في مقام الإفتقار إلى الله والشفقة على نفسه يدعو إبراهيم عليه السلام بهذه الدعوة ، ليعلمنا بأن الهداية أعظم النعم التي تحتاج إلى الشكر والحرص عليها والخوف من ذهابها بأن تزيغ القلوب وتزل الاقدام فيصير الشخص واقعا فيما كان يتجنبه ويتقي شره وملابسا لما كان ينكره ويتحاشا الوقوع فيه!
ولعل هذا هو المقصد الأعظم من سؤالنا الله الهداية في كل ركعة وتعليم النبي صلى الله عليه وسلم لنا الاستعاذة من شر النفس وتجنب الغفلة والغرور والركون على عهد مضى من الاستقامة وصلاح العمل وزكاة النفس فإن طول الأمد وتغير الحوادث يورث القسوة ويحجب القلب عن الفهم والفطنة !! فلا يستطيع الشخص تقدير خطورة الانحراف الذي يقع فيه لظنه أنه متمسك بعرى الإيمان والتوحيد وربما لم يبق له إلا أماني وأحلام اليهود بأنهم أبناءُ الله وأحبِّاؤُه وأنه لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى
محمد العاقل