تهل علينا اليوم 23 مارس 2025م، الذكرى الثالثة لاستشهاد اللواء الركن ثابت مثنى جواس، قائد محور العند العسكري قائد اللواء 131 مشاة، حيث نستخلص من حياته أبلغ الدروس والعبر في حب الوطن، والدفاع عن حياضه، والتصدي لمختلف المؤامرات التي تستهدف أمنه وسكينته.
لقد قدم الشهيد القائد ثابت جواس حياته رخيصة في سبيل وطنه الجنوبي، فقد آثر الشهادة عن الحياة في وطن مسلوب وكرامة مفتقدة، ضاربا أروع الأمثلة في حب الوطن وبذل الغالي والنفيس من أجله، فلم يتوانى في خدمة وطنه الجنوبي، في مختلف مراحل حياته، حيث يعد الشهيد البطل اللواء الركن ثابت مثنى جواس أحد أبرز القادة الجنوبيين الأوفياء، ممن أفنوا حياتهم في خدمة الوطن الجنوبي، وكانت لهم مواقف خالدة ومشرفة في مواجهة المليشيات الحوثية، في محافظة صعدة، ووقف باستبسال أمام مشروعها السلالي البغيض، وله دور واضح في قيادة معركة تحرير محافظة عدن وتحرير بقية المحافظات من الوجود الحوثي.
لقد كان الشهيد جواس رحمه الله قائدا شجاعا، ومقاتلا مقداما، يقف بشجاعة وثبات في مقدمة الصفوف، وقد خلد تاريخه بالنضال والتضحية في مختلف المنعطفات التي مر بها البلد الجنوبي، وباستشهاده خسر الوطن والقوات المسلحة الجنوبية واحدا من أبرز الرجال والقادة المخلصين، الذين لم يتخلفوا يوما واحدا عن أداء الواجب، ولم يدخروا جهدا ووقتا في خدمة الوطن ومواجهة أعدائه".
كما ساهم اللواء الركن ثابت جواس في التصدي لقوات الإخوان، التي حاولت اجتياح العاصمة عدن قادمة من محافظات أخرى كمأرب وشبوة نحو العاصمة، إثر المواجهات التي شهدتها عدن بين القوات الجنوبية وجماعة الإخوان في 2019م.
إن الجريمة الإرهابية الغادرة التي نفذها أعداء الجنوب في اغتيال الشهيد جواس لن تثني الشعب الجنوبي على مواجهة المؤامرات، بل ستزيده عزما وإصرارا في الذود عن حياض بلده وثوابته مهما كانت التضحيات، ومحاربة الارهاب بمختلف أشكاله ومظاهره، وسينتصر شعبنا بتأييد الله وصلابة وإصرار أبنائه المغاوير.
نم قرير العين شهيدنا البطل، فلقد خلدت اسمك على صفحات التاريخ بأحرف من نور، ولقد أخبرنا الله تعالى أن الشهداء أحياء لن تصيبهم مصيبة الموت أبداً، بل هم الحياة لكل الأحياء من بعدهم لأنه لولا دماءهم وتضحياتهم، لما عاش الناس في عزةٍ وكرامة ولظلوا بقية حياتهم تحت الذلة والمهانة، فحياتنا وحياة من سيأتي بعدنا ليست سوى جزء من حياتهم العظيمة الخالدة.
الشهداء هم أناس أعزاء كرماء، لم يرضوا بالضيم ولم يقبلوا بعيش الصغار والهوان. من ذكرهم تزكو أرواحنا، وتسعد أنفسنا، وتبتهج قلوبنا وتنشرح صدورنا، وتتقوى عزائمنا وتزداد نوراً بصائرنا، ونزداد بهم سموا ورفعةً وثباتا وقوة، وبذلا وعطاءً ووفاءً.
إلى جنة الخلد شهيدنا البطل، فأننا على دربك سائرون، ولا نامت أعين الجبناء.
للشهيد رحمه الله صور تذكارية كثيرة تجمعه مع وكيل محافظة لحج صالح علي صوملة، وسنحاول في وقفات قادمة تداولها من خلال مقالات وتقارير بإذن الله تعالى.