مهما حاول البعض تشويه صورة الشيخ بن حبريش وحلف قبائل حضرموت ببث الدعايات ضدهم ومحاولة تفريق صفوفهم، نقول لهؤلاء: إن الحضارم متمسكون بأرضهم وبحقوقهم، ولا يريدون ضياعها كما ضاعت عند الآخرين، وهم قادرون على تحمّل المسؤولية تجاه شعبهم، وقراراتهم ستكون مصيرية، وهم يعلمون ما يفعلون، وقد أثبتوا ذلك في كل تجمعاتهم وخطاباتهم، وهم مقبولون إقليميًا ودوليًا. فلا تعكروا صفهم ومزاجهم بالفوضى القائمة في أغلب محافظات اليمن.
اتركوا حضرموت وشأنها، فهي الدولة، وهي الأمن الاقتصادي والسياسي، وهي المجتمع المتحضر والتاريخ العريق.
لقد سئمنا دعاياتكم وألفاظكم، وفهمنا مقاصدها. والكلام الفارغ عن “الإخونج” وغيرها من الدعايات حول حماية حضرموت من المنطقة العسكرية الأولى لم تعد تفيدكم. فيا ليتكم - أنتم “الانتقاليين” - أولًا تصلحون وضعكم في عدن، وبعدها سيتبعكم الناس تلقائيًا.
حضرموت اليوم فتحت طريقًا ظل مغلقًا بسبب تصرفات المجلس الانتقالي. وللعلم، فإن الحضارم سيتفقون وسيتفاهمون تجاه مصلحة حضرموت، مهما كانت خلافاتهم. وقد شاهدنا بالأمس تصريحات لبعض المسؤولين الحضارم الكبار التي اختلفت نوعًا ما عمّا كان يُقال في الماضي، حيث أيدت مصلحة حضرموت، وكذلك أيدت ما يقوم به حلف قبائل حضرموت.
القضية الآن كبيرة، وقد توسعت، وربما تحذو محافظات أخرى حذو حضرموت إذا لم يتغير واقعها.
للصبر حدود، وحدود الصبر اليوم هي الانفتاح والتفاهم والحوار الجاد على مستوى كل أرض الجنوب، بصدق وحقيقة، وتنفيذ فوري لكل القرارات التي يمكن أن تصلح الوضع، وعلى رأسها إعطاء كل محافظة حقها في الحكم الذاتي والإدارة الذاتية. عندها فقط يمكن أن نحافظ على الجنوب ونسيجه الاجتماعي. أما القوة، فلن تفيد مع شعوب تطالب بحقوقها المشروعة.
لا تزال أمامكم فرصة ومبادرة لتأييد حلف قبائل حضرموت وتشجيعهم، ضمن رسم برنامج وخطة جديدة لحكم جنوبي فيدرالي، خارج عن خطتكم السابقة الوهمية حول الفيدرالية الجنوبية.
الناس تريد الصدق، وتريد واقعًا ملموسًا على الأرض في حينه. كم من السنين مرت ونحن نكذب على بعضنا البعض، وكل ما يهم المسؤولين الجنوبيين هو إصلاح أوضاعهم الشخصية من سلطة وجاه ومال، بينما الناس تتعذّب.
من سيبقى معكم إذا استمررتم بهذه الطريقة؟
مقبل القميشي
13 أبريل 2025