✍️ توفيق حسين
الوسط الصحفي والإعلامي يفترض أن يكون هو الوسط الوحيد غير القابل للتكتلات والخلافات والصراعات، بل ويجب أن يكون نموذجا للتوافق والتناغم؛ انطلاقاً من دوره الهادف السامي في التوعية والتنوير والرقابة وخدمة الدولة والمجتمع. وخاصة في حالتنا الجنوبية الوسط الصحفي والإعلامي العدني "الذي يمثله صحفي وإعلاميي أبناء العاصمة عدن"، من أجل العاصمة عدن لو كانوا يفقهون. وكذلك الوسط الصحفي والإعلامي الجنوبي عامة.
للأسف، هذا موجود فقط عند من يعون يفهمون في دول أخرى، عندنا ما فيش منه هذا الكلام بتاتا.
عندنا الوسط الصحفي والإعلامي -العدني خاصة والجنوبي عامة وكذلك اليمني- وسط كارثي، أسواء وألعن وسط، تجده أما وسط حكحة فيما لا طائل منه "حك لي وبا حك لك" فيما بينهم، أو وسط "البعسسة والفخسسة" فيما بينهم فرادا وجامعات، وضد من يختلفون معهم داخل الوسط الصحفي وخارجه، حول مقابل "هز الوسط" لما يرمى لهم به من فتات من الأطراف السياسية المختلفة.
ليس هناك للوسط الصحفي والإعلامي عندنا أي رسالة إلا رسائل سيئة نتنة للغاية نراها بين الحين والآخر، أهم شيء عندهم الزلط، والبطاط والكوسة😁 وحق القات كما قال الفنان صلاح الوافي في حديثه عن عدم وجود أي رسالة للفن.
حتى لو شافوا أحد منهم غادر ذلك الوسط وبرز أو يحاول البروز فيما يخدم الناس إعلاميا ويهتم في قضاياهم اليومية مثل الصحفي عبدالرحمن أنيس أو غيره، نجد في هذا الوسط من يسعون بكل جهد وقوة للنيل منه ومحاربته، كما نرى هذه الفترة من هجوم استهداف له، ومحاولة إستغلال أي خلافات شخصية بين صحفيين قد يكون طرفا فيها أو لم يكن طرفا، ومحاولة تأليب الناس عليه، بما ليس له دخل فيه من أي مواقف سياسية قديمة لتاريخ أفراد في عائلته أو دعاوي سخيفة لأصول أجداده من أي محافظة يمنية.
حديثنا هنا بشكل عام عن هذا الخطاب النتن "خطاب البعسسة والفخسسة" في الوسط الصحفي العدني للأسف والجنوبي،
هذا الخطاب الذي يفرز ويصنف الناس ويبحث في المواقف السياسية للأجداد والأباء والأقرباء لإستهداف أي شخص، ويبحث عن أصول الأفراد والعوائل العدنية الجنوبية العريقة ويطلقوا عليهم مختلف التسميات العنصرية كما يقولوا "عرب٤٨" وغيرها من التسميات العنصرية المقيتة.
⭕ لا تعايروا أحد بمواقف أقاربه السياسة، فهناك جنوبيين كثر لهم ولأقاربهم وأبائهم مواقف سياسية بايخة وكانوا مع أعداء الجنوب "حوثي، عفاش، اخوان وغيرهم" واليوم صاروا قيادات ومسؤولين يحكمون عدن والجنوب، ومنهم من لهم ولأبائهم تاريخ دموي وحروب مجازر في عدن واليوم قيادات يحكمون عدن والجنوب.
⭕ لا تعايروا أحد من أين أصل جدودهم وأصل أبائهم، فأكثر أبناء عدن أصول أجدادهم من محافظات يمنية أخرى ومن دول أخرى عربية وغير عربية، وهذا ليس عيبا بقدر ما هو فخرا لهم ولمدينة عدن -وللجنوب- التي تحتضن الكل منذ العصور الغابرة في التاريخ،
وكذلك هناك الضالع، كل أبناء الضالع الباسلة الذين صنعوا الملاحم والبطولات الجنوبية والذين أكثر نسبة منهم قيادات جنوبية اليوم، الضالع كلها كانت منطقة شمالية يمنية، وهذا ليس عيبا ولا نعايرهم ولا نعاير أحد بهذا.
ومنذ القدم من يسمون مشائخ وسلاطين وأمراء الجنوب العربي الذين يشكلون جزء عريض من التاريخ الجنوبي والذين يدعو المجلس الإنتقالي اليوم لإشراكهم في حكم الجنوب أكثرهم أن لم نقل كلهم، أصولهم من محافظات يمنية شمالية، فمثلا سلاطين يافع المعروفين هم من أشراف الجوف وغيرهم من المشائخ والسلاطين والامراء في مختلف المناطق والقبائل أصولهم يمنية وغير يمنية. وهذا حاصل في مختلف البلدان وليس عندنا فقط.
ولو نتعمق في التاريخ أكثر مثلا، الأئمة الزيدية الذي حكموا اليمن الشمالي أكثر من ألف عام والذين أبنائهم "حوثي الإمامة" يحكمون اليمن الشمالي اليوم أصولهم حجازية فارسية، من الحجاز ومن إيران".
لا نكتب هذا دفاعا عن عبدالرحمن أنيس، فهو كشخصية عامة معرض للنقد والانتقاد والهجوم، وأنا واحد ممن ينتقدونه، وأي وقت ممكن انتقده واهاجمه مثله مثل أي إعلامي أو أي شخصية عامة إن رأيت منه أي أخطاء، وليس بحثا عن أصوله ولا بحثا عن المواقف السياسية لاقربائه الراحلين رحمة الله عليهم.
انتقده واهاجمه -هو أو غيره- كما انتقد أي جنوبي وكما انتقد القيادات والمسؤولين وقيادة المجلس الإنتقالي لكن إن أردت أهاجم الإنتقالي لا أقول مثلا: إن قائد الانتقالي الزبيدي أصله شمالي ؛ فمثل هذا الأساليب الرخيصة ما هي إلا سلاح الضعفاء والحاقدين الجبناء الذين لا يجدون ما ينتقدوا به.
وحول عبدالرحمن والذين يهاجمونه، إبحثوا لنا عن زلاته، فنحن ندور له ولهن😁. لكن استهداف من باب الغيرة والحقد والعداوة هكذا دون أية أسباب،، أرتقوا بأنفسكم عن هذا ولو قليلا فأنتم محسوبين على الوسط الصحفي والإعلامي العدني والجنوبي .
