح الباب للمرة الثانية لكن ليس عليه أن يستأذن كما فعل في الأولى قبل أكثر من شوق .



لا يهم إن كانت مجردة حتى من التعري .. المهم أن يصل إليها قبل أن تغمض عينيها حتى يتحول الى قلب يعيد إليها الحياة ..



لتستيقظ وطناً في أحضان شهيد عاد من الموت للتو .