اليمن، الذي يعاني من سنوات طويلة من الصراع والانقسامات، يواجه اليوم تحديات جديدة تهدد وحدته الوطنية. في هذا السياق، لعبت الإمارات دوراً بارزاً في تغذية مشاريع التقسيم، مستخدمة أدواتها السياسية والعسكرية لتفتيت البلاد. وبينما كان الأمل معقوداً على موقف سعودي مختلف، جاءت المفاجأة بدعم الحكم الذاتي لحضرموت، مما أثار مخاوف من أن يكون هذا الدعم خطوة نحو تقسيم اليمن وتفتيته.
لعدة سنوات، استخدمت الإمارات نفوذها في اليمن لتغذية الانقسامات الداخلية، من خلال دعم أطراف تسعى إلى تحقيق مصالحها الخاصة على حساب وحدة البلاد.
هذا الدور لم يقتصر على الجانب العسكري، بل امتد إلى دعم كيانات سياسية تسعى إلى فرض واقع جديد يتعارض مع تطلعات الشعب اليمني في الحفاظ على دولته الموحدة.
*الموقف السعودي: صدمة جديدة*
رغم الآمال بأن تكون السعودية داعمة لوحدة اليمن، جاء دعمها للحكم الذاتي في حضرموت ليُثير تساؤلات حول نواياها الحقيقية.
هذا الدعم يُعتبر خطوة خطيرة قد تُمهّد لتقسيم البلاد، خاصة في ظل غياب موقف واضح من الشرعية اليمنية التي يُفترض أن تكون المدافع الأول عن وحدة اليمن واستقراره.
حضرموت، التي تُعتبر واحدة من أهم المحافظات اليمنية، تمتلك كل المقومات لحمل راية اليمن الكبير. تاريخها العريق وموقعها الاستراتيجي يجعلها قادرة على أن تكون نموذجاً للوحدة الوطنية، وليس جزءاً من مشروع تقسيمي ضيق يُهدد مستقبل البلاد.
دعم الحكم الذاتي لحضرموت يُثير مخاوف من أن تتحول المحافظة إلى نقطة انطلاق لمزيد من الانقسامات التي قد تقود اليمن إلى هاوية بلا قرار.
*أين الشرعية؟*
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال الأهم: أين الشرعية اليمنية؟ غياب موقف واضح من الحكومة الشرعية يُضعف قدرتها على مواجهة هذه المشاريع ويُثير شكوكاً حول قدرتها على حماية وحدة البلاد. الشرعية مطالبة اليوم باتخاذ خطوات جريئة للدفاع عن اليمن الكبير، والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة مشاريع التقسيم.
**
اليمن يواجه تحديات وجودية تتطلب موقفاً وطنياً موحداً يُعيد ترتيب الأولويات ويُحافظ على وحدة البلاد. *حضرموت يجب أن تكون رمزاً للوحدة الوطنية، لا جزءاً من مشروع تقسيمي يُهدد مستقبل اليمن.
*الوقت قد حان لتوحيد الصفوف والعمل على بناء دولة قوية تُلبي تطلعات الشعب اليمني في الحرية والاستقرار والتنمية. الشرعية والمجتمع الدولي، وكل القوى الوطنية، أمام مسؤولية تاريخية لإنقاذ اليمن من مخاطر التقسيم ، فاليمن اليوم بحاجة إلى موقف موحد يحفظها من مشاريع التفتيت التي تستهدف وحدتها ووجودها.