اليمن أولاً
يستمر الجيش السوداني في تحقيق انتصاراته وإحكام سيطرته على العاصمة الخرطوم، والأخبار الأخيرة تشير إلى أن ميليشيا الدعم السريع تقهقرت من آخر معقل استراتيجي لها وأصبحت خارج نطاق قدرتها على أن تكون في موقع قدم في الخرطوم.
بالنسبة لنا، هذا مؤشر إيجابي وحلو جداً أن المشروع المليشياوي مهما كان له نجاح مرحلي سوف يتلاشى وسوف يلتف الشعب حول قيادات المشروع الوطني. الشعب السوداني التف حول قيادة المشروع الوطني في القوات المسلحة والنخبة السياسية وترك قادة المسار المليشياوي. هكذا فعل الشعب السوري وهكذا سوف يفعل إن شاء الله الشعب اليمني.
المليشيات تخلق دويلات مقسمة متناحرة وتخلق حالة من الازدواجية السياسية والأمنية والعسكرية والثقافية الوطنية بل وحتى الدينية والمذهبية، مثل ما نجده عندنا في اليمن. وهذا يكون على حساب مصلحة الشعب والبلاد. لكن اليمنيون سوف يصلون قريباً بإذن الله تعالى إلى الالتفاف حول قيادة يرون أنها عنوان للدولة الوطنية ولمفهوم الدولة الوطنية ولمؤسسات الدولة الوطنية ولسيادة الدولة الوطنية.
اليمنيون ليسوا أقل من الشعب السوري والشعب السوداني في أن يدركوا وطنهم وكرامتهم وسيادتهم وحريتهم وعزتهم، وسوف تتبخر وتنتهي المشاريع المليشياوية مهما امتلك أصحابها اليوم من سلاح ومن جنود، ومهما استطاع البعض منهم أن يجد له دعماً من هنا وهناك خارجي، لكن إرادة الشعب ودعم القوة الإقليمية الصالحة سوف تكون مع الوحدة الوطنية لليمن ومفهوم الدولة الوطنية ومؤسسات الدولة الوطنية.
رسالتي إلى أصحاب المشاريع الضيقة المليشياوية: إذا لم تقرأوا هذه المؤشرات، فهذه مصيبة، ولكنكم ستجدون أنفسكم في مواجهة مع الشعب الذي يريد مشروعاً وطنياً يرى فيه وطناً واحداً، وشعباً واحداً، وشرطة واحدة، وقضاء واحداً، وبنك مركزي واحداً، وطيراناً واحداً، ولوناً وطنياً واحداً. سقطت مرحلة الشعارات واهتز عرش الزائفين وأصبحوا اليوم مكشوفي الأقنعة، وسيصبحون غداً إن شاء الله في مواجهة مباشرة مع هذا المشروع الوطني اليمني الكبير القادم. اليمن أولاً إن شاء الله.